ميناء خليفة في أبو ظبي يتحوّل إلى أوّل ميناء شبه آلي في المنطقة

إن توسيع قدرة التعامل مع الحاويات في ميناء خليفة من شأنه أن يعزز موقع أبو ظبي كمركز للنقل البحري والشحن إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك مع اقتراب الإمارة من الإنتهاء، أو وضع اللمسات الأخيرة على خطط محطات الحاويات الجديدة ووصلات النقل داخل البلد.

عبد الله حميد الهاملي: ميناء خليفة سيصبح محوراً إقليمياً للحاويات

أبو ظبي – عمّار الحلاق

في نهاية أيلول (سبتمبر) الفائت، تسلم ميناء خليفة الشحنة الأولية من معدات رفع الحاويات لمحطة كوسكو للشحن البحري الجديدة في أبوظبي، والتي لا تزال قيد الإنشاء حالياً ومن المتوقع أن يتم إفتتاحها خلال الأشهر الأولى من هذا العام.
وقد شملت الشحنة 10 رافعات عملاقة مُزوّدة برافعات قنطرية متحركة، وأربع رافعات من السفن إلى الشاطئ تم تسليمها من شنغهاي. وسيتم دمج الوحدات التي لديها قدرة رفع تبلغ 41 طناً بشكل كامل مع نظام تشغيل محطة ميناء خليفة، مما يجعلها أول ميناء شبه آلي في المنطقة.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تقترب شركة كوسكو للشحن البحري الصينية للخدمات اللوجستية البحرية من المراحل النهائية من الأعمال في المرحلة الأولى من مشروع بارز لبناء محطة حاويات جديدة في ميناء خليفة.
في أيلول (سبتمبر) 2016، وقّعت الشركة الصينية إتفاقية إمتياز حصرية مدتها 35 عاماً مع شركة أبوظبي للموانئ لتطوير وتشغيل المحطة الجديدة، والتي ستبلغ مساحتها 70 هكتاراً ، مع أعمالٍ تتضمن إضافة 1200 متر من جدار الرصيف وتعميق الحوض الرئيسي إلى عمق 18 متراً لاستيعاب السفن التي تحمل ما يصل إلى 20,000 وحدة من 20 قدماً.
من المتوقع أن يبدأ تشغيل أول 800 متر من الرصيف بحلول الربع الأول من العام 2019 وال400 متر الأخيرة بحلول العام 2020، وفقاً لتقارير الصحف المحلية، مما سيوسع القدرة الإجمالية لمناولة الحاويات في ميناء خليفة بمقدار 2.4 مليوني حاوية من 20 قدماً إلى 5 ملايين.
وتماشياً مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، من المتوقع أن تعزز المحطة الجديدة موقع أبو ظبي كمركز استراتيجي للصادرات الصينية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعزز التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والصين.

مشغّل دولي ثانٍ مضمون لمحطة الحاويات

إن توسع كوسكو ليس المشروع الوحيد الجاري لتعزيز قدرة ميناء خليفة وموقعه كمركز للنقل والشحن البحري.
في أيار (مايو) 2018، وقّعت موانئ أبو ظبي إتفاقية إمتياز حصرية محددة لمدة 30 عاماً مع شركة تشغيل دولية ثانية – شركة سويسرية للشحن البحري والخدمات اللوجستية تُدعى “ميديتيرانيان شيبينغ كومباني” (Mediterranean Shipping Company) – لتطوير وتسيير محطة حاويات أخرى في ميناء خليفة. وبموجب الخطط التي حددتها الشركة السويسرية، سيضيف المشروع الذي تبلغ تكلفته 1.1 مليار دولار 2.8 مليوني حاوية من 20 قدماً أخرى لسعة نقل الحاويات بحلول العام 2020، ليصل إجمالي السعة إلى حوالي 8 ملايين حاوية من 20 قدماً.
ووفقاً لعبد الله حميد الهاملي، الرئيس التنفيذي لمحطات أبو ظبي، مُشغّل الميناء، فإن إحدى النتائج الرئيسية للشراكة مع “ميديتيرانيان شيبينغ كومباني” هي أنها ستسمح للسفن التي ترسو عادة في الموانئ الأخرى بالرسو مباشرة في ميناء خليفة بدلاً من ذلك، الأمر الذي سيعزز موقع أبو ظبي كمحور للحاويات.
“من خلال كونه جزءاً من تحالف عالمي كبير للشحن، يستفيد ميناء خليفة من الأحجام التي يمكن للشركة السويسرية توجيهها إلى موانىء أبو ظبي، سواء كانت الواردات إلى أبو ظبي أو الحاويات التي سيتم نقلها إلى دول أخرى”، قال.

توسيع الميناء لدعم تطوير منطقة خليفة الصناعية

من المتوقع أن تدعم القدرة المُحسَّنة لميناء خليفة وزيادة عدد المُشغّلين النشاط الصناعي والتصنيعي في منطقة خليفة الصناعية القريبة من أبو ظبي (كيزاد).
يضمن الميناء المُوسَّع التدفق السلس للمواد الخام والأجزاء إلى المنطقة، ونقل المنتجات النهائية إلى الأسواق العالمية. وبالإضافة إلى خفض تكاليف اللوجيستيات وتعزيز نشاط إعادة الشحن، من المرجح أن تجذب سلسلة الإمداد المُحسَّنة المستثمرين وتشجع الشركات الجديدة على إنشاء متجر أو مصنع في كيزاد.
وهناك تطور آخر يحتمل أن يُحفّز الإستثمار في كيزاد ومجموعات أخرى حول أبوظبي هو شبكة السكك الحديدية ذات المقياس العريض في دول مجلس التعاون الخليجي. على الرغم من التأخير الحاصل في بعض أجزاء الشبكة الإقليمية الذي يُعيق المشروع الأوسع، إلّا أن الإمارات العربية المتحدة تمضي قدماً بخطها الرئيسي.
في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، إفتتحت شركة الإتحاد للخطوط الحديدية مرحلة ما قبل التأهيل للمرحلة الثانية من مشروع السكك الحديدية الوطنية، حيث تشمل الأعمال 628 كلم من المسار الجديد، والذي سيصل إلى ميناء خليفة في أبو ظبي وميناء جبل علي في دبي، بالإضافة إلى تمديد خط حتى الحدود السعودية والعُمانية. ومن المقرر الإنتهاء من أعمال التشييد في التمديد بحلول العام 2024، مع بدء الخدمات في ذلك العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى