أبو ظبي تبني أكبر محطة لتحلية المياه في العالم

فيما الطلب على المياه الصالحة في إمارة أبو ظبي يتزايد بشكل كبير والموارد تُستنزَف مع إزدياد عدد السكان وتوسّع الإقتصاد، قررت وزارة الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة بناء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم بالقرب من العاصمة الإماراتية تستخدم تقنية التناضح العكسي.

تقنية التناضح العكسي: توفر كثيراً في إستخدام الكهرباء

أبو ظبي – عمار الحلاق

في أواخر حزيران (يونيو) الفائت أعلنت وزارة الطاقة في دولة الإمارات عن قيامها بإدراج 25 شركة في قائمة المناقصة لتطوير وتمويل وتشغيل محطة جديدة لتحلية المياه بقيمة 2 ملياري درهم (544.6 مليون دولار) في مجمع الطويلة للطاقة الذي يبعد 45 كلم شمال مدينة أبوظبي.
ومن بين الشركات المُدرَجة في القائمة المُختصَرة “ماروبيني” و”ميتسوبيشي” و”سوميتومو” و”جي جي سي” من اليابان؛ و”أنجي” و “فيوليا” و”سويز” من فرنسا؛ و”أكوا باور”، و”أكسيونا أكوا” و”فالونيزا” من إسبانيا؛ وشركة “مالاكوف” الماليزية المنتجة للمياه والطاقة.
وسيضم المرفق، الذي يتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في العالم عند إكتماله، مصنعين بطاقة إنتاجية مشتركة تبلغ 900,000 متر مكعب في اليوم. وسيتم إستخدام تقنية التناضح العكسي لتنقية مياه البحر، بدلاً من تقنية التقطير المُستخدَمة بشكل عام في المنطقة.
وبموجب شروط المناقصة، سيمتلك المزايدون الفائزون 40٪ من الشركة التي تشكّلت للمشروع مع إحتفاظ وزارة الطاقة بالرصيد المتبقي إما بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن القرار النهائي بحلول نهاية هذا العام أو أوائل العام المقبل، حيث من المقرر أن يبدأ البناء في العام 2020، يليه الإنتاج في العام 2022.
وتمتلك أبوظبي حالياً 11 محطة تحلية للمياه. وتستخدم أربعٌ منها تقنية التناضح العكسي، وبإنتاج مشترك يبلغ 580,000 متر مكعب من المياه يومياً، فإنها تمثل 13٪ من إنتاج المياه المُحلاة في الإمارة. ومع ذلك، فبمجرد ظهور المحطة الجديدة، ستشكل المياه المُعالَجة بالتناضح العكسي 30% من إجمالي الإنتاج، وفقاً لتقارير الصحف المحلية.

الطلب يرتفع فيما الموارد تُستَنزَف

يرتفع إستهلاك المياه في أبو ظبي بمعدل سنوي قدره 9.5٪، مدفوعاً بالنمو السكاني والتوسّع الإقتصادي. ويُقدَّر إستهلاك الفرد بنحو 590 لتراً يومياً، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم.
وعلى الرغم من إرتفاع طاقة التحلية، فإن الطلب المتزايد والأمطار المحدودة – التي يبلغ متوسطها أقل من 85 ملم في السنة – تضع ضغطاً كبيراً على موارد المياه الطبيعية. وفي حين شكلت ودائع المياه الجوفية 80٪ من إحتياجات أبوظبي من المياه قبل عشر سنين، فمن المتوقع أن يتم إستنفاد هذا المورد خلال 50 عاماً، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة السوربون-أبو ظبي.
كما عرف إستنزاف طبقات المياه الجوفية الحالية مستويات ملوحة في الإيداعات المتبقية، مما أدى إلى تراجع إحتياطي المياه الصالحة للشرب.
وبالإضافة إلى دعم زيادة الاستثمارات في تحلية المياه، أوصت الدراسة باستخدام كميات أكبر من المياه العادمة المُعالَجة وزيادة التعريفات المائية في القطاع الزراعي للحدّ من الضغط على الإحتياطات وتشجيع إستخدامٍ أكثر مسؤولية.

تقنية التناضح العكسي تزيد الكفاءة

بالإضافة إلى زيادة القدرة، فإن زيادة الكفاءة التشغيلية للحدّ من الطلب على إمدادات الكهرباء تُعد أولوية أيضاً.
على هذا النحو، يُعتبَر قرار إستخدام تقنية التناضح العكسي في مشروع “الطويلة” أمراً أساسياً، نظراً إلى أنها تقنية تتطلب تكثيفاً أقل للطاقة لتحلية المياه. وبالتالي، فإن المحطة ستحصل على الطاقة مباشرة من الشبكة الوطنية، مما يعني أن إنتاجها لن يتوقف على الكهرباء التي تنتجها محطة التوليد المشترك، كما هو الحال في جميع أنحاء المنطقة.
وسيكون هذا مهماً بشكل خاص في فصل الشتاء، عندما ينخفض الطلب على الكهرباء ولكن يبقى ثابتاً بالنسبة إلى المياه، أو خلال فترات الذروة الصيفية، عندما يرتفع الطلب على الكهرباء.
حتى مع إستثمار أبو ظبي بكثافة في الطاقة الجديدة لتوليد الطاقة – بما في ذلك محطة البركة للطاقة النووية، التي من المقرر أن تبدأ العمل في أواخر العام 2019 أو أوائل العام 2020 – فإن النشر الفعال للموارد الموجودة في الإمارة يجب أن يساعد في النهاية على كبح جماح التكاليف في قطاع المرافق العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى