أبوظبي تُطلق خطة مزدوجة لدفع نمو السياحة

أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أخيرا ًعن إطلاق 3 مبادرات استراتيجية لتنمية وتطوير القطاع السياحي في الإمارة لتصبح الوجهة المفضلة للمسافرين والاستثمارات السياحية، وذلك في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية “غداً 21” لجعل العاصمة واحدة من أفضل الأماكن في العالم لممارسة الأعمال والإستثمار والمعيشة والعمل.

سباق الفورمولا 1 في أبوظبي: حدث آخر يجذب العالم إلى الإمارة الخليجية

أبوظبي – عمار الحلاق

من خلال التركيز على زيادة أعداد الزوار والإستثمار الإجمالي في قطاع السياحة، أعلنت أبوظبي عن تخفيض الرسوم المفروضة على الفنادق، وإعفاء زوار الإقامة الطويلة في المنشآت الفندقية من رسوم البلدية اليومية، فضلاً عن تمويل حملة ترويجية مدتها ثلاث سنوات.
في 12 آذار (مارس) الفائت، أعلنت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة عن تخفيضات واسعة النطاق في الضرائب المفروضة على قطاع الضيافة.
كان من بين التغييرات تخفيض الرسوم السياحية والبلدية المفروضة على الفنادق، من 10٪ إلى 5.5٪، أي تخفيض من 15 درهماً (4.80 دولارات) إلى 10 دراهم (2.72 دولار) في الرسوم اليومية لكل غرفة في الفندق؛ وإلغاء جميع رسوم السياحة والبلدية على تذاكر الجذب السياحي التي تبيعها الفنادق.
وهناك إجراء آخر، وهو إعفاء الزوار من الرسوم البلدية إذا مكثوا 30 ليلة أو أكثر على التوالي، يسعى إلى تشجيع المزيد من الإقامات الطويلة الأجل.
عند إعلانه عن التغييرات، قال وكيل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سيف سعيد غباش، إن هناك حاجة إلى تزويد القطاع بالدعم اللازم لمساعدته على الحفاظ على الزخم وزيادة جاذبية الإمارة.
وقال: “المبادرات ستشجع الإستثمار السياحي المحلي والإقليمي والدولي داخل الإمارة، وتساعد على تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية عالمية”.
وأضاف غباش أن تخفيض الرسوم يجب أن يرفع القدرة التنافسية للقطاع من خلال منح المشغّلين إمكانية الوصول إلى المزيد من رأس المال لإعادة الإستثمار في أعمالهم.
وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن التغييرات ستؤثر في الأرباح العامة للقطاع لتصل إلى مليار درهم (272.3 مليون دولار) على مدى السنوات الثلاث المقبلة، فإن الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار وليالي الضيوف في الفنادق يمكن أن تعوّض ذلك.
صندوق جديد للترويج السياحي
سعياً إلى تعزيز الزخم الذي قد تخلقه تخفيضات الرسوم، أعلنت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة أيضاً أنها ستُخصّص 500 مليون درهم (136.1 مليون دولار) حتى نهاية العام 2021 لأنشطة الترويج السياحي.
من هذا المجموع، سيتم إنفاق 40 في المئة هذا العام، وذلك جزئياً في محاولة للإستفادة من إستضافة دبي لمعرض “إكسبو 2020” من خلال زيادة الوعي بأماكن الجذب السياحي في أبوظبي وتشجيع الزوار على تمديد إقامتهم.
وسيتم إنفاق 25 في المئة أخرى في العام المقبل، مع تخصيص ما تبقى من 175 مليون درهم (47.7 مليون دولار) للحملات الترويجية في العام 2021.
وقد حددت السلطات سبع أسواق مستهدفة رئيسية لجهودها الترويجية: الصين وألمانيا والهند وروسيا والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة.
دعم جهود التنويع
من جهتها حددت الإمارة السياحة كقطاع رئيس في خطتها لدفع النمو الإقتصادي وتنويع اقتصادها.
استقطبت أبو ظبي 10.3 ملايين زائر دولي في العام الماضي، وفقاً لبيان أصدرته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في 27 شباط (فبراير) الفائت، حيث جمع الرقم بين سياح اليوم الواحد والأشخاص الذين ينامون ليلة أو أكثر.
كان قطاع الإقامة في الإمارة أحد المستفيدين الرئيسيين من هذا التدفق الداخلي القوي. فقد أقام حوالي 5.1 ملايين شخص (ناموا ليلة واحدة أو أكثر) في فنادق داخل الإمارة في العام الماضي، بزيادة 3.9٪ عن العام 2017، وهو في حد ذاته مثّل زيادة بنسبة 9.8٪ عن العام 2016، مما يشير إلى أن الاستراتيجية العامة للحكومة تؤتي ثمارها.
الإمارة كمركز للأحداث والفعاليات الرياضية
تشكل أوراق الإعتماد التي تتمتع بها أبوظبي كمكان للأحداث والفعاليات الرياضية إحدى ركائز منصة الترويج السياحي للإمارة، ومن المتوقع أن تدعم النمو المستمر في أعداد الواصلين.
كان الحدث الأخير هو النجاح في إحياء الذكرى السنوية الخمسين لدورة الألعاب الأولمبية الخاصة، التي عُقدت بين 14 و21 آذار (مارس) الفائت. لقد حضر إلى أبوظبي في المناسبة أكثر من 7,000 متنافس يمثّلون 195 دولة، بالإضافة إلى حوالي 4,000 مدرب وأفراد عائلات وضيوف رسميين، لحضور مباريات ال2019، مما زاد أعداد الزائرين ورفعت جاذبية صورة الإمارة كوجهة رياضية.
“إن دورة الألعاب الأولمبية الخاصة التي عُقدت في أبو ظبي في آذار (مارس) لم تبرز فقط الجهود التي بذلتها الإمارة لتصبح مركزاً للأحداث الرياضية، ولكنها ساعدت أيضاً على تقديم صورة للشمولية والتسامح”، قال عبد الله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والإحتياجات الخاصة. مضيفاً أن “كلا الأمرين لهما تأثير في رفع مكانة الإمارة على الصعيد العالمي كوجهة سياحية”.
وجاءت دورة الألعاب الأولمبية الخاصة في أعقاب بطولة كأس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الآسيوية لعام 2019، والتي استضافتها أبوظبي وغيرها من الإمارات العربية المتحدة. وقد إختُتِم الحدث الذي استمر أربعة أسابيع بالمباراة النهائية في 1 شباط (فبراير) على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي.
وشاهد البطولة التي شملت 51 مباراة ما يقرب من 650 ألف متفرج في المدرجات، وملايين آخرين عبر التلفزيون والبث عبر الإنترنت.
وفي حين لم يتم تجميع أرقام المشاهدة النهائية لبطولة 2019، فإن سابقتها في أوستراليا اجتذبت حوالي 1.2 مليار مشاهد عبر الحضور المباشر والبث التلفزيوني وعلى الإنترنت. ومن المحتمل أن يكون حدث الإمارات العربية المتحدة قد تجاوز هذا المجموع إلى حد كبير، بالنظر إلى أن مباريات 2015 ضمت 16 فريقاً فقط.
إلى جانب الأنشطة الرياضية الدولية المنتظمة التي تستضيفها الإمارة، مثل سباق “فورمولا 1” الذي ترعاه شركة طيران الإتحاد والذي سيقام في الأول من كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام، تعمل أبوظبي على تطوير مجموعة قوية من الإنجازات التي تستند إليها حملات أوراق اعتمادها للترويج للفعاليات الرياضية والسياحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى