الجولان بعد القدس ياعرب؟

بقلم عرفان نظام الدين*

الى متى سيستمر صبر العرب وتهاونهم وسكوتهم على المهانة والهوان وإقدام الأعداء و الأصدقاء على نهب حقوقهم، والتعدّي على كرامتهم، والإستخفاف بهم وسرقة اراضيهم على عينك يا تاجر؟
قُتِلنا ونحن نردد هذه الأسئلة من دون أن نجد رداً واحداً يُطمئن قلوبنا، ويردّ على التحدّي، والإقدام على المواجهة مهما كان الثمن.
قبل اشهر قليلة أقدم الرئيس الاميركي الظالم دونالد ترامب على اتخاذ قرار جائر بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الغاصبة المحتلة، ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإتفاقات والمعاهدات التي رعتها أميركا وقدّمت ضمانات لها، مُوجِّهاً صفعة مهينة لكل عربي ومسلم ومسيحي من أبناء القدس الشريف والامة العربية جمعاء. لم يكن الرد بحجم التحدّي بل كان خافتاً صامتاً خجولاً يزيد الطين بلة ويضاعف من حجم الإهانة.
لهذا تمادى ترامب بالأمس بعد ان تاكد من ضعف العرب، وتحوّلهم الى ظاهرة صوتية لا حول ولا قوة لها ليس على صعيد الانظمة الحاكمة فحسب بل لدى قطاع واسع من الجماهير التي كانت تُخيف ويُحسب لها ألف حساب، وأعلن أن الوقت قد حان للإعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان وسيادتها عليها رغم وجود قرارات دولية واضحة باعتبارها ارضاً سورية مُحتلّة، متسلحاً بالإنبطاح المهين لبعض العرب ودعواتهم للتطبيع مع العدو ورضوخهم لطلب قيام تحالف عسكري يدفعون ثمنه و يتورطون بالإملاءات الاميركية.
فماذا سيرد العرب؟ وبماذا سيُبرِّرون السكوت على هذا الظلم وعدم رد التحدي؟ وكيف سيخفون وجوهم وهم يتحدثون عن التطبيع؟
قد يقول قائل ان ترامب معتوه او مجنون غريب الأطوار، ولكن الأيام اثبتت أنه اداة تم وضعه كواجهة لتنفيذ الإملاءات الصهيونية وتكريس الإحتلال، وهو بمواقفه هذه ينقذ نفسه من المحاسبة والعزل لاتهامه بفضائح ومخالفات خطيرة، كما يضمن إعادة انتخابه لولاية ثانية.
علينا ان نطلب ونطالب بانتفاضة عربية شاملة من القمة الى القاعدة، والإتفاق على موقف صارم وحاسم يضع حداً لهذه المهزلة المأسوية، مع علمنا الأكيد بأن احداً لن يتحرّك، وأن الصمت سيعود بعد عاصفة مؤقتة وكأن شيئاً لم يكن. ولهذا نقول لكل عربي: أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض بعد سلسلة من التنازلات والرضوخ، ومن يُهَن يسهل الهوان عليه .
“ولقد أسمعت ما ناديت حياً، ولكن لا حياة لمَن تنادي”.

• عرفان نظام الدين كاتب، إعلامي وصحافي عربي مخضرم، كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية والمستشار العام والمشرف على البرامج والأخبار في محطة “أم بي سي” التلفزيونية. يمكن التواصل معه على البريد الإلكتروني التالي: arfane@hotmail.co.uk أو متابعته على: www.facebook.com/arfan.nezameddin

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى