رَجْوَةُ مسيحيٍّ في عيدِ الإلفة !

بقلم الدكتور جورج كلّاس*

هَلَّ الهِلالُ وحَلَّ عِيدُكُمُ البِكْرُ
واِنْشَرَحَ لزمنِ البركاتِ الصَدرُ
وطَلَّ بعْدَ طول الصِيامِ الفِطرُ
فالحِقْدُ ماتَ، والظلمُ فاتَ
وإِنْقَتَلَ الشَرُّ وإندَحَرَ العُهْرُ!
*****
في هذا الزمن ِ زمن السوادِ
أَصْرُخُ انا المسيحي وأُنادي:
“رَمَضَانُ” يا زمنَ البِرِّ والتقوى
أَيْنَ مِنْكَ النَّاسُ صُبْحًاً ومَسْوَةْ؟
أَيْنَ الصّائِمونَ؟ أين الفاطِرونَ؟
أَيْنَ الحُجَّاجٰ؟ أين المؤمِنونَ؟
أَيْنَهُمُ دُعاةُ الخَيْرِ وأهلُ النَّخْوَةْ؟
أَيْنَها القلوبُ النقيّةُ الصافيَةُ؟
والجِباهُ العَلِيَّةُ الوارِفَةُ؟
أَيْنَهُمُ المسلمونَ الأخيارُ
وَقَدْ غَابَتْ عَنْ بعْضِهم الخَشْعَةُ؟
أينَهمُ المؤمنونَ الأطهارُ
و بعضُهم تناسى الجَثْوَةَ والركْعَةَ؟
أينهمُ وقدْ خَفَّتْ في قلوبهمِ الرَّجْوَة؟
وإنْطفأتْ فيهم جذوةُ الصّلْوَة؟
أَينهمُ لا يخِيفونَ منْ يرْفَعُ الحربَ لِيُخيفُني؟
ولا يُكَفِّرونَ منْ يدّعيّ الأُمْرَةَ لِيُكفّرني؟
ولا يردعونَ منَ يلبسَ الدينَ لِيهجِّرني؟
ولا يبيدونَ منْ يُحَوِّرُ الآياتِ لِيُبيدَني؟
*******
ثُمَّ أَيْنَ “الفاطرونَ”
مِنْ وَجْعَةِ الفقيرِ
وجَمْرِةِ التدميرِ
وحَرْقَةِ التهجيرِ
ومَقْتَلَةِ التَّكفيرِ؟
أَيْنهمُ مِنْ إِغتيالِ القدسِ
ونِسيانِ القضيَّةِ والمصير؟
*****
رَجَوتكم يا مُسلمونَ أجيبوني
فإنْ تجاوزتُ حدّي، إفهموني
وإنْ أخطأتُ معكم، نَبّهوني
وإنْ لا… فطَمِّنوني!
*****
مبروكٌ العيد… أيّها المُتَّقون
كلُّ فِطرٍ والإيمانُ بخير … والمؤمنونَ أبناءُ اللّه الصالحون.

• الدكتور جورج كلاس كاتب، وباحث أكاديمي، والعميد السابق لكلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى