البنوك تردّ في العام 2019

بقلم برايان كابلين*

بغض النظر عن الكآبة الإقتصادية التي قد يحملها العام 2019، فإن الأنباء السارة هي أن البنوك بشكلٍ عام صارت في مكان أفضل بكثير للتعامل معها أكثر مما كانت عليه قبل الأزمة المالية التي حدثت قبل عشر سنين. لقد أصبحت نِسَبُ رأس المال أعلى، والإقراض بات رشيداً وحذراً، والتدقيق التنظيمي صار أكثر دقة. وقد تتذبذب أسواق الأسهم وتتقلّب، لكن البنوك سوف تكون قادرة على التعامل مع الإضطرابات التي تنتجها هذه الأسواق.
إن التحدّي الأكبر الذي يواجه البنوك يكمن في المنافسة من شركات التكنولوجيا المالية (FinTech) الكبرى والصغرى، والحاجة إلى احتضان الثورة الرقمية، والضغط لخفض التكاليف. ولكن حتى هنا، فإن المؤشرات تدل على أن البنوك تعود إلى الوراء، حيث تشير قصص نجاح بنوك من أمثال “إنج” (ING)، و”سانتندير” (Santander) و”ويلز فارغو” (Wells Fargo)، إلى أن الشركات الحالية يُمكنها الفوز في سباق التكنولوجيا إذا كانت لديها الإستراتيجية الصحيحة.
الفكرة هي أن الإنتصار في المجال الرقمي لا يقوم على التكنولوجيا فقط. إن وجود أفضل تقنية لا يضمن الفوز لكن وجود أفضل نموذج أعمال يضمنه. مع وضع حلول الذكاء الإصطناعي وال”بلوك تشين” (blockchain) الأكثر طموحاً الآن في صندوق الإستثمار الطويل المدى، فإن التركيز يَنصَبّ على حلول عملية وأقل شواذاً مع قضية أعمال قوية. هنا تُظهر البنوك أن المعرفة بالسوق، والموارد اللازمة لتجربة حلول متعددة وقاعدة عملاء قوية يُمكن أن تفوز على التكنولوجيا الحديثة وحماسة المشاريع الصافية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن البنوك الرائدة إستثمرت بما فيه الكفاية في مجال التكنولوجيا الرقمية لتحسين تجربة العملاء إلى حدٍّ لم تعد فيه التكنولوجيا المالية ميزة ساحقة. وبالمثل، أصبح المستثمرون الذين يناصرون شركات التكنولوجيا المالية أكثر حذراً بشأن تقديم واستثمار الأموال ما لم يتمكنوا من رؤية قضية أعمال واضحة ومسار للربحية.
في العام 2019 سنرى المزيد من شركات التكنولوجيا المالية تُكافح ما لم تُغيّر مفهومها بما فيه الكفاية لإقامة شراكة مع أحد البنوك. كما سنرى المزيد من البنوك تحصل على مردود من إستثماراتها الرقمية وتشعر بمزيد من الأمان لموقفها ولوضعها، مهما كانت حالة الطقس الإقتصادي.

• برايان كابلين هو رئيس تحرير مجلة “ذا بَنكَر” (The Banker). يمكن متابعته على تويتر: @BrianCaplen
• كُتِبَ هذا المقال بالإنكليزية وعرّبه قسم الأبحاث والدراسات في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى