عُمَان تدعم سياحتها بفَتحِ مطارٍ جديد يستوعب 20 مليون مسافر سنوياً

من المتوقع أن يحقق إفتتاح مطار مسقط الدولي الجديد، بالإضافة إلى الاستثمارات في البنية التحتية للفنادق، هدف الحكومة العُمانية المتمثّل في زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من الضعف بحلول العام 2040.

وكيلة وزارة السياحة ميثاء بنت سيف بن ماجد المحروقية: حركة دائمة للتسوبق السياحي

مسقط – سمير الحسيني

في أواخر آذار(مارس) بدأت العمليات في مطار مسقط الدولي الجديد، الذي يقع في موقع المطار السابق نفسه والذي كان يحمل الإسم ذاته. ويمتاز المشروع الذي بلغت تكلفته 1.8 مليار دولار ب96 مركزاً لتسجيل المسافرين ومَدرَجَين طول الواحد منهما 4000 متر لإستيعاب أكبر طائرة في العالم، ولديه القدرة على إستيعاب 20 مليون راكب سنوياً.
بالإضافة إلى إستيعاب عدد أكبر من الزوار، فقد تم تسمية المطار الجديد “المشروع الرائد لتطوير السياحة في الشرق الأوسط لعام 2018” في حفل جوائز السفر العالمية في نيسان (إبريل) الفائت.
ويأتي الافتتاح على خلفية الارتفاع الكبير في عدد المسافرين في كل من مطار مسقط الدولي السابق ومطار صلالة الدولي في العام الماضي، حيث شهد الأول زيادة بنسبة 16.6٪ في أعداد المسافرين إلى أكثر من 14 مليوناً، في حين زاد الأخير بنسبة 24٪ إلى أكثر من 1.5 مليون مسافر. وجاء النمو في صلالة بعد إفتتاح محطة جديدة في العام 2015. وقبل ذلك، فقد بلغ عدد المسافرين 841,000 في العام 2014.

زيادة المساهمة الاقتصادية تجذب المزيد من الإستثمار

من المتوقع أن تلعب القدرات الموسعة في المطارين دوراً رئيسياً في خطط الحكومة طويلة الأجل للتنمية السياحية. بموجب إستراتيجية 2040 الوطنية للسياحة، تهدف عُمان إلى جذب 11.7 مليون زائر دولي سنوياً بحلول العام 2040، مقارنة بـ3.3 ملايين زائر في العام 2017، وتعزيز مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 2.6٪ في العام 2016 إلى 6٪.
تشير الإحصاءات الصادرة حديثاً إلى حدوث تقدم نحو تحقيق هذه الأهداف. وفقاً للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إرتفعت أعداد السياح بنسبة 16.5٪ على أساس سنوي في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الفائتين، بينما أظهرت بيانات رسمية أخرى أن عدد الوافدين للعام 2017 بأكمله إرتفع أيضاً بنسبة 4.7٪.
من بين هؤلاء الوافدين الجدد، جاء 48٪ من دول مجلس التعاون الخليجي، يليهم الزوار من الهند (10٪)، ألمانيا (6٪)، المملكة المتحدة (5٪) والفلبين (3٪)، في حين توقع تقرير حديث أصدرته شركة العقارات “كوليارز إنترناشونال” أن تنمو أعداد السياح بمعدل سنوي يبلغ 13٪ بين عامي 2018 و2021.
دعماً لهذا الإتجاه، يتوقع تقرير آخر صدر حديثاً عن المجلس العالمي للسفر والسياحة أن يساهم القطاع مساهمة مباشرة بنسبة 6٪ هذا العام، إرتفاعاً من مبلغ 849.5 مليون ريال عُماني (2.2 ملياري دولار) المُسجّل في العام 2017.
في إشارة إلى التوسع المستمر، من المتوقع أن يبلغ متوسط النمو السنوي للقطاع 5.9٪ حتى العام 2028، في حين يتوقع أن ترتفع صادرات الزائرين – المبلغ الذي ينفقه السياح الدوليون في عُمان – بنسبة 6.5٪ في 2018 و 6.9٪ سنوياً إلى 2028، عندما يتوقع أن يصل مجموعها إلى 2.1 ملياري ريال عُماني (5.5 مليارات دولار).
إستجابةً لنمو الطلب المتوقع، تزيد صناعة الضيافة من إستثماراتها في البنية التحتية للفنادق. وإعلانات حديثة لسلسلة من الفنادق الكبرى سترفع إجمالي عدد الغرف في مسقط من 10,924 إلى 16,866 بحلول العام 2021، بزيادة قدرها 54٪.
وتشير علامات مبكرة إلى طلب كبير للزوار على عروض الضيافة الجديدة، حيث سجّلت فنادق ثلاث وأربع وخمس نجوم زيادة في الإيرادات بنسبة 11.4٪ في كانون الثاني (يناير) 2018.

إرتفاع المخاوف بسبب التغييرات في طلب التأشيرة

وفي سياق إرتفاع أعداد القادمين، أعلنت الحكومة في آذار (مارس) عن تغيير في قواعد التأشيرات الإلكترونية، وتأمل في تقليل أوقات المعالجة وتحسين تدفق حركة المرور عبر المطار.
يُطلَب من جميع الزوار الدوليين الآن تقديم طلب التأشيرة الإلكترونية والدفع مُقدَّماً، ثم تقديم تأشيرتهم الإلكترونية لموظفي الهجرة عند الوصول. وتبقى تكلفة التأشيرة السياحية ذات الدخول الواحد لمدة 30 يوماً، أقصر الخيارات المتاحة، من دون تغيير 20 ريال عُماني (52 دولاراً).
وأثارت هذه الخطوة المخاوف بين بعض منظمي الرحلات السياحية من أن القدرة التنافسية لعُمان في إجتذاب زوار عطلة نهاية الأسبوع أو المتجوّلين ليوم واحد سوف تتأثر.
قبل تطبيق القواعد الجديدة، أخبر مدير العمليات في في شركة “دولفين خصب للسياحة والسفر”، أروندا هاريداس، وسائل الإعلام المحلية أن 30-40٪ من عملاء الشركة يقومون بعملية الحجز في أقل من 24 ساعة قبل وصولهم، وهو ما يخشى البعض أن يؤدي إلى إضعاف شهية الزوار المُحتَمَلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى