قطاع الطاقة العُماني يتوسّع على خلفية إستثمارات جديدة في الغاز

من المتوقع أن يدعم التوسع في مشروع رئيسي للغاز، والإعلان عن إكتشافات جديدة، والاستثمار في البنية التحتية النفطية، نمواً جديداً في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان.

حقل غاز خزان: بدأت “بي بي” المرحلة الثانية فيه

مسقط – سمير الحسيني

في نيسان (إبريل) الفائت، أعلنت “بريتيش بتروليوم” (BP) أنها ستقوم، إلى جانب شريكتها شركة النفط العُمانية للإستكشاف والإنتاج، بالبدء في تطوير المرحلة الثانية من مشروع حقل غاز خزان، الذي يقع على بعد 350 كلم جنوب غرب العاصمة، مسقط، في محافظة الظاهرة.
وقد شرع مشغّلو الحقل بالفعل في حفر الآبار الثلاث الأولى وبناء السكك الحديدية والبنية التحتية المرتبطة بها.
وبمجرد إكتمالها في العام 2021، من المتوقع أن ترفع المرحلة الثانية الإنتاج من المستويات الحالية التي تبلغ 1 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً و35,000 برميل يومياً من المكثّفات إلى 1.5 مليار قدم مكعبة و 50.000 برميل يومياً على التوالي. وقد بدأت المرحلة الأولى من الإنتاج في الموقع في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي.
ويأتي هذا التطور في أعقاب إعلان شركة تنمية نفط عُمان في آذار (مارس) الفائت عن إكتشافها إحتياطات تُقدّر بنحو أربعة تريليونات قدم مكعبة من الغاز و112 مليون برميل من المكثّفات في حقل غاز مبروك الواقع في شمال إمتيازها في وسط سلطنة عُمان.
في تقرير الإستدامة السنوي الذي أصدرته في نهاية نيسان (إبريل) الفائت، تعهدت شركة تنمية نفط عُمان باستثمار 20 مليار دولار في أنشطة التنقيب والإنتاج بحلول العام 2021. وبالمقارنة، فإن موازنة الشركة الرأسمالية لعام 2018 تبلغ 4.1 مليارات دولار. وتمتلك غالبية الشركة، وهي أكبر منتج للهيدروكربونات في السلطنة، الحكومة، مع تقاسم الحصص المتبقية بين المنتجين الدوليين “رويال داتش شل” و”توتال” و”بارتكس”.
ومن المتوقع أن تساعد هذه التطورات على تأمين إمدادات الغاز طويلة الأجل في سلطنة عُمان، حيث من المتوقع أن يرتفع الإستهلاك المحلي لمورد الوقود الأساسي هذا في السنوات المقبلة، مدفوعاً بالتنمية الصناعية كثيفة الطاقة ونمو الطلب على الكهرباء.

الإستثمار في المصب يسلط الضوء على إرتفاع النشاط النفطي

وبالتزامن مع التطورات الأخيرة في مجال الغاز، من المتوقع أيضاً أن يؤدي الاستثمار المتزايد في البنية التحتية للنفط إلى دعم النمو وتنويع مصادر الدخل في قطاع الطاقة في السلطنة.
في نيسان (إبريل) الفائت بدأ بناء مصفاة جديدة لتكرير النفط تبلغ مساحتها 900 هكتار في الدقم، وتقع في محافظة الوسطى في وسط شرق عُمان. ووتتشارك في هذا المشروع شركة النفط العُمانية وشركة نفط الكويت الدولية، حيث من المتوقع أن تبلغ قدرة المشروع الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار معالجة 230 ألف برميل يومياً عند إكتماله في العام 2022.
وستنتج المصفاة وقود الديزل ووقود الطائرات والنفتا وغاز البترول المسال والكبريت وكوك الحيوانات الأليفة كمنتجات رئيسية، وتشمل محطة تصدير وخط أنابيب بطول 80 كلم يربط الموقع بمحطة لتخزين النفط الخام في راز مركز.
ونظراً إلى موقعها على بحر العرب وأوقات الشحن القصيرة اللاحقة إلى الهند وجنوب شرق آسيا، من المتوقع أن تستفيد المحطة من عدد من فرص التصدير.
في حين أن الجهود المبذولة لتعزيز نشاط النفط التكميلي يجب أن تعزز عائدات القطاع وربحيته في المدى المتوسط إلى الطويل، فإنه في المدى القريب، ستستفيد شركات النفط الكبرى من زيادة أسعار النفط بنسبة 20٪ خلال الأشهر الأولى من العام 2018 إلى ما يقرب من 80 دولاراً للبرميل. .
وبالنظر إلى أن الموازنة السنوية للحكومة تستند إلى أسعار النفط المتوقعة البالغة 50 دولاراً للبرميل، فإن إرتفاع الأسعار سيوفر دفعة كبيرة لمساهمة القطاع في الاقتصاد، والتي أفادت توقعات صندوق النقد الدولي أنها سترتفع بنسبة 2.1٪ هذا العام و 4.2٪ في العام المقبل، في أعقاب إنخفاض بنسبة 0.3 ٪ في العام 2017.

تحسين القوانين توفّر دفعة لاستثمارات القطاع

تأتي الزيادة في نشاط النفط والغاز بعد التغييرات في البيئة التنظيمية في السنوات الأخيرة، والتي عملت على تسهيل الإستثمار.
في العام 2014، تم إنشاء نظام تسجيل الموردين وإصدار الشهادات المشترك. وقد تم إعداده كطريقة لإنشاء مجموعة مورّدة واحدة لتزويد مشغلي قطاع الطاقة بسهولة الوصول إلى معلومات السوق والصناعة الضرورية، كما يتضمن النظام الإلكتروني بالكامل أيضاً وظائف الشراء الإلكتروني وإدارة العقود، فضلاً عن منصة إتصال بين الشركات تُدعى “ربط عُمان” (Connect Oman).
إنه نظام إلزامي لكل من المُشغّلين والمُورّدين، حيث يهدف إلى تحسين كفاءة جمع البيانات وإنشاء سوق شفافة لفرص الأعمال الجديدة.
ونتيجة لنجاحه في صناعة النفط والغاز، تم تجريب إستخدام نظام تسجيل الموردين وإصدار الشهادات المشترك في قطاعات الاقتصاد الأخرى ومن المتوقع تحديثه مع تحسين الأنظمة قبل نهاية العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى