توقعات خبراء “العصر للوساطة المالية” للأشهر المقبلة من العام 2018

توقع خبراء “العصر للوساطة المالية” أن هناك أحداثاً متعددة يجب مراقبتها خلال الأشهر المقبلة من العام 2018، حيث يمكن لكل واحد منها في ذاته أن يصنع النجاح أو الفشل. سيبدأ النصف الثاني من العام بانطلاق أرباح الشركات، وهو بلا شك العنصر الأكبر والأساسي في أي سوق مالية؛ حيث يُعطي مؤشراً عن الصحة العامة للاقتصاد. في الولايات المتحدة، من المتوقع أن يستمر الزخم الإيجابي، مع توقع تحقيق شركات مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” نمواً في الأرباح بنسبة 18٪ سنوياً. تعمل التخفيضات الضريبية جنباً إلى جنب مع النمو الإقتصادي القوي، بمثابة رياح دفعٍ خلفية لأرباح الشركات الأميركية، وهذا يبشر بوضع جيّد للأسهم.
وتتوقع “العصر للوساطة المالية” أنه في ظل قيادة دونالد ترامب، فإن الحروب التجارية هي من بين أكبر المخاطر السياسية التي تواجه الأسواق. لقد إستثمر ترامب رأسماله السياسي بأكمله، كما تحوّل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العدوانية من خلال تحذيره القائل: “في ثقافتنا، تعلمنا أن نردّ الضربات”. ولا يبدو أن الزعيمين سيتراجعان إذ أن الرئيس الأميركي قد زاد من حدة التوترات من خلال الحديث عن فرض قيود على الاستثمارات الصينية في شركات التكنولوجيا الأميركية. كما أعلن عن خطط لفرض ضرائب على الصادرات الأوروبية، الأمر الذي أدى إلى تضرر أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية بشدة. يبدو أن الجنس البشري لا يتعلم أبداً من أخطائه التاريخية. كان انهيار سوق الأسهم في العام 1929 سببه قانون “سموت هاولي” الذي رفع التعرفة الجمركية لعشرات الآلاف من المنتجات، مما أدى إلى تدهور التجارة العالمية بنسبة 66٪ في العام 1934 من مستوى 1929 وإغراق الاقتصاد العالمي في الكساد. واليوم، تبدو أوجه الشبه مع العام 1929 مخيفة للغاية مع قول ترامب: “إن الحروب التجارية جيدة” دعونا نأمل أن الأمر ليس كذلك هذه المرة.
من منظور الاقتصاد الكلي، يقول خبراء “العصر للوساطة المالية” أنه لا يمكن أن يكون هناك جدل حول أهمية السياسة النقدية الأميركية في الاقتصاد العالمي. من المتوقع أن تعلن اللجنة الفيديرالية للسوق المفتوحة عن قرار سعر الفائدة في تواريخ 1 آب (أغسطس) و26 أيلول (سبتمبر) و8 تشرين الثاني (نوفمبر) و 19 كانون الأول (ديسمبر) على التوالي خلال النصف الثاني من العام. وتُعتبر التكلفة النقدية أهم عامل وراء كل قرار إقتصادي، ويمكن أن تغيّر اللجنة الفيديرالية للسوق المفتوحة من مسار الأسواق بطريقة منفردة، وذلك من خلال زيادتين لسعر الفائدة لهذا العام. كما تكتسب إجتماعات البنك المركزي الأوروبي (ECB) أهمية كبيرة لأن منطقة اليورو هي ثاني أكبر منطقة إقتصادية بعد الولايات المتحدة، وهي في طريقها لإزالة التحفيز النقدي من الاقتصاد. ومن المقرر عقد اجتماعات البنك المركزي الأوروبي في تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) وكانون الأول (ديسمبر). سيكون رد فعل البنك المركزي الأوروبي على التطورات السياسية بما في ذلك إيطاليا ومسار محادثات الفائدة في المستقبل مهماً جداً لتقييم الأصول الاقتصادية العالمية.
وفيما يختص بالحديث عن الطاقة المتجددة، تفيد “العصر للوساطة المالية” بأنه لا يزال النفط مسيطراً على الإقتصاد العالمي، فهو في الواقع بمثابة الأوكسجين في حياتنا اليومية. وبخصوص النفط، فإن العامل الأكبر والوحيد الذي يحدد السعر هو سياسة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)؛ حيث تنتج 40٪ من النفط الخام العالمي، والأهم من ذلك أن صادرات “أوبك” تمثل حوالي 60٪ من إجمالي النفط المتداول عالمياً. من المقرر عقد إجتماع “أوبك” المقبل في 3 أيلول (ديسمبر) 2018، ودعونا لا ننسى أن الاجتماعات القليلة الأخيرة لمنظمة “أوبك” قد أدت إلى إرتفاع الأسعار.
وأخيراً وليس آخراً، تضيف “العصر للوساطة المالية” كيم يونغ أون والمخاطر الجيوسياسية المرتبطة بكوريا الشمالية حيث تؤكد على أن الخطر قد إنخفض إنخفاضاً كبيراً بعد القمة التي جمعت بين أون وترامب. ولكن كما يعلم الجميع، فإن كوريا الشمالية بلد يصعب التنبؤ به إلى حدٍ كبير، كما أن اندلاع أي شرارة غير مقصودة من شبه الجزيرة الكورية يمكنه أن يؤثر سلباً في الأسواق المالية العالمية.
وحيث شهدت الأسواق تقلبات في النصف الأول من العام، فمن المتوقع حدوث هذا التقلب للفترة المتبقية من العام أيضاً. وبالتالي فإن “العصر للوساطة المالية” تنصح المتداولين بالحذر الشديد، والإقلال من الاستفادة المبنية على فئة واحدة من الأصول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى