كيف أثّر النفط في التحضّر السريع وفشل التماسك الإجتماعي في الكويت

الكويت – علي الشعلان

صدر بالإنكليزية منذ فترة عن “ستانفورد يونيفرستي برس” في كاليفورنيا كتاب بعنوان “تحوًل الكويت: تاريخ النفط والحياة الحضرية” (Kuwait Transformed: A History of Oil and Urban Life) الذي ألفته الباحثة الكويتية فرح النقيب حيث بلغ عدد صفحاته 278.
ويُقيِّم كتاب النقيب تأثير الثروة النفطية الضخمة في التحضر السريع في الكويت وفشل التماسك الإجتماعي، حيث توضّح بأن التحضّر قد أدّى إلى “تزايد التعصب تجاه الغرباء … التوترات المتقلبة بين الفئات الإجتماعية … القصور الذاتي للمواطن العادي، وعدم الإهتمام بالصالح العام”.
مدينة الكويت، التي تأسست في العام 1716، سرعان ما أصبحت مقراً لسلطة الأسرة المالكة من آل الصباح، التي ما زالت تحكم البلاد حتى يومنا هذا. وكانت التنمية في البداية عشوائية، مدفوعةً بمحاولات الأسرة لإثراء نفسها على الرغم من أن هذا تم في البداية من خلال التجارة وبناء القوارب. والنفط، الذي إكتشف في العام 1938، فقد وسع نطاق الدولة، وهذا إنعكس في تطور المدينة حيث تعاونت الدولة والتجار على نقل سكان المدينة إلى الضواحي في حين إنخفضت المراكز الحضرية. وظل البدو والأجانب مُنفَصِلين أيضاً.
ووفقاً للمؤلفة، فإن مدينة الكويت كانت سابقاً مركزاً ل”كوزموبوليتانية هجينة ومفتوحة ومتسامحة”، ولكن بعد إكتشاف النفط، أصبحت المدينة مركزاً للثروة والسلطة، على حساب تلك الصفات الإيجابية. وبدلاً من ذلك، أُهلِكت الحياة الحضرية وأصبحت ضيقة الأفق، ومُقسِّمة، وعزلية.
لا شك أن القسم المتعلّق بتاريخ الكويت مضيء، فهو مليء بالتفاصيل والتحليلات الغنية، ويُوصى بقراءته. ولكن بعد ذلك تنتقل النقيب إلى مستقبل مثالي يوتوبي يبدو بعيداً من الواقع. صحيح أن الكويت أكثر ديموقراطية من معظم الدول العربية، ولكن فقط بالنسبة إلى الأقلية من المواطنين. إن إستنتاج النقيب بأن تنشيط المركز الحضري يُمكنه أن “يفتح فرصاً جديدة أمام الإنخراط الإجتماعي والإنتماء” الذي “يتجاوز حواجز المواطنة الرسمية” يبدو خيالاً ونوعاً من الفانتازيا. ومن غير المحتمل إلى حد بعيد أن تكون هناك ديموقراطية حقيقية قائمة على المشاركة أن ينخرط فيها غير المواطنين، لا سيما مع إنخفاض أسعار النفط وما ينجم عن ذلك من تقلص في الموارد المخصصة للتخصيص وإعادة التوزيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى