مسعى فلسطيني جديد للحصول على عضوية الأمم المتحدة

بقلم كابي طبراني

قررت السلطة الفلسطينية – وبحق – التقدم بطلبٍ للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بعد أن حصلت على وضع مُراقب غير عضو في المنظمة الدولية في العام 2012 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتصويت كاسح بلغ 137 صوتاً من أصل 193 دولة حاضرة ومقترعة.
بالطبع، إسرائيل مُصمِّمة على منع هذا المسعى الفلسطيني بالإعتماد على الفيتو الأميركي في مجلس الأمن. ذلك أنه يجب على هذا المجلس الدولي أن يوافق أولاً على طلب العضوية الكاملة للمنظمة الدولية، حيث تتمتع واشنطن بحق النقض (الفيتو).
من جهته أوضح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رفض حكومته لطلب الفلسطينيين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من خلال الإدعاء بأن “الفلسطينيين يموّلون الإرهابيين ويُشجّعون العنف، ومع ذلك يسعون إلى أن تصبح سلطتهم عضواً في الأمم المتحدة”.
لقد أخفق السفير دانون في قول الحقيقة الكاملة لماذا أن العضوية الفلسطينية الكاملة ستكون لعنة لإسرائيل. حقيقة الأمر هي أن الدولة العبرية ستكون ضد العضوية الكاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة حتى لو كان الفلسطينيون ملائكة من السماء. نسي السفير الإسرائيلي الإعتراف بأن سجل بلاده في الترويج للعنف والإرهاب ضد الفلسطينيين تاريخياً وحديثاً مأسويٌّ وليس مُدهشاً أو مثالياً.
مع ذلك، ما يهم حقاً هنا هو موقف الولايات المتحدة من هذا الطلب الفلسطيني للعضوية في الأمم المتحدة. من خلال النظرة إلى الوضع، وعلى أساس سجل الرئيس دونالد ترامب حول الصراع الفلسطيني حتى الآن، لا يبدو الأمر إيجابياً كما أنه من المستبعَد أن يوافق الوفد الأميركي في مجلس الأمن على الطلب الفلسطيني.
ولكن، لا يحتاج الفلسطينيون إلى أن ييأسوا. لا يزال بإمكان السلطة الفلسطينية العودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على تصويتٍ داعمٍ رمزي لهذه المبادرة الفلسطينية، حيث يُمكنها الإعتماد على ما لا يقل عن 137 صوتاً، كما فعلت في العام 2012، عندما فازت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بوضعها المحدود الحالي كمراقب.
ومثل هذا التصويت الرمزي يحمل معه رسالة سياسية كبيرة لا يُمكن للولايات المتحدة تحمّلها أو تجاهلها لفترة طويلة. عاجلاً أم آجلاً، ستكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية. بغض النظر عن المدة التي قد يستغرقها الإنتظار المؤلم لإحقاق هذا الحق غير القابل للتصرف، فمن المُحتّم أن يحدث في نهاية المطاف، سواء وافقت إسرائيل أو لم توافق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى