الشارقة تتجه إلى أسواق الديون لرفع رأس المال الإستثماري

تستغل حكومة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة أسواق الديون للمساعدة في تمويل برامج البنية التحتية والتنمية الاقتصادية على نطاق واسع في الإمارة، حيث إصدرت أخيراً أكبر صفقة لها حتى الآن.

مصرف الشارقة الإسلامي: ناشط في حقل إصدار الصكوك

الشارقة – عمار الحلاق

في 8 آذار (مارس) الفائت، أغلقت إمارة الشارقة في دولة الإمارات سجلّها المالي بإصدار صكوك (سندات إسلامية) مُقوَّمة بالعملة الأميركية بقيمة مليار دولار.
تم إدراج هذه السندات التي تدوم فترتها عشر سنين، وهي أول إصدار سيادي متوافق مع الشريعة هذا العام، في بورصة “ناسداك دبي” مع توجيه السعر المبدئي عند 150 نقطة أساس فوق معدل التبادل المتوسط لعشر سنين، على الرغم من أنه تم تخفيضه لاحقاً إلى 135 نقطة أساس. وقد كان الطلب مرتفعاً جداً حيث زاد عن المعروض وبلغ أكثر من 2.4 ملياري دولار.
وعزا وليد الصايغ، المدير العام للإدارة المالية في الشارقة، الشهية القوية إلى القوة والاستقرار في الاقتصاد. وقال الصايغ لوسائل الإعلام المحلية: “كنا على ثقة بأن إصدار الصكوك سيكون ناجحاً بسبب الوضع الاقتصادي والمالي للإمارة على المستوى الإقليمي والعالمي”.
وقد توزّعت مسؤولية إدارة هذا الإصدار على مُقرضين محليين وإقليميين وعالميين، بما في ذلك مصرف الشارقة الإسلامي، وبنك دبي الإسلامي، وبنك “أتش أس بي سي”، وبنك “ستاندرد تشارترد”.
ويُعدّ هذا الإصدار الثالث في سلسلة من الصكوك الناجحة التي طرحتها الإمارة في “ناسداك دبي” في السنوات الأخيرة. الأول، في العام 2014، صدر بعد فترة وجيزة من تعيينه تصنيفاً إئتمانياً سيادياً من قبل كل من وكالتي “مودي” “و”ستاندرد أند بورز”. وبلغت قيمة السندات 2.8 ملياري درهم إماراتي (762.2 مليون دولار)، وتمت تغطية الإكتتاب بشكل كبير، مما جذب عروضاً تساوي 29 مليار درهم (8 مليارات دولار). وكان الطلب على الثاني، في كانون الثاني (يناير) 2016، أقل من الأول بشكل طفيف، بسبب عدم اليقين الذي كان يخيم على السوق الناجم من هبوط أسعار الطاقة، على الرغم من أن السندات البالغة قيمتها 1.8 مليار درهم إماراتي (490 مليون دولار) إستطاعت جذب 950 مليون دولار من العروض.

الشارقة تدخل سوق “الباندا”

في مطلع شباط (فبراير) الفائت، أصبحت الشارقة أول مُصدِر سيادي خليجي يستغل سوق السندات بين البنوك الصينية، حيث أصدرت سندات “باندا” بقيمة 2 ملياري رنمينبي (318.4 مليون دولار).
من جهتها تتطلع الصين إلى جذب سندات من جهات إصدار أجنبية لتشجيع استخدام الرنمينبي في جميع أنحاء العالم وتنويع التمويل لمبادرة الحزام والطريق، ويدرس العديد من الحكومات والشركات في منطقة الخليج إحتمال دخول سوق “الباندا”، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الدولية.

سندات للمساعدة في تمويل برامج الإستثمار

إن رأس المال الناتج من أحدث إصدار للدين سيساعد على دعم الجهود المستمرة للحكومة لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار.
لقد خُصِّص جزء كبير من موازنة العام 2018 لتطوير قطاعات رئيسية من الاقتصاد، بما في ذلك السياحة والرعاية الصحية والتصنيع. وتتوقع الموازنة زيادة بنسبة 6٪ في الإنفاق هذا العام، بإجمالي نفقات تبلغ 22.1 مليار درهم إماراتي (6 مليارات دولار). من هذا المبلغ تذهب نسبة 24 ٪ لمشاريع البنية التحتية، بزيادة 3 ٪ عن العام السابق.
وفي الوقت الذي تعزز كلٌّ من الوكالات المدعومة من الحكومة والقطاع الخاص الاستثمار في التطوير العقاري، فإن الطلب على البنية التحتية لخدمة هذه المشاريع هو في إزدياد، مع إعطاء الأولوية لنشر وإنشاء مشاريع النقل والمرافق العامة.
كما أن توقّعَ تدفقٍ أسرع لمشاريع البنية التحتية من خلال خط انابيب التنمية كان عاملاً في إصدار مصرف الشارقة الإسلامي لصكوك قابلة للتحويل بقيمة 88.8 مليون درهم إماراتي (72.6 مليون دولار) في بداية كانون الثاني (يناير) الفائت.
وقال أحمد سعد، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي لوسائل الإعلام المحلية في آذار (مارس)، إن الزيادة الناتجة في السيولة ستسمح للبنك بزيادة مكانته في تمويل تطوير البنية التحتية، وزيادة نشاطه في قطاعات البناء والتصنيع والتجارة.
وقال: “سيبقى مصرف الشارقة الإسلامي البنك الرئيسي لحكومة الشارقة، ونحن نتطلع إلى المشاركة في معظم مشاريع البنية التحتية الضخمة في الإمارة”.

توقّع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5 ٪

ومن المتوقع أن يؤدي تزايد الاستثمار في القدرة الاقتصادية، المُمَوَّل جزئياً من رأس المال المُتولّد من إصدارات السندات، إلى تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع وكالة التصنيف “ستاندرد أند بورز” أن تبلغ نسبة النمو 2.5٪ سنوياً بحلول العام 2020.
وفي تقرير لها صدر في منتصف كانون الثاني (يناير) الفائت، قالت الوكالة إن من شأن النشاط المتسارع في قطاعي العقارات والبناء إلى جانب درجة عالية من التنوع الاقتصادي أن يدعم النمو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى