النفايات في سلطنة عُمان تتخصخص وتتحوّل إلى طاقة ومياه وغاز حيوي!

مع خطط كبيرة لتحديث عمليات إدارة النفايات الجارية، بما في ذلك نقل البنية التحتية الوطنية القائمة وتحويلها إلى مُشغّلين دوليين، تقترب سلطنة عُمان من الإنتهاء من الإصلاحات الرئيسية في هذا القطاع.

الهيئة العامة للكهرباء والمياه في عُمان: مشاريع طموحة

مسقط – سمير الحسيني

الشركة العُمانية القابضة للخدمات البيئية – المعروفة أيضاً باسم “بيئة” – على وشك الإنتهاء من نقل عمليات إدارة النفايات في كل محافظة من محافظات السلطنة ال11 وتسليمها إلى مُشَغّلين دوليين. وتُعتَبر هذه الخطوة جزءاً من خطة إدارة النفايات التي تهدف إلى تحديث وإعادة هيكلة إدارة ومعالجة النفايات الصلبة البلدية والتخلص منها، وتوسيع قدرة البلد على إعادة التدوير وتوليد الطاقة القائمة على النفايات.
وتشمل الشركات التي مُنحت عقوداً شركة “أورباسار” (Urbasar) الإسبانية، التي تعمل حالياً في محافظة جنوب الباطنة؛ وشركة “أفيردا” (Averda) التي تتخذ من دبي مقراً لها، والتي فازت بعقدٍ لإدارة محافظتي الداخلية وظفار؛ ومشروع مشترك بين شركة الرموز العُمانية وشركة “فيوليا” الفرنسية للعمليات في محافظتي الظاهرة والبريمي.
وسيقوم كونسورتيوم مؤلف من شركة “كيمجي رامداس” العُمانية وشركة “إمداد” الإماراتية وشركة “رامكي إنفيرو إنجينيرز” الهندية بتشغيل منطقة شمال الباطنة ومسندم. وقد مُنحت إدارة محافظة جنوب الشرقية إلى شركة “سوما” البرتغالية. ولا يزال يتعين الإعلان عن تفاصيل أكبر عقدين للعمليات في مسقط.
ويشتمل جزء من عملية التسليم على تحرك من قبل “بيئة” لإغلاق جميع مكبات ومطامر نفايات البلد البالغ عددها 317 مكباً، والتي إعتُبرت غير ملائمة بيئياً وصحياً. ثم يتم إستبدال هذه المكبّات ب10-11 مكبّات مُهندسة وحديثة و18-25 محطة تحويل. وقد تم إغلاق أكثر من 220 مكباً مع توقع إغلاق الباقي بحلول أوائل 2019، وفقاً لمحمد سليمان الحارثي، نائب الرئيس التنفيذي للتنمية الاستراتيجية في “بيئة”.

نهج جديد لمعالجة النفايات

يشكل نقل إدارة النفايات الصلبة البلدية إلى القطاع الخاص خطوة رئيسية في إستراتيجية سلطنة عُمان لتحويل نفايات البلد إلى منفعة إقتصادية وبيئية. وتهدف الشركة العُمانية القابضة للخدمات البيئية (بيئة) إلى تحويل 60٪ من النفايات بعيداً من مكبّات القمامة كجزء من إستراتيجيتها لتحويل النفايات، والتي تشمل تحويل القمامة إلى مياه وطاقة وغاز حيوي وغيرها من البدائل المستدامة بحلول العام 2022، و80٪ بحلول العام 2040. وحالياً، يذهب 100٪ مباشرة إلى مكبات القمامة.
على المدى الأطول، تتبع عُمان مجموعة من المناهج لمعالجة النفايات. وتُجرى دراسات لعدد من البرامج، بما في ذلك مشاريع تحويل النفايات إلى مشاريع طاقة وغاز حيوي.
وفي ما يتعلق بإعادة التدوير، سيتم تنفيذ إعادة التدوير من طريق نظام “الصندوقين” على الصعيد الوطني بعد الإنتهاء من نشر العمليات والتسليم الرسمي لخدمات النفايات الصلبة البلدية من القطاع العام إلى شركة “بيئة”، والذي من المتوقع أن يكتمل في السنوات القليلة المقبلة .
واحدة من قصص نجاح سياسة إدارة النفايات كانت في قطاع الرعاية الصحية، الذي يعالج الآن حوالي 100٪ من نفايات الرعاية الصحية في ثلاث منشآت في مسقط وظفار وشمال الباطنة. ومن المرجح أن يكتمل الباقي بعد إنشاء مرفق إضافي صغير في مسندم.

معالجة الطلب المتزايد على المياه

كما يجري تصوّر إستخدام النفايات كحلّ لطلبات السلطنة المتزايدة على المياه. وقد أنجزت شركة “بيئة” دراسات جدوى لبرامج تحويل النفايات إلى طاقة، وهي تتوقع من السلطات طرح عطاءات في العام 2018 وتبدأ عملياتها بحلول العام 2021.
“إن تطوير برنامج تحويل النفايات إلى طاقة وإلى مياه له أهمية وطنية”. قال الحارثي. مضيفاً: “يجب أن يكون البرنامج جاهزاً للعمل بحلول العام 2021 وأن يقدم في نهاية المطاف قدراً كبيراً من إحتياجات عُمان من المياه”.
ولتلبية الطلب على المياه الصالحة للشرب في السلطنة، والتي أفادت التقارير بأنها ترتفع بنسبة 15٪ كل عام، أعلنت الهيئة العامة للكهرباء والمياه عن خطط لتنفيذ مشاريع مياه بقيمة تزيد عن 83 مليون دولار. وتشمل هذه المشاريع ستة خزانات جديدة، ونظم إستجابة للطوارئ، وتحسينات في البنية التحتية لتوزيع المياه، فضلاً عن التوسع في عملياتها الحالية لتحلية المياه.
وتجدر الإشارة إلى أن محطة تحلية مياه قريات، التي لديها القدرة على إنتاج 200,000 متر مكعب من المياه يومياً، سوف يبدأ تشغيلها بحلول نهاية العام، وسوف تتبعها في العام 2018 محطة تحلية أخرى تبلغ قدرتها 281,000 متر مكعب في اليوم في بركاء، ومحطة تحلية ثالثة تبلغ 250,000 متر مكعب يومياً في صحار، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية. وفي آب (أغسطس) من هذا العام، طلبت الهيئة العامة للكهرباء والمياه من خبير إستشاري إعداد وثيقة مناقصة وعقد لبناء مشروع تحلية آخر في وادي ضيقة على أساس بناء وإدارة وتشغيل.
ومع إنخفاض مستويات هطول الأمطار وإستنزاف موارد المياه الجوفية، تُعتَبَر عُمان مرشحاً مثالياً لتحلية المياه، وقد إستخدمت هذه التكنولوجيا لتوفير مرافق مياه الشرب لسكانها منذ سبعينات القرن الفائت. وقد أدى إنخفاض إمدادات المياه العذبة والتزايد السريع في عدد السكان إلى زيادة الإعتماد على تحلية المياه في السنوات الأخيرة، مع زيادة كمية المياه المنتجة يومياً في محطات التحلية إلى أكثر من الضعف بين عامي 2006 و2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى