التركيز على السياحة الراقية في عُمان يؤتي ثماره

تُشير جاذبيتها الواسعة النطاق وسمعتها الطيبة المتزايدة كوجهة جذابة للأسواق الرئيسية إلى أن سلطنة عُمان يُمكن أن تُحقق بشكل مريح أهدافها الطويلة الأجل في صناعة السياحة، والتي تشمل زيادة أعداد الزوار إلى 11.7 مليون بحلول العام 2040.

وكيلة وزارة السياحة ميثاء بنت سيف بن ماجد المحروقية: وجه السلطنة السياحي المُشرق

مسقط – باسم رحال

في حين أن شعبية سلطنة عُمان آخذة في الازدياد، فإن البيانات تُظهِر إرتفاعاً ملحوظاً في الإهتمام بين الزوار من إلمانيا. وقد إجتاحت السلطنة المملكة المتحدة والفلبين حيث أصبحا ثالث أكبر سوق مُصدِّر للسياحة إلىها، خلف دول مجلس التعاون الخليجي والهند، وفقاً لأرقامٍ من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. ووصل عدد الوافدين من إلمانيا إلى 98,470 في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2017، مقارنةً بما بين 42,000 و45,000 في الفترة نفسها من العام الماضي.
الواقع أن الزيادة فى عدد الزوار من إلمانيا قد تعززت من خلال عرضٍ قوي لقطاع سفن الرحلات السياحية حيث إرتفع عدد المسافرين بواسطته من تلك البلاد بحوالى 14 الف شخص على أساس سنوي. وتشير البيانات إلى أن المزيد من السياح من إلمانيا دخلوا إلى عُمان أكثر من أي سوق مُصدِّر آخر في فترة الأربعة أشهر. كما إرتفعت أعداد الزوار الذين يصلون إلى السلطنة من إلمانيا بوسائل أخرى خلال الفترة عينها بنحو 50,000، مما يشير إلى وجود سوق متنامية للسفر الجوي.

خطط النمو في المدى الطويل

يأتي النمو حتى الآن هذا العام على خلفية التوسع السريع في صناعة السياحة الأوسع في السنوات الأخيرة. وهناك دلائل على أن الإستراتيجية الوطنية للسياحة في البلاد، التي أُطلقت في حزيران (يونيو) 2016، بدأت في زيادة تعزيز النتائج. وقد تعهدت الحكومة بإستثمار 20 مليار ريال عُماني (51.9 مليار دولار) في هذه الصناعة كجزء من المبادرة التي تهدف إلى خلق أكثر من 500,000 فرصة عمل.
وتشمل أهداف الإستراتيجية إستهداف 11.7 مليون سائح دولي ومحلي بحلول العام 2040، مع 5 ملايين مصدر من الخارج، على الرغم من أنه نظراً إلى مسارات النمو الحالية، قد تكون هذه الأرقام متحفظة. وبلغ عدد الزوار الدوليين 3 ملايين في العام 2016، مقارنة مع 2.47 مليون في العام 2015، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، بإرتفاع نسبته 21٪. وقد وصل عدد الوافدين إلى 1.3 مليون في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2017، مما وضع البلاد على هدف تحقيق إجمالي عام كامل يبلغ حوالي 4 ملايين.
كما تم تحديد السياحة كقطاع إستراتيجي في إطار البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الإقتصادي (تنفيذ عُمان) بسبب الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها في تحقيق النمو الإقتصادي. وقد ساهمت بنسبة 2.2٪ سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2010 و2015. ويتمثل أحد أهداف “تنفيذ عُمان” في زيادة مساهمة القطاع من 749 مليون ريال عُماني (1.9 مليار دولار) إلى 1.5 مليار ريال (3.9 مليارات دولار) بحلول العام 2020.
ويُشكّل جذب الإستثمار جزءاً رئيسياً من إستراتيجية الحكومة لتنمية السياحة، حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة إلى الحصول على 88٪ من موازنتها الإستراتيجية البالغة 3 مليارات دولار من القطاع الخاص. في العام 2016، جاء 82٪ من الاستثمارات الموجهة إلى صناعة السياحة في البلاد من مصادر خاصة، مما يشير إلى مستويات قوية من الثقة في السوق.

تركيز حاد على الجزء الراقي

يُمكن أن تُعزى الزيادة في أعداد الزوار إلى عدد من العوامل، بما في ذلك إستراتيجية تطوير العلامة التجارية في المدى الطويل التي وضعتها وزارة السياحة والعوامل الجيوسياسية الإقليمية والاتجاهات العالمية في السياحة الفاخرة.
في العام 2010، أطلقت السلطنة أول حملة عالمية للعلامة التجارية تحت شعار “للجمال عنوان – عُمان”، ومنذ ذلك الحين واصلت الاستثمار في تسويق البلاد كوجهة متميّزة.
التركيز على الجودة والأصالة يتلاقى مع الإتجاهات العالمية في السفر الفاخر. ووفقاً ل “تقرير اتجاهات السفر الفاخر العالمية” الصادر عن “يورومونيتور إنترناشونال” للعام 2017، فإن “… الإستهلاك الواضح يفسح المجال للإستهلاك الضميري ولتجارب السفر الفاخر الأكثر معنى و”أصالة””.

الأمن هو إضافة كبيرة للمسافرين

من ناحية أخرى تُساهم سمعة عُمان كوجهة آمنة أيضاً في زيادة عدد الزوار الأوروبيين. وقد أبرز “تقرير إتجاهات السفر في العالم” 2016 – 2017 الذي أصدرته “آي بي كاي إنترناشونال” وآي تي بي برلين” إرتفاع السفر الخارجي من أوروبا وميل المسافرين الأوروبيين إلى إختيار وجهاتٍ يُنظر إليها على أنها آمنة. وتصدّر السفر إلی الخارج في إلمانيا معدل النمو القاري بنسبة 2.5٪، مسجّلاً نمواً بنسبة 4٪ في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2016.
وللحفاظ على الزخم في هذا القطاع، يتوقع أن تقوم وزارة السياحة العُمانية في وقت لاحق من العام 2017 بحملة تسويق رقمية تستهدف أسواقاً عدة، بما في ذلك أوروبا والصين والهند.
وتعتزم البلاد أيضاً الإستفادة من سمعتها كمزوّد للرفاهية الواعية من خلال تشجيع السياحة المسؤولة من طريق تطوير النُزُل الخضراء ومنازل التراث. وقد تمّ الإعتراف بجهود السلطنة في مجال التسويق الرقمي في نيسان (إبريل) الفائت عندما فازت وزارة السياحة بجائزة “أفضل إستخدام لوسائل التواصل الإجتماعي” في المنطقة في معرض سوق السفر العربي 2017 الذي عُقد في دبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى