بداية فصل جديد للكاتبات العربيات

بقلم عمار الحلاق

يجب على المؤلفين والكتاب الستة الذين تم اختيارهم للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية لهذا العام الإنتظار حتى نيسان (إبريل) المقبل لمعرفة أيّ منهم حصل على الجائزة المرغوبة. مع ذلك، هناك بالفعل فائز واحد بارز بشكل واضح – الكتابة النسائية. هذا العام تشمل القائمة المُختَصَرة أو القصيرة أسماء أربع مؤلفات. هذه ليست ثورة بين عشية وضحاها؛ إثنتان من الكاتبات الأربع كانتا على القائمة القصيرة من قبل كما كان إسم ثالثة منهن على قائمة سابقة. ومع ذلك، فإن هذا يُعتَبَر تطوراً مهماً، فهؤلاء الكاتبات لديهن الكثير ليقلن لنا جميعاً. في هذا العام، ستتم ترجمة جميع الروايات الست التي وردت على القائمة المُختَصرة، على حد قول القاضي شرف الدين مجدولين، عن “الأسرة والذاكرة وخيبة الأمل والنفي والهجرة”. هذه مواضيع تعكس التجربة العربية، وهي حقيقة تُجسّدها الكاتّبات الإناث في منظور فريد.
لنأخذ الكاتبة العراقية شهد الراوي، التي كانت مرشحة لجائزة “إيباف” في العام الفائت، التي تحكي روايتها “ساعة بغداد” قصة أهوال بلدها من خلال حياة فتاتين تلتقيان في ملجأ للقنابل في العام 1991. وقد اتسمت بالجرأة في طرائق السرد فهي على سبيل الذكر تتجاوز المنطق التقليدي لتعاقب الأحداث. كما راوحت الراوي بليونة وسلاسة بين المتخيل والواقعي وتجوّلت بين العالمين بمنتهى اليسر وهي تحاول أن ترصد لنا مأساة جيل بأكمله من العراقيين الذين وُلدوا إبان حرب فاكتوت طفولتهم المُبكرة بها وعايشوا حصاراً غاشماً ثم هُجّروا أو هاجروا قسراً إبان حرب أخرى في بلد لم يعرف الإستقرار منذ بضعة عقود. والمُدرّسة السورية الدكتورة شهلا العجيلي، واحدة من النساء الأربع على القائمة المختصرة لهذا العام، وضعت “صيف مع العدو” على خلفية الصراع في بلدها، وهي روايتها الرابعة، حيث قدمت حكاية ثلاث نساء، نتعرف من خلالها إلى مئة عام من تاريخ المنطقة العربيّة وما حولها، عبر سرد للتحوّلات الإجتماعيّة، والقضايا الوجدانيّة، وأطياف الحروب.
على مرّ السنين، عملت الجائزة كثيراً لتقديم مكانٍ للنساء من كل العالم العربي لعرض ما عندهن من كتابات عن المنطقة. وبفضل الجائزة، تمت ترجمة روايات لخمس كاتبات من العراق ومصر والسعودية ولبنان، إلى إثنتي عشرة لغة مختلفة وقُرِأت في جميع أنحاء العالم.
كتب الروائي التركي-البريطاني أليف شافك ذات مرة: “يُنظَر إلى الكاتب الذكر ككاتب أولاً ثم “رجل”. أما بالنسبة إلى الكاتبة الأنثى، فهي أولاً “أنثى”، ثم من بعدها فقط “كاتبة”. ومع وجود صعوبة كبيرة لفوز امرأة بجائزة “إيباف” لهذا العام، فقد اقتربنا خطوة خطوة من تقدير الكتاب والكاتبات على قدم المساواة. وإلى أن يحدث ذلك، يمكننا أن نستفيد كقراء ممن توسّعت آفاقهم من خلال رؤى جديدة، في حين نرى جيلاً جديداً من الفتيات العربيات الشابات اللواتي استلهمن وتعلّمن من أقرانهن لإيجاد صوتهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى