العالم يسير على مسار التدمير الذاتي

بقلم كابي طبراني

حثّ قادة المجموعة التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا العام القوى النووية على تبنّي معاهدة حظر القنبلة المفروض من الامم المتحدة، وتمنّوا، رغم كل الصعوبات والخلافات الكبيرة، من جميع الدول والبلدان النووية أن توقّع على المعاهدة الأممية لحظر الأسلحة النووية لمنع “نهاية البشرية”.
يُذكر ان “الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية” (آيكان)، وهي إئتلاف يضم 468 جمعية غير حكومية على مستوى القواعد الشعبية تُناضل من أجل دعم معاهدة الأمم المتحدة حول حظر الاسلحة النووية التي تبنّتها 122 دولة فى تموز (يوليو) الفائت، تأمل فى أن تصل القوى النووية، او تلك التي يمكن أن تصبح نووية، قريباً إلى إُدراك وتقدير الرهانات العالية التي تنطوي عليها المعاهدة.
بطبيعة الحال، فإن المعاهدة لا تزال غير مُوَقَّعة من قبل الدول النووية القائمة والمُعترَف بها، ومن نظرةٍ إلى الأشياء لا يبدو أنها على وشك أن تُصبح أطرافاً فيها على الرغم من المخاطر العالية التي تقف وراء النهاية المُخيفة التي تنتظر البشرية بسبب نشر القنابل النووية.
في كلمتها في حفل توزيع جائزة نوبل للسلام في أوسلو في 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، حذّرت المديرة التنفيذية لـ”آيكان” “بياتريس فيهِن”، التي تسلمت الجائزة نيابة عن المجموعة، المجتمع الدولي بشكل عام والدول النووية بصفة خاصة، أن بقاء الإنسان والبشرية على المحك. ودقت ناقوس الخطر بقولها أن “لحظة من الذعر أو الإهمال، أو تعليقاً خاطئاً أو مهووساً مغروراً، أمور يُمكن أن تقودنا بسهولة إلى تدمير مدن بأكملها”.
إن المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هي مثالٌ على ذلك. وأضافت “فيهِن” ان المعاهدة المعنية “توفّر خياراً، والإختيار بين نهايتين: نهاية الاسلحة النووية او نهايتنا”.
كم هي على حق! ومع ذلك، فإن التوقع بأن تهتم أو تستجيب هذه الدول النووية لنداءات “آيكان” ضئيل جداً. ومما يؤسَف له أن القصف النووي الذي تعرّضت له مدينتا هيروشيما وناغازاكي اليابانيتان في العام 1945 قد نسيته البُلدان التي تمتلك هذه الأسلحة الرهيبة. ونادراً ما تذكر هذه الدول الندوب والدروس المُستفادة من أول إستخدام للقنابل النووية على أهداف مدنية.
والأمر الأسوأ هو أن هناك بعض القوى غير النووية التي تحاول يائسة، سراً أو علناً، أن تدخل النادي النووي. وسوف تقوم دول عديدة عاجلاً أم آجلاً، بما فيها المارقة، بتطوير أو الحصول على ترسانات نووية.
يبدو أن الجنس البشري مصمّمٌ على الإنتحار والسير على مسار التدمير الذاتي. وهذا ما تسعى وتحاول “آيكان” تغييره. ولكن هل ستنجح؟
قولوا: إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى