إفتتاح متحف اللوفر يعزّز قطاع السياحة الثقافية في أبوظبي

إفتُتح أخيراً في أبو ظبي بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد متحف اللوفر الذي يُعتبر تُحفة هندسية فنية وإنجازاً كبيراً للسياحة الثقافية في الإمارة.

متحف اللوفر أبو ظبي: معلم جديد للسياحة الثقافية الإماراتية

أبوظبي – عمار الحلاق

وضع قطاع السياحة في أبوظبي معلماً بارزاً خلال الشهر الجاري مع الافتتاح الرسمي لمشروعه الثقافي التاريخي، متحف اللوفر أبو ظبي، في 11 تشرين الثاني (نوفمبر).
المتحف، الذي إستغرق إتمامه 10 سنين ويمثّل إستثماراً وصل إلى أكثر من 600 مليون يورو، جاء نتيجة لإتفاق تم توقيعه بين إمارة أبو ظبي ومتحف اللوفر الفرنسي المشهور في العام 2007 لإستخدام العلامة التجارية للأخير وإستقراض بعض الأعمال الفنية من المتاحف الفرنسية. وهذا المتحف الذي صممه المهندس المعماري جان نوفيل على مساحة 64,000 متر مربع يضم 24 صالة عرض و 620 قطعة من مجموعته الدائمة، والتي تتكوّن من فن شرق أوسطي وعالمي.
وقال سيف سعيد غُباش، المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في تصريح للصحافة المحلية أنه من المتوقع أن يكون المتحف، الذي يقع في المنطقة الثقافية والفنية النامية في جزيرة السعديات، أحد المراكز الجاذبة الرئيسية للإمارة التي تستهدف 4.9 ملايين زائر بحلول نهاية العام.
وعلى وجه الخصوص، تأمل الإمارة أن يستقطب المتحف أعداداً أكبر من الزائرين من الصين، وهي سوق ذات إمكانات نمو عالية.
وقال القنصل الصيني العام في دبي لي لينغ بينغ في أيلول (سبتمبر): “إن إفتتاح متحف اللوفر في ابوظبي سيكون له تأثير كبير في السياح الصينيين وجذبهم لزيارة الإمارة. إن الشعب الصيني يحب الثقافة”.
كما أن النجاح المتوقع الذي سيحققه متحف اللوفر أبوظبي في جذب أعداد كبيرة من الزوار يمكن أن يوفر زخماً للمشروع الثقافي الضخم الآخر في الجزيرة الذي سيكلف مئات الملايين من الدولارات – متحف غوغنهايم في أبوظبي، الذي أُطلِقت فكرته في العام 2008 حيث سيكون مُخصصاً للثقافة الإسلامية والشرق أوسطية والذي تم تطويره بالشراكة مع مؤسسة “سولومان آر غوغنهايم” (Soloman R Guggenheim Foundation) في نيويورك، وهو الآن في مرحلة التخطيط والتصميم.
ويأتي هذا المشروع أيضاً على خلفية الجهود المبذولة لتوسيع قطاع السياحة الثقافية بشكل عام، مع التوقيع في آب (أغسطس) الماضي على مذكرة تفاهم بين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ونادي التراث الإماراتي. وإتفقت الوكالتان على العمل معاً لتعزيز التراث والأنشطة الثقافية وتحديد الفرص الإستثمارية بهدف تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية دولية.

حوافز جديدة لجذب الزوار من الصين وروسيا

بالإضافة إلى توسيع عروضها الثقافية، تُقدم إمارة أبو ظبي أيضاً حوافز لتشجيع السفر من الصين. وفي أيلول (سبتمبر) 2016 اتخذت دولة الإمارات قراراً بمنح تأشيرات للسائحين الصينيين عند وصولهم إلى المطار، الأمر الذي جعل الصين تتجاوز الهند بإعتبارها السوق المصدر الاول للسائحين الدوليين إلى الإمارات، وفقاً لبيانات وزارة الثقافة والسياحة.
وبلغ عدد القادمين من الصين 724,835 خلال الفترة من آب (أغسطس) 2016 إلى تموز (يوليو) 2017، مقارنة ب 681,922 من الهند.
وهذه الأرقام أبرزها تقريرٌ عن قطاع الضيافة قامت به هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والذي سجّل نمواً بنسبة 60٪ على أساس سنوي في عدد الضيوف الآتين من الصين للفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آب (أغسطس) – وهو أسرع معدل نمو خلال الفترة.
كما تم إستهداف أسواق أخرى، حيث مُنحت إمتيازات تأشيرة مماثلة إلى السياح الروس في بداية العام. وقد بلغ عدد الزوار إلى أبوظبي من روسيا في الربع الأول من العام 2017 ما مجموعه 48,000 زائر، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، بزيادة 41٪ على أساس سنوي.

النمو في الفنادق ما زال مستمراً من الأسواق الأخرى

بالإضافة إلى إستقبال أعداد أكبر من الزوار من الصين وروسيا، تشهد الإمارة أيضاً نمواً إيجابياً في عدد الإقامات الفندقية بين الزوار من بعض الأسواق الرئيسية الأخرى، حيث سُجِّل نمو سنوي بنسبة 11٪ للمسافرين الأميركيين، و 9.8٪ للزائرين من الهند و7.8٪ للسعوديين. وتجاوز عدد الوافدين التراكمي خلال الفترة 3.1 ملايين – بزيادة 7٪ على أساس سنوي.
وعلى الرغم من الزيادات في إقامة النزلاء، فإن الفنادق تشهد إنخفاضاً مستمراً في طول فترة الإقامة والإيرادات. ووفقاً لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فقد تراجع معدل الإشغال بواقع 4 نقاط مئوية على أساس سنوي خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أب (أغسطس)، بينما إنخفض متوسط مدة الإقامة وإجمالي إيرادات الفنادق بنسبة 8٪ و 11٪ على التوالي. ويُعدّ ذلك إستمراراً للأداء الضعيف الذي شهده العام 2016، والذي يُعزى على نطاق واسع إلى زيادة العرض وتباطؤ الإقتصاد العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى