القطاع السياحي في المغرب يستقبل هذا العام حوالي 11 مليون سائح

تؤدي الجهود التي تبذلها وزارة السياحة المغربية للاستفادة من أسواق جديدة رئيسية إلى تحقيق نتائج لصناعة السياحة في المغرب، الأمر الذي ساعد البلد على زيادة أعداد الزائرين وتجاوز الإتجاهات الإقليمية المعثّرة في هذا المجال.

وزير السياحة المغربي محمد ساجد: السياحة في المغرب تسير على الطريق الصحيح

الرباط – بسام رحال

رحّب المغرب بحوالي 3 ملايين سائح في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2017، بزيادة قدرها 10٪ عن الفترة عينها من العام الماضي، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن مرصد السياحة التابع لوزارة السياحة. وفي نيسان (إبريل) وحده، إرتفع عدد الوافدين الدوليين والمغتربين الذين زاروا الوطن بنسبة 18٪ و 9.5٪ على التوالي على أساس سنوي. وعموماً، إرتفعت أعداد الزوار في ذلك الشهر بنسبة 14.7٪ على أساس سنوي.
وقد حقق القطاع السياحي أداء قوياً في جميع القطاعات تقريباً، ما عدا بالنسبة إلى الآتين بواسطة السفن السياحية الذين إنخفض عددهم في الربع الأول من العام 2017. وقد أظهرت البيانات الصادرة عن وكالة الموانىء الوطنية أن عدد الركاب الذين نزلوا إلى الموانئ المغربية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام بلغ 66,390 بإنخفاض 17 ٪ على أساس سنوي.
وحول إجمالي عدد ليالي المبيت المُسجّلة في المؤسسات السياحية المُصنَّفة، تفيد أرقام المرصد ذاته أنه سجّل إرتفاعاً بنسبة 19.3 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2017، مشيرةً إلى أن قطبي السياحة مراكش و أغادير أدرّا لوحدهما نحو 60 في المئة من إجمالي ليالي المبيت في نهاية نيسان (إبريل)، مسجلةً أن هاتين المدينتين شهدتا إرتفاعاً بنسبة 20 و19 في المئة على التوالي، بينما سجّلت الوجهات الأخرى أيضاً أداءً جيداً، خصوصاً مدينتا فاس و طنجة بإرتفاع بلغ على التوالي 36 و35 في المئة.
و أكد المرصد على أن معدل الملء في نهاية نيسان (إبريل) 2017، إرتفع إلى 42 في المئة بزيادة قدرها خمس نقاط مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، في حين بلغت مداخيل النشاط السياحي لغير المقيمين في المغرب نحو 17 مليار درهم في نهاية شهر نيسان (إبريل) 2017، مقابل 17.8 مليار درهم في السنة الفائتة، مسجلة إنخفاضاً بنسبة 4.7 في المئة.
ويأتي الأداء الإيجابي عموماً في الوقت الذي تستمر المخاوف الأمنية وعدم الإستقرار السياسي في إحداث خسائر في العديد من الوجهات الشعبية التقليدية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبحسب محمد ساجد، وزير السياحة المغربي، فإن الصناعة تسير على الطريق الصحيح للتوسّع بنسبة 5.5٪ على أساس سنوي في العام 2017، حيث من المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد الزوار 10.9 ملايين نسمة. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 6.5 مليارات دولار، مقابل 6.4 مليارات دولار في العام 2016.

كل العيون على الصين

أدّى التحرك للإستفادة من السوق الصينية من خلال تخفيف متطلبات الدخول للزوار إلى مساهمة كبيرة في النمو.
إتّخذ المغرب خطوة محفزة عندما أعفى المواطنين الصينيين من متطلبات الحصول على تأشيرة دخول في بداية حزيران (يونيو) 2016، مما أدى إلى زيادة عدد القادمين من الصين لهذا العام بمقدار ثلاثة أضعاف عن العام 2015. ومن المفترض أن يستمر النمو خلال العام 2017، مع توقع أن يزور المغرب 100 ألف سائح صيني على مدار العام، إرتفاعاً من 42,000 في العام 2016.
ومن المتوقع أن يؤدي تعزيز الربط الجوي بين البلدين إلى زيادة تعزيز الروابط والإتصالات. علماً أنه لا توجد حالياً إتصالات جوية مباشرة بين البلدين. ومع ذلك، أقام المكتب الوطني المغربي للسياحة شراكة مع ثلاث شركات طيران دولية رئيسية هي الاتحاد للطيران والخطوط الجوية التركية وشركة الخطوط الجوية الفرنسية بهدف زيادة عدد الرحلات المنتظمة التي تربط المدن الصينية بالوجهات السياحية في المملكة.
وفي مبادرة أخرى أقدم المكتب الوطني المغربي للسياحة على دعوة وفد سياحي كبير من الصين إلى زيارة المغرب في حزيران (يونيو) لتقييم إمكانات السياحة في البلد. وقد لبّى الدعوة ممثلون عن وكالات السفر من بكين وشانغهاي وقوانغتشو ووسائل الاعلام الذين زاروا العديد من المدن الشهيرة فى المغرب ومنها مراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وفاس.

تطورات إيجابية في كل المجالات

وزاد عدد الزوار من الأسواق الأخرى أيضاً، وفقاً لمرصد السياحة. فقد إرتفع عدد الوافدين من الولايات المتحدة بنسبة 43٪ على أساس سنوي في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2017، مع تسجيل زيادات أيضاً في عدد الزوار من إسبانيا (26٪) وإلمانيا (22٪) وبلجيكا (21٪) وإيطاليا (16٪).
وقد ساعدت البيئة السياسية المستقرة والآمنة، جنباً إلى جنب مع الحوافز وتطوير البنية التحتية، المغرب على خلق مناخ إستثماري جذاب، مما أدّى إلى مجموعة كبيرة من المشاريع الفندقية الجديدة.
إفتتح فندق “راديسون بلو” (Radisson Blue) أول فندق له في المغرب في منتصف العام 2016، في حين وقّعت الشركة الفندقية “فيرمونت” إتفاقاً مع فنادق موريشيوس الجديدة (New Mauritius Hotels) في آذار (مارس) لتجديد وإعادة تسمية عقاراتها الحالية تحت شعار الشركة. يقع الفندقان في مدينة مراكش. وشهد حزيران (يونيو) إطلاق فندق ومنتجع هيلتون طنجة سيتي سنتر، وهو أول فندق لفنادق ومنتجعات هيلتون في المغرب. وكانت مجموعة فنادق ومنتجعات “لو رويال” قد إفتتحت فندقاً ثانياً لها في طنجة، الفندق الكبير “فيلا دي فرانس”، وذلك بعد تجديدها لفندقها المعروف “المنزه” التاريخي.
ومن المتوقع أن يساعد وصول اللاعبين الرئيسيين في الصناعة إلى المغرب على الحفاظ على زخم النمو. وفي الوقت نفسه، كانت المدن في جميع أنحاء البلاد تتحرك بالتوازي لزيادة جاذبيتها. وأعلنت محافظة مكناس عن خططها في حزيران (يونيو) لتطوير 18 وحدة سياحية جديدة في مشروع تبلغ قيمته 750 مليون درهم (68.1 مليون يورو) من شأنها توفير 1804 أسِرّة وخلق 500 فرصة عمل جديدة. وفي تطور منفصل، ستشرع مدينة الصويرة في المرحلة الثانية من برنامجها لإعادة التأهيل الحضري، الذي يهدف إلى تعزيز إمكانات السياحة المحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى