الأدوية الجنيسة تحوّل سوق الأدوية الطبية في أبوظبي

تم وضع سياسات جديدة تُشجع على استخدام الأدوية الجنيسة (أو المُكافئة)، المعروفة أيضاً بال”جينيريك”، للحد من تكلفة الرعاية الصحية في أبو ظبي، والتي من المرجح أن تجتذب المزيد من الإستثمارات إلى صناعة الأدوية.

الأدوية الجنيسة: ستغير وتحوّل سوق الأدوية في أبو ظبي

أبو ظبي – عمار الحلاق

في إطار الإصلاحات التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من أيلول (سبتمبر)، أصبح المرضى في إمارة أبو ظبي الآن قادرين على الوصول إلى العلاجات الجنيسة (Generics) من خلال الصيدليات، ويُمكن للعاملين في المجال الطبي استخدام المنتجات الجنيسة (المُكافئة) في المرافق الصحية، وبالتالي تقليل تكاليف البيع بالتجزئة والجملة.
ويعني التغيير الذي أعلنته دائرة الصحة – أبو ظبي في تعميم صدر في 23 تموز (يوليو) الفائت، أنه يُمكن للمرضى الآن الإختيار بين منتجات العلامة التجارية أو الأدوية الجنيسة، مع تغطية التأمين الصحي تكلفة هذه الأخيرة. وسوف يُطلب من الراغبين في شراء المنتجات ذات العلامات التجارية دفع الفرق بالنسبة إلى السعر المذكور لخيار الأدوية المُكافئة.
وفي بيان لاحق صدر في 31 تموز (يوليو)، قالت دائرة الصحة في أبو ظبي إن زيادة إستخدام الأدوية المُكافئة لن يؤدي إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية فحسب، بل سيخلق أيضاً فرصاً جديدة للإنتاج المحلي.

إستخدام أوسع شمولاً للأدوية المُكافئة لتغيير السوق

وفقاً لتقديرات بعض شركات الأدوية، فإن التحوّل من المنتوجات التي تحمل علامة تجارية إلى منتجات مُتكافئة قد يؤدي إلى توفير في التكاليف يصل إلى 60٪. ومن شأن الأدوية الجنيسة المُنتَجة محلياً أن تجلب فوائد أكبر، مما يسمح تخفيض التكاليف اللوجستية بدرجة كبيرة ومزيداً من السيطرة على إمدادات العلاجات الحيوية.
ويُمكن أن يؤدي فتح إمكانات هذه السوق إلى فرص كبيرة، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب الوطني على الأدوية بشكل مطرد في المدى المتوسط. وتُفيد التوقعات بأن الإنفاق على الأدوية في الإمارات سيرتفع من 9.61 مليارات درهم إماراتي (2.6 ملياري دولار) في العام 2016 إلى 14.11 مليار درهم (3.8 مليارات دولار) بحلول العام 2020 وإلى 21.74 مليار درهم (5.9 مليارات دولار) بحلول العام 2025. وعلى أقل تقدير، سيتم الوفاء بجزء من هذا الطلب الإضافي من خلال الإنتاج المحلي.
ووفقاً لتقديرات وزارة الصحة الإماراتية، فإن عدد منشآت إنتاج الأدوية في البلاد سيزيد ضعفين بحلول العام 2020، مع وجود ما يصل إلى 34 مركز إنتاج من المقرر تشغيلها، مرتفعةً من 16 مركزاً في العام الماضي. وتُفيد الوزارة بأن الأدوية الجنيسة يجب أن تلعب دوراً أساسياً في دعم هذا التوسع.

لاعبون رئيسيون بتوسّعون محلياً

يقوم منتجو المواد الصيدلانية بجهود كبيرة لالتقاط جزء من هذه السوق من خلال زيادة إستثماراتهم في الطاقة الإنتاجية في أبو ظبي.
في أواخر العام الفائت، أطلقت شركة “نيوفارما” (Neopharma) المحلية دراسات جدوى لتطوير مركز ثانٍ للتصنيع في منطقة خليفة الصناعية في أبو ظبي. وسيرفع الاستثمار المقترح البالغ 100 مليون دولار مساحة مرافق “نيوفارما” في منطقة خليفة الصناعية إلى ما مجموعه 160 ألف متر مربع.
ويقول مسؤولو الشركة إن هذا الإستثمار هو جزء من دفعة أكبر لتوسيع دور “نيوفارما” في المنطقة الخليجية وما أبعد منها، حيث تتطلع إلى إضافة المزيد من الأدوية الجنيسة والقيمة المضافة إلى مجموعتها من المنتجات المُكافئة و”بيتا لاكتام”، وهي فئة من المضادات الحيوية واسعة النطاق. في آذار (مارس) تم منح الشركة شهادة “جي أم بي” (GMP) من الإتحاد الأوروبي، والتي من شأنها زيادة تسهيل الجهود للتوسع في أسواق جديدة في الكتلة الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، بحلول نهاية العام 2018 ، تهدف “لايف فارما” (Life Pharma) التي تتخذ من دبي مقراً لها إلى بدء الإنتاج في منشأة جديدة، والتي كانت قيد التطوير منذ العام 2014 في منطقة خليفة الصناعية في أبو ظبي..
وسيضم المصنع الذي تم بناؤه على قطعة أرض مساحتها 158 ألف متر مربع أربع وحدات. واحدة سيتم تخصيصها لعلاجات الأورام والأبحاث، في حين سيتم إستخدام الوحدات الأخرى كمراكز تصنيع للقاحات والحقن العقيمة ومنتجات الجرعات الصلبة من طريق الفم.

توفير التكاليف لزيادة تعزيز الإنتاج

وقد رحب أصحاب المصلحة في هذا القطاع إلى حد كبير بقرار إدارة الصحة – أبوظبي بتوسيع نطاق استخدام الأدوية المُكافئة، حيث استهدفت هذه الخطوة جذب المزيد من الشركات العاملة في مجال الأدوية إلى السوق المحلية وتحفيز التوسع في المنتجات.
وقال جيروم كارل، المدير العام لشركة صناعة الأدوية “جولفار” ومقرها الإمارات، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية: “مع هذا القرار، يُمكن للأدوية التي تتمتع بأسعار معقولة أكثر توسيع خيارات العلاج في قطاع الصحة العامة، حيث أن الموازنات الثابتة تضع حدوداً للعلاج”.
ويُمكن توجيه هذه الوفورات في التكاليف نحو البحث وتطوير علاجات جديدة، والتي، جنباً إلى جنب مع زيادة الطلب على المنتجات المحلية، من شأنها أن تعزز السوق.
وعلى الرغم من الترحيب الكبير بهذا القرار، يعتقد بعض المُحللين أنه يمكن أن تكون هناك مقاومة أولية للاستخدام الواسع للأدوية الجنيسة، حيث من المحتمل أن تكون برامج المعلومات مطلوبة لضمان فهم واسع النطاق للجمهور بأن المنتجات الجنيسة آمنة وفعّالة مثل نظيراتها التي تحمل علامات تجارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى