“فاو” ومنظمة الصحة تقرّان معايير مشددة لسلامة الأغذية

المعروض من المأكولات كثير ولكن إنتبه ماذا تأكل
المعروض من المأكولات كثير ولكن إنتبه ماذا تأكل

اعتمدت هيئة الدستور الغذائي التي تشكل جهاز الأمم المتحدة المتخصص بالمعايير الغذائية، جملة معايير جديدة في الشهر الفائت لحماية صحة المستهلك في كل أنحاء العالم، بما في ذلك الحدود القصوى للمستويات المأمونة من الرصاص في حليب الأطفال والزرنيخ في الرز.
وتتولى هيئة الدستور الغذائي المشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية، تحديد المعايير الدولية لسلامة الأغذية وجودتها، في خدمة غذاء أكثر أماناً وأعلى من حيث القيمة الغذائية للمستهلكين في كل أنحاء العالم. ويتخذ من مواصفات الدستور الغذائي في كثير من الحالات أساساً للتشريعات الوطنية، ومقاييس مرجعية للسلامة في التجارة الدولية للأغذية.
وحضر الاجتماع السنوي في الشهر الفائت ممثلون عن 170 بلداً إلى جانب الإتحاد الأوروبي، فضلاً عن 30 منظمة حكومية دولية وأخرى غير حكومية.
وإعتمدت هيئة الدستور الغذائي توصية بعدم السماح بأكثر من 0.01 ملليغرام لكل كيلوغرام (ملغم / كغم) من الرصاص، في حليب الرضع المستهلك في الأسواق. ويتعرض الرضّع والأطفال الصغار خصوصاً، لأشد الآثار السامة من الرصاص، ويمكن أن يعانوا من أضرار بالغة ودائمة وبخاصة التأثير على تطور المخ والجهاز العصبي، ما يمكن أن يقلص قدرتهم على التعلم.
ويتواجد الرصاص في البيئة طبيعياً، ويمكن العثور على كميات ضئيلة منه في نهاية المطاف في المكونات المستخدمة في إنتاج حليب الرضّع. ويمكن التحكم بمستويات الرصاص من طريق حصر إستقدام المواد الخام المنتجة له من المناطق التي يقل فيها الرصاص.
وللمرة الأولى، اعتمدت هيئة الدستور الغذائي حداً أقصى لمادة الزرنيخ في الرز بما لا يتجاوز 0.2 ملليغرامم في الكيلوغرام. ويمكن للتعرض على المدى الطويل إلى الزرنيخ في مياه الشرب والمواد الغذائية، أن يسبب سرطان الجلد وأوراماً جلدية. كما يرتبط الزرنيخ بآثار سلبية على النمو، وأمراض القلب والسكري، وتلف الجهاز العصبي والدماغ.
ويتواجد الزرنيخ كعنصر طبيعي في قشرة كوكب الأرض، ويدخل في أغذية عدة من خلال الإمتصاص من التربة والماء. ويمكن أن يدخل هذا العنصر السام إلى السلسلة الغذائية بإمتصاصه في المحاصيل من المياه والتربة. وقد يمتص الرز بخاصة كميات من الزرنيخ تفوق المحاصيل الأخرى، وبإعتباره غذاء أساسياً للملايين يمكن أن يساهم إلى حد كبير في التعرض إلى الزرنيخ، وهو مادة ضارة بصحة الإنسان.
ويعد التلوث بالزرنيخ في الرز مصدر قلق على نحو خاص لدى بعض البلدان الآسيوية، حيث تروى حقول الرز بالمياه الجوفية المحتوية على رواسب غنية بالزرنيخ وتضخ من الآبار الضحلة. ويمكن أن يساعد تحسين الري والممارسات الزراعية في الحد من التلوث بالزرنيخ، على سبيل المثال من خلال زراعة المحاصيل فوق طبقات مرفوعة فوق السطح بدلاً من الحقول المغمورة بالمياه.
ووافقت الهيئة أيضاً على إستصدار مدونة جديدة للممارسات من شأنها أن تساعد البلدان على الإمتثال لأقصى المستويات المحددة في هذا الشأن، وتعريف المنتجين بالتقنيات الزراعية وأساليب التصنيع الجيدة لمنع التلوث الزرنيخي والحد من كمياته.
وأوصت هيئة الدستور الغذائي بتقييد إستخدام بعض العقاقير البيطرية في الحيوانات المنتجة للغذاء، منعاً لتواصل بقاء مخلفات من هذه العقاقير في منتجات اللحوم والحليب، والبيض أو العسل. ويمكن أن يكون للعقافير الثمانية التالية: (chloramphenicol, malachite green, carbadox, furazolidone, nitrofural, chlorpromazine, stilbenes, olaquinadox)، بما في ذلك مضادات الجراثيم ومنشطات النمو، آثار ضارة على صحة الإنسان وقد تساهم في تطوير مقاومة لمفعول العقاقير.
وإتفقت البلدان أيضاً على المستويات القصوى من مخلفات مبيدات الآفات والإضافات إلى الأغذية، وكذلك المستويات القصوى من الملوّثات، بما في ذلك السموم المعروفة باسم الفوموزينات (fumonisins) ، ويفرزها نمو العفن في الذرة. وتشمل التدابير الأخرى معايير للسلامة والجودة لأغذية أخرى.
وقررت البلدان طرح مجموعة من المواضيع لتطويرها مستقبلاً، منها وضع معايير للفلفل الأسود والأبيض والأخضر وللكمون والزعتر والثوم، وتحديد مستويات قصوى لعنصر الكادميوم في الشوكولا والمنتجات المشتقة من الكاكاو.
وناقـشت الهيئة أيضاً الحاجة إلى تحديد معايير من قبل الدستور للأغذية الجاهـزة للتناول في حالة الأطفال المصابين بسوء التغذية، بناء على إقتراح من صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، ولضمان سلامة هذه الأغذية وجودتها. وقــررت هيئة الدستور الغذائي متابعة هذا النقاش في إطار لجنتها المعنية بالتغذية والأغذية للإستخدامات الخاصة بالحمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى