أمثلة وطرائف من وسائل التواصل الإجتماعي؟

بقلم عرفان نظام الدين*

مهما انتقدنا وسائل التواصل الإجتماعي فإن علينا ان نعترف بوجود كثير من الإيجابيات. ومهما تحدّثنا عن الأضرار والمشاكل والإستغلال السيىء وتحويل نعمة الإنترنت الى نقمة، فالواجب يدعونا الى ذكر محاسن هذا العالم الإفتراضي الخطير الذي دخل بيوتنا واستوطن بها رغم كل التحذيرات عن أضراره الصحية واشعاعاته السرطانية.
صحيح أن شبكة الإنترنت (أو الشبكة العنكبوتية) ومشتقاتها من “فايسبوك” و”واتس أب” و”إنستغرام” و”سكايب” وغيرها … قد أحدثت شرخاً في الحياة العائلية والإجتماعية وأدّت الى غياب لغة الحوار، إلّا أنه في المقابل إستطاعت ان تجمع الأهل مع أولادهم وأحبابهم والمغتربين والمهاجرين، أي بمعنى اخر أبعدت القريب وقرَّبت البعيد وهذه ميزة تُسجَّل لها.
وصحيح أن الإنترنت تعرّضت لسوء استخدام من قبل ضعفاء النفوس والمجرمين ومنعدمي الضمير، إلّا أنها اسهمت في المقابل في نشر الثقافة ووضع العلوم والآداب والمعلومات في أيدي كل انسان مهما كان مستواه العلمي والثقافي.
وبين النعمة والنقمة لا بدّ من الإعتراف بأن عالم الانترنت مفروض علينا أردنا أم لم نرد، وما علينا إلّا الرضوخ وحسن التعامل و شد الكوابح حتى لا تتدهور حالتنا ونصل الى مرحلة عدم القدرة على السيطرة لا سيما على الأولاد والقُصّر.
وبعيداً من القلق، وجدتُ في وسائل التواصل متعة اخرى وهي التعمّق في الحكم والأمثال والروايات التاريخية والطريفة والمفيدة، واخترت لكم منها وهي منقولة:
– شخص مكروه رشّح نفسه للإنتخابات وكتب تحت صورته عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم؛
-لا تشكُ للناس جرحاً تكابده … حماقة بوح مجروح لمجروح؛
-أريد أن أكون مع مَن يرون الحياة جميلة؛
-لا تقلق فالذي كفاك في الامس سيكفيك همّ اليوم، والذي رعاك صغيراً لن تعجزه كبيراً وكفى بالله وكيلاً؛
وأخيراً أُشير الى اكتشاف قدرة السوريين على خلق روح النكتة والدعابة والحكمة وإطلاق بعض الطرائف التي يسخرون فيها من واقع الحرب الاليم ويؤكدون حبهم للحياة رغم ما مرّوا ويمرون به. ومن إحدى الطرائف التي قرأتها في تلك الازمة “ما في داعي للكهرباء فسوريا منوّرة بشعبها”. وأيضاً “مع كل ٣ ساعات كهرباء مقطوعة بتربح ٣ ساعات كهرباء مجانية”، إلى ان نصل الى عبارة عندما قراتها اوجعتني “نحنا السوريين حسدونا على ضحكتنا حتى إجت الأيام وأخدتها”.
ومن الطرائف المُنتشرة، قالت ستي: لا تضرب وتُعمّق بالجرح، ما بعد العداوه إلّا الصلح ….لما الكلب بيشوف اللحمة ما بيعبّي عينو الخبز والملح… ناس من دمك ولحمك باعوك لا تلوم يلّي مبارح عرفوك.
وأختم مع هذا الرد المفعم لشامية على جماعة باب الحارة، فقد أخطأ رجل غليظ وقال لها انت من الشام يعني من جماعة تاج راسي وتشكل آسي وتقبرني ..فقالت له بكل برود، لا الحقيقة انا من جماعة يعدمني ياك والعين تطرقك ويبعتلك حمى شو غليظ.

• عرفان نظام الدين كاتب، إعلامي وصحافي عربي مخضرم، كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية والمستشار العام والمشرف على البرامج والأخبار في محطة “أم بي سي” التلفزيونية. يمكن التواصل معه على البريد الإلكتروني التالي: arfane@hotmail.co.uk أو متابعته على: www.facebook.com/arfan.nezameddin

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى