الإمارات تعمل على بناء مدينة علمية على المريخ بحلول العام 2117

من المتوقع أن تُتوَّج حملة الإمارات العربية المتحدة لتطوير قدراتها في مجال الأبحاث الفضائية بإطلاق مسبار المريخ في العام 2020، حيث تسعى الدولة أيضاً إلى تعزيز أوجه التآزر مع المؤسسات الأكاديمية العالمية ووكالات الفضاء الدولية، من أجل تعزيز الموارد البشرية وتنشيط تبادل البيانات في هذا المجال.

رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي: الأول سيزور المحطة الفضائية الدولية قريباً

أبو ظبي – عمار الحلاق

في 22 نيسان (أبريل) الفائت، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء في دبي أن الإستعدادات قد اكتملت بنسبة 85٪ لمسبارهما المتجه إلى المريخ، والذي يُطلَق عليه إسم “مسبار الأمل”.
وأوضح بيان مشترك للمؤسستين بأنه تم الإنتهاء من معظم الأجزاء الرئيسة للمسبار الذي يُشكّل محور مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف الكوكب الأحمر في أول مشروع من نوعه عربياً للخروج إلى الفضاء للكشف عن أسراره والمشاركة في دعم الجهود العلمية للتعرف على الكواكب الأخرى.
وأشار البيان إلى دخول المسبار بالفعل مرحلة اختبارات مُكثّفة لضمان جهوزيته قبل موعد الإطلاق، والمدة المتبقية لإطلاق المسبار تقل عن 500 يوم، إذ من المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول العام 2021؛ تزامناً مع الإحتفال بمرور 50 عاماً على قيام إتحاد دولة الإمارات. وقد تمّ الإنتهاء من التحقق من جوانب عدة متعلقة بالبرمجيات وتركيب الهيكل والكاميرات والتحكم.
وكذلك تمّ التأكد من عمل المسبار بجميع أنظمته ومكوّناته وقدرته على التواصل مع المحطة الأرضية، إضافة إلى نجاح جميع الإختبارات الخاصة به حتى الآن، تمهيداً للإختبارات البيئية ال5 التي سيُجريها فريق العمل على المسبار من حزيران (يونيو) إلى كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام.
وفي ما يتعلق بالأجهزة العلمية التي سيُزوّد بها المسبار، أوضح البيان، أنها ستشمل كاميرا الإستكشاف (Emirates exploration Imager)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية ( EMUS)، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة أصبحت جاهزة، وتُعتبَر جزءاً رئيساً لتحقيق الأهداف العلمية للمشروع، والتي تتلخص في فهم أعمق وأوسع للغلاف الجوي للمريخ، ودراسة التغيرات المناخية وعلاقتها بتآكل الغلاف الجوي، الذي كان أحد أسباب اختفاء الماء السائل من سطح الكوكب.
ولأول مرة، سيتمكن مشروع لاستكشاف المريخ، من التقاط صورة متكاملة للغلاف الجوي وعلى مدار اليوم خلال الفصول المختلفة على الكوكب، وستكون البيانات متوفرة للمجتمع الدولي حول العالم.
سيتبع “مسبار الأمل” مهمة هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي الذي سيكون أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية في 25 أيلول (سبتمبر)، وسيعود بعد ثمانية أيام. بمجرد الوصول إلى هناك، سيجري المنصوري العديد من أنشطة المراقبة والتصوير، ويشارك في جولة في المحطة باللغة العربية.

التعاون مع معاهد البحوث الدولية

تم الإعلان عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، كما هو معروف، لأول مرة في العام 2014 بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء. لقد وصل إلى مرحلته الحالية من التطوير من خلال التعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، ومختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر، ومختبر علوم الفضاء في جامعة كاليفورنيا وجامعة ولاية أريزونا.
عند إطلاق الشراكة في العام 2015، كان هناك 75 مهندساً إماراتياً يقودون المشروع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 150 بحلول العام 2020.
منذ البداية، ركز التعاون أيضاً على تعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبناء مجموعة من المواهب العلمية من خلال خطط التواصل للمتعلمين الشباب، وكذلك طلاب وخريجي الدراسات العليا.
تشمل الجهود التي بُذلت لتحقيق هذه الغاية مبادرة جيل الأمل التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء في 17 نيسان (أبريل). ويسعى البرنامج إلى زيادة إهتمام طلاب المدارس المتوسطة والثانوية بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وسيقوم أعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بعقد محاضرات وورش عمل وأيام مفتوحة في المدارس.
يقوم بعض الجامعات في دولة الإمارات ببناء قدراته لمعالجة البيانات والصور التي من المتوقع أن يجمعها “مسبار الأمل” خلال مداره. على سبيل المثال، يعمل مركز أبحاث وتقويم الطاقة المتجددة التابع لجامعة خليفة على الإستفادة من خبرته في رسم الخرائط وتصميم وتشكيل الغبار لتطوير منهجيات التشكيل الجوية للغلاف الجوي السفلي للمريخ، وخصوصاً العواصف الترابية على الكوكب.

البرنامج الوطني للفضاء والتعاون مع شركاء عرب

إن الهدف الأسمى لهذه الجهود هو تعزيز مساهمة الإمارات في قطاع العلوم والتكنولوجيا – وهو الهدف الذي يدعم أيضاً برنامج الإمارات الوطني للفضاء.
هذه الإستراتيجية، التي تم إطلاقها في نيسان (إبريل) 2017، تهدف إلى البناء على المنصة التي أنشأها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من خلال إنشاء أول مدينة علمية على المريخ بحلول العام 2117 ، بما في ذلك منشأة لتصميم المباني المطبوعة ثلاثية الأبعاد والتي تناسب الظروف على الكوكب الأحمر.
تم الاتفاق على تمويل المشروع في شباط (فبراير) 2018، عندما وقعت هيئة تنظيم قطاع الإتصالات إتفاقية تعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
“هذا الإتفاق هو جزء من سلسلة من الإتفاقات والخطوات التي يتعهد بموجبه صندوق هيئة تنظيم الإتصالات بتدريب وإعداد الكوادر الوطنية الشابة للعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، بما في ذلك قطاع علوم الفضاء”، قال المهندس ماجد سلطان المسمار رئيس مجلس أمناء صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، بعد التوصل إلى الصفقة.
يُحدد برنامج الإمارات الوطني للفضاء إطلاق برنامج إكتشاف الفضاء العربي كأحد أهدافه الأخرى، ويسعى إلى التعاون مع الجامعات والمؤسسات العربية من أجل “نقل المعرفة والخبرات في علوم الفضاء”. وقد تم الإعلان عن تقدم كبير في 11 آذار (مارس)، عندما وقعت 11 دولة عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والمغرب، ميثاقاً لإنشاء أول هيئة عربية للتعاون في مجال الفضاء.
في أعقاب هذا الخبر، تم توقيع مذكرة تفاهم بين مركز محمد بن راشد للفضاء والوكالة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين في آذار (مارس) الفائت.
يُعد تبادل البيانات والخبرات والتجارب العملية في مجال الاتصالات عبر الأقمار الإصطناعية والعلوم المتقدمة هو الهدف الأساسي للاتفاقية، حيث من المحتما أن يكون التصوير الذي سيجمعه “مسبار الأمل” سمة أساسية.
وقال يوسف الشيباني، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: “في صناعة الفضاء اليوم، يُعدّ التعاون الدولي ضرورياً لتحقيق الأهداف. نحاول أن نتأكد من أن مشاريعنا تدعم صناعتنا المحلية، ولكن تُكمّل وتعمل أيضاً كقوة مضاعفة ومُضيفة لما يحدث دولياً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى