مشاريع جديدة للطاقة المُتَجدِّدة تُنوِّع مزيج الطاقة في سلطنة عُمان

منذ العام 2014، تسعى سلطنة عُمان إلى تنويع مزيح الطاقة لديها للإستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، جاذبة إليها في هذا المجال شركات عالمية من أميركا، أوروبا واليابان.

مشروع “مرآة” للطاقة الشمسية: أحد أكبر المشاريع من نوعه في العالم

مسقط – سمير الحسيني

تحركت سلطنة عُمان لتنويع مزيجها من الطاقة منذ سنوات عدة بإطلاق وتكليف مشاريع جديدة للطاقة المتجددة، في حين بدت الخصخصة الجزئية لخدمات المصب المتعاقبة أنها ستؤدي إلى خلق فرص للإستثمار المحلي والدولي على السواء.
في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، وقعت شركة تنمية نفط عُمان على عقد مع كونسورتيوم ماروبيني” -المؤلف من مؤسسة ماروبيني اليابانية وشركة الغاز العُمانية وشركة بهوان للطاقة المتجددة وشركة خدمات القنوات الجديدة- لبناء وتشغيل محطة للطاقة الشمسية الفولتية الضوئية وفق منهجية “المنتج المستقل للطاقة”.
وستبدأ الأعمال الإنشائية للمحطة في كانون الثاني (يناير) 2019 ويمتد المشروع على مساحة 4 كيلومترات مربعة بما يوازي مساحة 480 ملعب كرة قدم تشمل تركيب أكثر من 335 ألف قطعة من الألواح الشمسية الضوئية مما ينتج طاقة تكفي لـ15 ألف منزل.
ومن المتوقع أن تساهم المحطة في توفير ما يعادل 70.5 مليون متر مكعب من الغاز سنوياً مما يؤدي إلى توفير إجمالي قدره 17 مليون دولار سنوياً من خلال استخدام الطاقة الشمسية كبديل من الغاز الطبيعي وتخفيض إنبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بنحو 137,121 طن سنوياً.
ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية للطاقة المتجددة في السلطنة حيث ستشتري شركة تنمية نفط عُمان الكهرباء لأنشطتها في مناطق العمليات من المحطة في حقل أمين بجنوب منطقة الإمتياز بتعريفات تُعدّ من أقل التعريفات في العالم.
وبموجب شروط الإتفاقية، سيقوم “كونسورتيوم ماروبيني” بتنفيذ التصميم والمشتريات والبناء والتكليف والتمويل والتشغيل والصيانة للمصنع، مع التعاقد مع شركة تنمية نفط عُمان على أن تكون المشتري الوحيد لفترة 23 سنة.
ويأتي هذا الإعلان بعد إطلاق المرحلة الأولى لمحطة أخرى تدعى “المرآة” للطاقة المتجددة التابعة لشركة تنمية نفط عُمان في شباط (فبراير) الفائت، وهي منشأة شمسية بقدرة 1,000 ميغاواط في حقل أمل في جنوب البلاد.
يجمع هذا المشروع بين مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة، مستخدماً الطاقة الشمسية لتوليد البخار، والذي يُستخدم بدوره لاستخراج النفط من الرواسب القريبة. ومن المتوقع أن يؤدي إستخدام حقن البخار إلى إطالة عمر الحقل، الذي بدأ العمل فيه منذ العام 1984، بفضل تكنولوجيا الإستخلاص المُعزِّز للنفط التي تسمح باستخراج الرواسب التي يصعب الوصول إليها من خلال الوسائل التقليدية والمكلفة للغاية.
الريح والطاقة الشمسية هما الأساس لتلبية أهداف الطاقة المتجددة
تأتي مشاريع شركة تنمية نفط عُمان في إطار خطط أخرى على مستوى الدولة لتوسيع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة.
في أيار (مايو) 2018، كشفت الشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياه المملوكة للدولة عن خطط لتطوير ستة مشاريع جديدة – ثلاثة مشاريع تعتمد الطاقة الشمسية وثلاثة أخرى تعتمد طاقة رياح – بحلول العام 2024، بقدرة مشتركة تبلغ 2,650 ميغاواط. وستكون جميع الشركات الست منتجة مستقلة للطاقة: وستقع الحدائق الكهروضوئية الثلاث في عِبري ومناح وآدم، ومرفقان من مرافق الرياح في ظفار وواحد في الدقم.
مع إلتزام الحكومة بسياسة ضمان أن 10٪ على الأقل من إنتاج الكهرباء ينبغي أن يتم إنتاجها من مصادر متجددة بحلول العام 2025، تعمل الشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياه على تعزيز الجهود لتحقيق هذا الهدف، حسبما صرح يعقوب بن سيف بن حمود الكيومي، الرئيس التنفيذي للشركة: “سيعني ذلك أكثر من 2,500 ميغاواط من الطاقة المتجددة التي تم تركيبها بحلول العام 2025″، كما قال.
وأضاف: “من المرجح أن يتكوَّن هذا من مزيج من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكلاهما تجد عُمان نفسها في وضع جيد للإستفادة منهما”.
ستقوم الشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياه بتنفيذ برنامج لتقييم موارد الرياح لتقييم الموارد المتاحة بشكل أكثر دقة في مواقع محددة، وتراقب تطوير تقنيات بديلة لتوسيع نطاق خيارات الأجيال والتخزين في المستقبل.
في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، أصدرت الشركة أيضاً مناقصتين لخدمات إستشارية لتطوير مشاريع وفق منهجية “المنتج المستقل للطاقة” التي تقيِّم إمكانية تحويل النفايات إلى طاقة. وتهدف هذه المشاريع إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الضغط على قدرة المكب الحالية، حسبما ذكرت الشركة في بيان صدر في تشرين الأول (أكتوبر).

خصخصة قطاع المصب

وبالإضافة إلى التطورات في قطاع عمليات التنقيب والإنتاج، من المتوقع أن توفر عمليات التشغيل والإنتاج في سلطنة عُمان مزيداً من الفرص للإستثمارات الخاصة.
في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلنت الشركة المملوكة للدولة “نماء” القابضة عن خطط لخصخصة إثنين من أصول الطاقة لديها، عارضةً 49٪ من أسهم الشركة العُمانية لنقل الكهرباء وما يصل إلى 70٪ من أسهم شركة مسقط لتوزيع الكهرباء، وكلاهما مفتوحتان أمام الشركات الدولية العاملة في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن تتم خصخصة الشركتين، اللتين تملكان قاعدة أصول مشتركة تبلغ 3.2 مليارات دولار، في العام المقبل، مع إعلان شركة “نماء” عن عمليات بيعٍ جزئية لثلاثة من ممتلكاتها الأخرى: شركة كهرباء مجان، وشركة كهرباء مزون، وشركة ظفار للطاقة.
في حين قالت قالت وكالة “فيتش سوليوشنز” للتحليل الإئتماني والسوقي إن من المرجح ألّا يكون لعمليات البيع في شركتي المصب أثر كبير في عجز عُمان المالي، إلّا أن الخطوة ُتظهر أن الحكومة ملتزمة بتوسيع قاعدة الإقتصاد وزيادة تدفقات الإستثمار الأجنبي المباشر.
وقالت “فيتش سولوشنز” في بيان صدر في تشرين الأول (أكتوبر): “إن قرار دعوة المستثمرين الأجانب يؤكد بالتالي على قوة دافعة أوسع من قبل الحكومة، تسارعت منذ ركود أسعار النفط الذي بدأ في العام 2014، لتنويع الإقتصاد بعيداً من إنتاج الهيدروكربونات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى