هل يكون صعودُ “حزب الله” سبباً في سقوطه؟

يتنازع “حزب الله” وإسرائيل بانتظام. وقد وسّع تدخّلُ الأول في الحرب الأهلية السورية جبهةَ الصراع. وفي السنوات التي تلت اندلاع الحرب في العام 2011، قصفت تل أبيب مستودعات أسلحة ل”حزب الله” وعناصر تابعة له في سوريا، فيما تفاخَر “حزب الله” بإسقاطه مقاتلة إسرائيلية من طراز أف-16. ويحذّر مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية من “إحتمال فعلي” بأن تندلع حربٌ بين إسرائيل و”حزب الله”، ومن أنّ حرباً كهذه قد تجرّ إيران وغيرها من القوى الإقليمية إليها. وتقول المحلّلة مارا كارلين إنّ الحرب “شبه حتمية” وإنّ “السؤالَين الفعليَّين هما كيف ستندلع شرارة الحرب؟ وأين؟ وليس ما إذا ستقع الحرب”.

السيد حسن نصرالله: هل يتفادى الأزمة؟

بقلم برَيان كاتز*

ليس غالباً يجد “حزب الله” أرضية مشتركة مع قادة الولايات المتحدة. لكن في شهر شباط (فبراير) الفائت، كان للأمين العام للحزب الشيعي اللبناني، السيد حسن نصر الله، إستثناء. فقد حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن “حزب الله” ينمو “أكثر قوة”. ووافقه نصر الله على ذلك، ولسبب وجيه. مُحقِّقاً إنتصارات حديثة في ساحة المعركة في سوريا، مع ترسانة أسلحة هائلة في لبنان، وحليف سياسي في السلطة، وحلفاء ملتزمين في المنطقة، يملك “حزب الله” اليوم قوة عسكرية وسياسية أكبر من أي وقت مضى منذ تأسيسه في العام 1985.
لكن هذه القوة الجديدة جلبت معها مشاكل جديدة. إن توسع “حزب الله” من دون رادع في بلاد الشام لم يلفت فقط إهتمام الولايات المتحدة بالنسبة إلى أنشطة المجموعة بل أطلق أجراس الإنذار في إسرائيل. إن ضربات عسكرية إسرائيلية رئيسة داخل لبنان – وستكون الأولى منذ أن شنت إسرائيل الحرب على “حزب الله” في العام 2006 – باتت الآن إمكانية واضحة.
“حزب الله”، الذي يوازن أصلاً بين عدد من الإلتزامات المحلية والإقليمية، ليس متحمّساً للدخول في صراع رئيسي آخر. ومع ذلك، فإن المجموعة في مأزق: مع كل خطوة تتخذها لتستعد لهجوم إسرائيلي مُحتمل، فإن مثل هذه المواجهة تُصبح أكثر احتمالاً. إن أعمال “حزب الله” في الأشهر المقبلة سوف تُظهر ما إذا كان بإمكانه السير على هذا الخط الرفيع. وقد يتسبب الفشل في كارثة – للحزب ولبنان والمنطقة.

غنائم الحرب

خرج “حزب الله” للتو من حملة مغامرات عسكرية إستمرت سنوات في المنطقة. في العام 2013، بدأت المجموعة في إرسال الآلاف من المقاتلين إلى سوريا، حيث دافعوا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد قوات المعارضة، كما ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” وغيرهما من الجماعات الإرهابية. ولأن سوريا – جزء أساسي في “محور الممانعة” المعادي للغرب والمعادي لإسرائيل الذي شكّله “حزب الله” وإيران وسوريا – تعمل كممر للأسلحة الإيرانية ل”حزب الله”، كانت الحرب مسألة وجودية للمجموعة الشيعية. في العام 2017، ساعد مقاتلو “حزب الله” نظام الأسد على استعادة حلب. وفي وقت لاحق، إندفعوا شرقاً نحو الحدود العراقية ووادي نهر الفرات، مما عرقل تقدم القوات الكردية والعربية المدعومة من الولايات المتحدة. ثم تحركوا جنوباً من دمشق إلى مرتفعات الجولان، حيث هزموا قوات المعارضة المتبقية وعزّزوا قدرات المحور في مواجهة إسرائيل، وبنوا المرافق العسكرية والبنية التحتية للأسلحة.
وفيما استوعب القتال في سوريا وامتص الكثير من القوة البشرية ل”حزب الله”، فإن بعثات إستطلاعية صغيرة فقط إنتشرت في مناطق ساخنة أخرى في المنطقة. فقد إنضم الحزب إلى إيران في نشر المدربين والمستشارين لدعم الميليشيات الشيعية التي تقاتل “داعش” في العراق. وفي اليمن، جاء “حزب الله” وإيران لمساعدة المتمردين الحوثيين في قتالهم ضد حكومة البلاد والتدخل العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ولم يزل مستشارو “حزب الله” في اليمن، يبنون قدرات الحوثيين العسكرية ويحاولون جرّ خصومهم في الخليج للغرق أكثر عمقاً في المستنقع.
ساعدت الجبهة المحلية الهادئة نسبياً “حزب الله” في الحفاظ على انتشاره في الخارج. من العام 2013 إلى العام 2015، هددت سلسلة من الهجمات من قبل “داعش” و”جبهة النصرة” في بيروت وعلى طول الحدود اللبنانية مع سوريا بزعزعة إستقرار البلاد، لكن “حزب الله” والجيش اللبناني نجحا في دحر وطرد المجموعات الإرهابية. على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، نشأت توترات بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، لكن الوضع لم يتصاعد. وطوال هذا الوقت، نجح “حزب الله” في ترسيخ نفسه كفاعل عسكري رئيسي في لبنان، لا يعادله لا الجيش اللبناني ولا أي ميليشيات منافسة.
تصاعد النجم السياسي للمجموعة خلال الفترة نفسها. لأكثر من عقد من الزمان، حافظ “حزب الله” على تحالف مع أكبر حزب مسيحي في لبنان، “التيار الوطني الحر”. وانتُخب مؤسس الحزب، ميشال عون، رئيساً للجمهورية في العام 2016. ومع وجود جهاز سياسي وإعلامي متطور، فاز “حزب الله” والتحالف الذي يقوده “التيار الوطني الحر” على نحو حاسم في الإنتخابات التشريعية في العام الماضي، وفازا بعدد غير مسبوق من مقاعد البرلمان ووزارات الحكومة.
منتصراً في ساحات المعارك العسكرية الأجنبية وفي صندوق الإقتراع، خرج “حزب الله” من إضطرابات المنطقة أقوى من أي وقت مضى. سياسياً، تمتلك المجموعة الشيعية الآن حق النقض (الفيتو) الفعلي على سياسة الدولة، ويُمكنها أن تضع منافسيها مثل رئيس الوزراء سعد الحريري تحت الضغط والرقابة. في هذه الأثناء، حوّلت الحرب في سوريا قوات الحزب العسكرية من ميليشيا تقوم بحرب عصابات دفاعية إلى جيش متكامل. مع ست سنوات من الخبرة عبر مجموعة من المجالات الطبيعية العسكرية – من الحروب الحضرية في حلب إلى حرب الجبال على طول الحدود السورية – اللبنانية وعمليات التطهير الريفية في شرق سوريا – يُمكن القول إن مقاتلي “حزب الله” الذين يتراوح عددهم بين 20 و 30 ألفاً يُشكّلون أكثر المقاتلين صلابة وفعالية في القتال من أي جيش عربي اليوم. إذا مزجت قدراتها الدفاعية في جنوب لبنان بالقدرات الهجومية التي اكتسبتها في سوريا، يُمكن أن تكون المجموعة قادرة على صد الهجمات الإسرائيلية وشن هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية.
لقد تطور “حزب الله” إلى لاعب إقليمي لا يُستهان به. لقد علّمته الحرب الإستكشافية كيفية نشر القوات في الخارج والحفاظ عليها. في هذه العملية، بنت المجموعة قوساً من الحلفاء يمتد من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان. والنتيجة ليست فقط قابلية العمل العسكري المشترك ولكن الروابط الإيديولوجية بين أعضاء المحور الذين يعتبرون أنفسهم الآن كإخوة في السلاح ضد إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وحلفائها في الخليج. ويرى الحلفاء الشيعة، مثل الحوثيين في اليمن وقوات الحشد الشعبي في العراق، أن زعيم “حزب الله” نصر الله مُلهِمٌ، وأن نضج مجموعته وتحوّلها إلى وزن ثقيل عسكرياً وسياسياً واجتماعياً – إقتصادياً يُعتبر نموذجاً يُحتذى به.

تهديدٌ لا يُحتمَل

راقب المسؤولون في إسرائيل تحوّل “حزب الله” – وخصوصاً نجاحاته في سوريا – بقلق متزايد. إن إندفاعة “حزب الله” إلى جنوب غرب سوريا، بالتوازي مع الذراع شبه العسكرية ل”الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”، “فيلق القدس”، سمح له بناء قواعد متاخمة لهضبة الجولان. وبدعم إيراني، قامت المجموعة بتشكيل ميليشيات شيعية من أفغانستان والعراق وباكستان وسوريا، وكلها مستعدة للإنضمام إلى “حزب الله” في حرب مع إسرائيل. بالنسبة إلى المسؤولين الإسرائيليين، فإن المواجهة المقبلة لن تكون “حرب لبنان”، وإنما “حرب الشمال” الأولى، التي تمتد عبر لبنان وسوريا.
يُمكن ل”حزب الله” أيضاً أن يأخذ القتال مباشرة إلى داخل إسرائيل. في وقت سابق من هذا الشتاء، قام الجيش الإسرائيلي بعملية استغرقت ستة أسابيع لتدمير أنفاق عدة ل”حزب الله” إمتدت من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل، لكنه أقر بأنه من غير المرجح أن يكون هناك المزيد من الممرات السرية. وأطلق غادي إيزنكوت، قائد أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك والمنتهية ولايته، على عملية الأنفاق إسم “عملية “حزب الله” بربروسا”، في إشارة إلى الغزو الألماني النازي المفاجئ للإتحاد السوفياتي في العام 1941.
والأمر الأكثر إثارة للقلق، في نظر إسرائيل، هو الجهود التي يبذلها “حزب الله” لإنتاج ذخائر مُوجَّهة بدقة. تمتلك المجموعة الشيعية اللبنانية فعلياً ترسانة هائلة من الطائرات من دون طيار وصواريخ طويلة المدى وصواريخ أرض-جو قصيرة المدى وصواريخ مضادة للسفن. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن “حزب الله” الآن، بمساعدة إيران، يقوم بتحويل الصواريخ “الغبية” إلى صواريخ دقيقة للغاية باستخدام مجموعات توجيه صغيرة وصعبة الكشف من نظام تحديد المواقع “جي بي أس”. إن مثل هذه الأسلحة الدقيقة، إذا تم إنتاجها على نطاق واسع، يُمكن أن تقوّض الميزة التكنولوجية لإسرائيل في مجال الدفاع الجوي وتُمكّن “حزب الله” من ضرب الأهداف العسكرية والمدنية الإسرائيلية بدقة بالغة.
وقد يُقرر القادة الإسرائيليون الذين يشاهدون هذه التغييرات، أن تكاليف التراخي وعدم فعل أي شيء راهناً عالية للغاية. منذ حرب العام 2006 ضد “حزب الله”، تجنّبت إسرائيل الضربات الكبرى داخل لبنان خوفاً من التصعيد غير المرغوب فيه مع عواقب غير مؤكدة. وبدلاً من ذلك، قامت بتوجيه ضربات جوية ضد “حزب الله” وأهداف إيرانية داخل سوريا، مما أدى إلى ضرب قوافل ومستودعات أسلحة بشكل متكرر. الآن قد تستنتج إسرائيل أن الضربات المباشرة ضد “حزب الله” في لبنان هي وحدها ستكبح وستحتوي المجموعة. ويبدو بالفعل أن بعض التصريحات التي أدلى بها مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار تشير إلى هذا الاتجاه.

ملعونة إذا فعلت … وإذا لم تفعل

كيف سيكون رد فعل “حزب الله” على عملية إسرائيلية ضد مواقع تحويل القذائف إلى صواريخ مثلاً؟ من ناحية، إن إنتشار المجموعة محدوداً إلى حد ما. إن صعوده جاء بتكلفة ثقيلة في الدم والمال. لقد عانى “حزب الله” من آلاف الضحايا في سوريا الأمر الذي خلّف له أعباء مالية لرعاية الجرحى وعائلات “الشهداء”. وفي هذه الأثناء، فإن خطر عودة “داعش” يعني أن “حزب الله” يجب أن يُبقي قواته في سوريا والعراق التي كان يأمل في سحبها. لا شيء من هذا يجعل الحرب مع إسرائيل فرصة جذابة.
ومن ناحية أخرى، ليس في وسع قادة المجموعة تحمّل أي ضربة إسرائيلية في الأراضي اللبنانية من دون أي نوع من الإنتقام، خصوصاً بالنظر إلى دور “حزب الله” كطليعة للإئتلاف المعادي لإسرائيل. ومع ذلك، فإن الخطوات اللازمة لردع إسرائيل عن اتخاذ إجراءات كبيرة وضمان قدرة المجموعة على الإنتقام إذا ما قامت إسرائيل بضربة قد تُثير إسرائيل وبالتالي تجعل الحرب أكثر إحتمالاً – وهي حالة كلاسيكية من المعضلة الأمنية.
فكِّر في مسألة المعدات العسكرية: الأسلحة المتطورة هي الفرصة الوحيدة التي يملكها “حزب الله” ضد القوات العسكرية الإسرائيلية ذات التقنية العالية والدفاعات الهائلة، لكن جهود الإستحواذ هذه هي بالضبط ما يُمكن أن يؤدي إلى تحرّك إسرائيلي. ومع ذلك، من المرجح أن يخلص نصر الله إلى أن “حزب الله” يجب أن يستمر في بناء ترسانة أكثر تطوراً وحجماً لمواجهة إسرائيل.
إذا كان على إسرائيل أن تضرب، فإن “حزب الله” سيواجه لغزاً آخر: كيف سيقوم بردٍّ قوي بما يكفي لردع أي عمل إسرائيلي آخر ولكن ليس مدمراً لدرجة تدعو إلى المزيد من التصعيد. تشير “قواعد اللعبة” غير الرسمية التي تطورت على مدى العقد الماضي إلى أن “حزب الله” قد يستجيب بشكل متناسب مع هجوم على منشأة عسكرية إسرائيلية مع عدد ضئيل من الضحايا أو من دون إصابات. ومع ذلك، فإن هذه التبادلات المتبادلة تترك مجالاً واسعاً لسوء التقدير وسوء الفهم، وما يعتبره أحد الطرفين إستجابة متناسبة، قد يعتبره الآخر تصعيداً حاداً. في العام 2006، كانت غارة “حزب الله” القاتلة على جنود إسرائيليين التي استفزت إسرائيل للذهاب إلى الحرب – رد فعل، كما اعترف نصر الله في ما بعد، أنه لم يكن يتوقعه. وهكذا، يُمكن أن يتصاعد الصراع ويتدهور بسرعة حتى إذا كان كلا الطرفين لا يريد حرباً شاملة.
من المرجح أن نصر الله يعلم أنه في حرب كهذه مع إسرائيل، يُمكن ل”حزب الله” أن يواجه الجيش الإسرائيلي ويعادله على أفضل تقدير. مثل هذا المأزق سيترتب عليه دمار هائل – للمجموعة، قاعدتها الشيعية، وقسم من لبنان. علاوة على ذلك، ما يبدأ كصراع محدود يُمكن أن ينحدر إلى حرب إقليمية: الضربات الإسرائيلية على “حزب الله” في سوريا، على سبيل المثال، يُمكن أن تورّط وتستجرّ نظام الأسد، وإيران، أو روسيا. وبالمثل، فإن صواريخ “حزب الله” ضد الجيش الإسرائيلي، أو القيادة الإسرائيلية، أو المجتمعات المدنية يُمكن أن تحفّز الدعوات إلى تدخل الولايات المتحدة.

إسترخاء سريع العطب

لا يزال من الممكن تفادي الأزمة. في جميع الإحتمالات، يُدرك نصر الله أن الحرب المدمرة التي طال أمدها ستعرض للخطر كل شيء حققه “حزب الله” في الداخل وفي المنطقة. لكن هذا الوعي وحده لا يكفي. يحتاج المجتمع الدولي إلى الضغط على “حزب الله” للحد من أنشطته الاستفزازية، مثل إنتاج الذخائر والصواريخ الدقيقة وبناء الأنفاق العابرة للحدود. يُمكن لقوات الأمم المتحدة في لبنان أن تُسهّل الحوار بين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين لتهدئة الأجواء الحامية. يُمكن للدول التي لها روابط مع كلا الجانبين، مثل روسيا، القيام بدورها لتقليل خطر التصعيد غير المرغوب من خلال العمل كقنوات خلفية للتواصل.
حتى الآن، هناك إدراك متبادل بأن حرب 2006 ستكون لا شيء بالمقارنة مع الخراب الذي ستحدثه حرب جديدة وهذا ما منع الجانبين من الذهاب إلى الحرب حتى الآن. ولكن ليس هناك ما يضمن أن هذا الإسترخاء سيستمر. في النهاية، قد تكون الإنتصارات الأخيرة ل”حزب الله” هي التي ستسبب سقوطه.

• بريان كاتز زميل زائر في برنامج الأمن الدولي في مركز الشؤون الاستراتيجية والدولية وزميل في مجلس العلاقات الخارجية. شغل منصب المدير القطري لسوريا في مكتب وزير الدفاع الأميركي وكمحلل عسكري لمجتمعات المخابرات الأميركية، التي تركز على الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. جميع بيانات الواقع أو الرأي أو التحليل في هذا العمل هي بيانات الكاتب ولا تعكس الموقف الرسمي أو وجهات نظر حكومة الولايات المتحدة.
• كُتِب هذا الموضوع بالإنكليزية وعرّبه قسم الأبحاث والدراسات في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى