يوم الطفل العالمي تذكيرٌ بوعدنا لحماية الصغار

بقلم كابي طبراني

في العام 1989، سقط جدار برلين، وانتهى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومهّدت أولى شركات الإنترنت التجارية الطريق لمستقبلنا الرقمي – فاتحةً عن غير قصد، للأشرار، وسيلة جديدة كاملة لاستهداف الأطفال والصغار والضعفاء. وكان من المهم في حينه أن يوافق العام ١٩٨٩ أيضاً العام الذي تمّ فيه وضع إتفاقية حقوق الطفل لأول مرة، والتي إعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ووقّع عليها 196 بلداً. وقد اجتمع قادة العالم للإقرار بأهمية حق كل طفل في “النمو في بيئة أُسَرية، في جوٍّ من السعادة والحب والتفاهم”. كما اعترفوا بضرورة أن يعيش الأطفال حياة مُستقلّة ومُكتملة، مع “ضمانات ورعاية خاصة”، فضلاً عن الحماية القانونية.
أولئك الذين وُلِدوا في تلك السنة كبروا منذ فترة ولكن بشكل مأسوي. لقد نسي العالم تذكّر واحترام تعهده بحماية صغاره، حيث لا يزال الملايين منهم يفشلون ويُعانون ويُكافحون على أساس يومي. وبعد مضي تسع وعشرين سنة، ونحن نحتفل بيوم الطفل العالمي اليوم، يجدر التذكير بصياغة هذا الوعد لجعل كل طفل يشعر بالأمان والمحبة، مع إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والتعليم وإعلاء الصوت. من العار أن يكون هناك 262 مليون طفل غير مُلتحقين بالمدارس، و650 مليون فتاة تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشرة، وأن 5.4 ملايين طفل ماتوا في العام الفائت بسبب أمراض يُمكن الوقاية منها قبل بلوغهم سن الخامسة. في الواقع، في عصرنا الحديث، هناك الآن طرقٌ أكثر يُمكن من خلالها إستهداف الأطفال واستغلالهم، مثل الإستمالة عبر الإنترنت. ومع زيادة المخاطر علينا أن نبذل جهداً كبيراً لدرئها عنهم وحمايتهم منها.
يُمكننا جميعاً أن نفعل شيئاً لتغيير مصير الأطفال والصغار، سواء برعاية تعليمهم، أو إرشادهم أن يكونوا يقظين بالنسبة إلى رفاهيتهم، أو تقديم مساعدات مباشرة لهم في المكان الذي يحتاجون إليه أو أن تقوم المؤسسات والجمعيات الخيرية بتقديم الدعم المطلوب نيابة عنا.
ستحتفل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” باليوم من خلال تذكير قادة العالم بالتزاماتهم بحماية الصغار، ومنح الأطفال منبراً للتعبير عن مخاوفهم. يجب أن نأخذ لحظة للإستماع إليهم. إن القيام بذلك يُمكن أن يُغيِّر حياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى