تعالوا نحتضن الاجيال الصاعدة بالحوار

بقلم عرفان نظام الدين*

في حلقةٍ ضيِّقة ضمّت مجموعة من المُفكّرين والزملاء الصحافيين طُرح موضوع الدرك الأسفل الذي وصلت اليه أُمّتنا على مختلف الصُعُد والمستويات. وطلبت أوّلاً أن لا نبدأ بالشكوى والأنين وجلد الذات، والتركيز بدلاً على الإيجابيات، وإلقاء الضوء عل الأمل المُتبقّي لنا وهو احتضان الأجيال الصاعدة من أبناءٍ وأحفاد، وتوجيه الأنظار لفتح باب الحوار ونوافذ الحرية لهم كي يُعبّروا عن تطلعاتهم، و يطرحوا مشاكلهم وشكواهم من هذا الواقع المُزري، ولا بدّ أوّلاً من الإيمان بقدرات الشباب وعقولهم في ظل النهضة العلمية والتكنولوجية وخوضهم غمارها في شتى المجالات. فقد آمنت على الدوام بأن الأجيال الصاعدة قادرة على إخراج أمتنا من النفق المظلم الذي حشرنا أنفسنا فيه بإرادتنا، ودخلنا إليه بأقدامنا وأفعالنا.
وآمنت بأن هذه الاجيال هي شعلة الأمل التي ننتظرها منذ أمد بعيد لإزالة خبيات الأجيال التي سبقتها، والعمل على تجاوز السلبيات التى رافقت مسيرتها واستثمار الإيجابيات الكثيرة وفق معادلة التزاوج بين الأصالة والمعاصرة.
وآمنت بأن طريق الخلاص المفروش بالأشواك وحقول الالغام مُتاحٌ لهذه الأجيال إذا مشت نحو الأهداف الصحيحة، وتبنّت المبادئ السمحة، وتعاملت مع معادلة العلم والإيمان.
وآمنت بأن مسيرة الإصلاح تبدأ بالتطور والنقش على الحجر منذ الصغر وفق معطيات العصر ومتغيراته من دون التخلّي عن مبادئ ديننا الحنيف، وأخلاقيات أمتنا، ونظرية حوار الأجيال لا صراع الأجيال، والإستمرارية لا الإنقطاع وقطع الأوصال.
وآمنت بأن اول خطوة في طريق الألف ميل تبدأ بنشر عطور المحبة وتعميق اصول الحوار في النفوس قبل النصوص، لأن المحبة تُحيي الأمم والكلمة الطيبة تُنعش الهمم، ولهذا دعوت منذ ان أمسكت زناد القلم الى المحبة، وأطلقتُ نداءً لتشكيل نادي الوجدان العربي ليضم الملايين في صفوفه من الاخوة والأخوات العرب الذين يؤمنون مثلي بالحب والدعوة للخير والعمل، وتلقيت مئات الرسائل التي تستجيب لدعوتي هذه، ويطلب أصحابها الإنضمام الى النادي، ومن بينها رسالة توقّفتُ عندها كثيراً، ووجدتُ في مُرسِلتها شاعرة واعدة. وكانت الرسالة للأديبة السعودية الشاعرة مي ابراهيم كتبي، كريمة رجل فاضل ذي باع في المعرفة والعلاقات الإنسانيه النبيلة، طلبت مني كتابة مقدمة لكتابها “ثريا” بعد كتابها الاول “همسات حائرة”، فكتبت نقداً موضوعياً يُعبّر عن تطلعات الشباب الى التواصل بين الماضي والحاضر، والرفض الموضوعي لكل ما هو سلبي، والأمل بالمستقبل رغم الأهوال والمصاعب.
هذا هو الأمل، وهذا ما نتمتاه حتى نكفّ عن الندب وجلد الذات وانتقاء الواقع المزري، ومحاولة البعض الهروب من كل ما يمت لأمتنا من ميزات وقيم دينية او أخلاقية وحضارية.
تعالوا نحتضن أبناءنا وأحفادنا، ونتعامل معهم بالحكمة والعقل والمودة والحوار، حتى لا نخسر أجيالنا والأجيال الصاعدة مع تاريخنا وحضارتنا ومصيرنا المشترك.

• عرفان نظام الدين كاتب، إعلامي وصحافي عربي مخضرم، كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية والمستشار العام والمشرف على البرامج والأخبار في محطة “أم بي سي” التلفزيونية. يمكن التواصل معه على البريد الإلكتروني التالي: arfane@hotmail.co.uk أو متابعته على: www.facebook.com/arfan.nezameddin

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى