إحذَر من هاتفك المحمول فهو 10 مرات أكثر قذارة من مقعد المرحاض

لا يوجد في وقتنا الحالي مَن لا يحمل الهاتف الجوال، بحيث أصبح شيئاً أساسياً للجميع صغاراً وكباراً؛ لأنّه يقدم للإنسان الكثير من الخدمات والتطبيقات التي جعلت من حياته أسهل وأسرع وأوفر وقتاً، فلم يعد إستخدامه مقتصراً على تلقي وإرسال المكالمات الصوتية، بل تعدى ذلك ليشمل إجراء مكالمة الفيديو على سبيل المثال مع أي شخص على هذا الكوكب. ولكن، هل تعلم أن هذا الهاتف المحمول يُمكن أن يُعرّض صاحبه للمرض إذا لم ينتبه إلى نظافته … ونظافة يديه. التقرير التالي يوضح التفاصيل.

الهاتف المحمول: حاجة عصرية للتواصل

واشنطن – محمد زين الدين

أكثر الناس لا يفكرون كثيراً بالنسبة إلى إستخدام هواتفهم الخلوية في كل مكان، من الصباح وهم في طريقهم إلى العمل، إلى عودتهم مساء والجلوس إلى طاولة العشاء، أو خلال توجههم إلى مكتب الطبيب… ولكن الأبحاث أظهرت بأن الهواتف المحمولة هي قذرة أكثر مما يعتقده معظم الناس، وكلما تجمّعت الجراثيم عليها، كلما زادت الجراثيم التي تلمسها.
في الواقع، إن يدك هي أكبر جانٍ عندما يتعلق الأمر في وصول القذارة إلى هاتفك. الأميركيون يتفحصون هواتفهم حوالي 47 مرة في اليوم الواحد، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة “ديلويت”، الأمر الذي يوفر الكثير من الفرص الكائنات الحية الدقيقة (ميكروبات) للإنتقال من أصابعهم إلى هواتفهم.
تقول إميلي مارتن، أستاذة مساعدة في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان: “نظراً إلى أأن الناس يحملون دائماً هواتفهم الخلوية حتى في الحالات التي يقومون فيها عادة بغسل أيديهم قبل القيام بأي شيء، فإن الهواتف المحمولة تميل إلى أن تكون مليئة بالجراثيم”. وقد تباينت البحوث حول عدد الجراثيم التي تزحف على الهاتف الخليوي العادي، ولكن دراسة حديثة وجدت أن هناك أكثر من 17,000 نسخة من الجينات البكتيرية على هواتف طلاب المدارس الثانوية. وقد وجد العلماء في جامعة أريزونا أن الهواتف المحمولة تحمل 10 مرات من البكتيريا أكثر من معظم مقاعد المراحيض.
تغطي الجلد البشري بشكل طبيعي ميكروبات لا تكون لها عادة أي عواقب صحية سلبية، وأن البكتيريا الطبيعية، بالإضافة إلى الزيوت على يديك، تنتقل إلى هاتفك في كل مرة تقوم بقراءة نص عليه أو إرسال بريد إلكتروني منه. ويترتب على ذلك أن معظم الكائنات الحية الموجودة (ميكروبات) على الهواتف ليست كلها مسببات تجعلك مريضاً. إن المكورات العنقودية قد تكون موجودة، على سبيل المثال، ولكنها ليست عادة من النوع الذي سوف يعطيك عدوى المكورات العنقودية.
ولكن بعض البكتيريا يجب أن يقلقك. تقول سوزان ويتيير، مديرة علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي في المركز الطبي لجامعة كولومبيا: “نحن لا نسير في بيئة مُعقَّمة، لذلك إذا لمست سطحاً، فربما يكون هناك شيء عليه من ذلك. هناك الكثير من الملوّثات”.
وقد وجدت الدراسات مسببات الأمراض الخطيرة على الهواتف المحمولة، بما في ذلك العقدية، المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) وحتى الإشريكية القولونية (E. coli). إن مجرد وجود هذه الميكروبات على هاتفك لن تجعلك مريضاً تلقائياً، تقول ويتيير، لكن عليك عدم السماح لها بالدخول إلى جهازك الخاص. يمكن للفيروسات أيضاً أن تنتشر بواسطة الهواتف إذا قام مثلاً شخص مريض مصاب ببكتيريا الحلق أو الأنفلونزا والسعال والتي وصلت ميكروباتها إلى هاتفه المحمول قبل تسليمه أو إعارته إلى صديق.
لحسن الحظ، هناك طرق سهلة لتجنب بعض الجراثيم. واحدٌ من أسوأ الأماكن لإستخدام الهاتف هو في الحمام، كما يقول ويوافق كلّ من مارتن وويتيير. عندما تتدفق المراحيض، فإنها تنشر الجراثيم في كل مكان، ولهذا نرى كيف أن الهواتف في نهاية المطاف تحمل بكتيريا برازية مثل البكتيريا القولونية. وقال مارتن: “إن أخذ هاتف خلوي إلى الحمام ثم الخروج معه هو مثل الدخول، وعدم غسل يديك ثم الخروج. إنه المستوى عينه من القلق”.
إن ترك الهاتف خارج الحمام سوف يساعد، ولكن إذا كنت ترغب في تنظيف هاتفك، فهناك عدد قليل من الطرق المختلفة سوف تقوم بذلك.. كثير من الناس يمسحون هواتفهم بواسطة قطعة قماش ناعمة ولينة، التي تزيل العديد من الجراثيم. للحصول على نظافة أعمق، توصي ويتيير بإستخدام مزيج من الماء (60٪) و كحول مُطهّرة (40٪). إمزج المكونين معاً، ومن ثم بلّل قطعة قماش في المزيج قبل إستخدامها بلطف لمسح هاتفك. إلّا إذا كنت مريضاً، فإن القيام بذلك مرات عدة كل شهر هي كافية، تقول ويتيير. يجب الإبتعاد من سوائل أو رشّ التنظيف، والتي يمكن أن تُتلف هاتفك.
ومع ذلك، فإن أفضل نصيحة تبقى لك وليس لهاتفك. إغسل يديك مرات عدة في اليوم، يقول الخبراء، عندها ينبغي أن تصبح على ما يرام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى