عندما تكون هوليوود وأهلها في خدمة إسرائيل

بقلم هيكل مهدي

تُدير تل أبيب آلة علاقات عامة مُتقدّمة ومُمَوَّلة تمويلاً جيّداً حيث تَحجُب بواسطتها بشكل مُنتظم واقع علاقات البلد مع الفلسطينيين. عشية الذكرى الخمسين لإستيلاء إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ذهبت الدولة العبرية إلى الحد الأقصى للدفاع عن إحتلالها للحياة الفلسطينية. غير أن أحد العناصر الحاسمة في إستراتيجية العلاقات العامة هذه يُساء فهمه كثيراً ويُتَجَاهَل في كثير من الأحيان.
في خمسينات القرن الفائت، أدركت السلطات الإسرائيلية أن الفن يُمكن أن يُستَخدَم للدفاع عن سلوكها العدواني تجاه الفلسطينيين. من ليونارد كوهين إلى باميلا أندرسون إلى ريكي مارتن وباربرا سترايساند وغيرهم كثيرون، إحتشد مشاهير السينما والغناء والفن للدفاع عنها، وأقاموا إحتفالات مهمة جمعوا خلالها مبالغ كبيرة من المال دعماً لجيشها.
ومع تطور البلاد وتوسّع قطاعها الثقافي، سعت الحكومة العبرية إلى توظيف المواهب المحلية كسفراء ثقافيين ينشرون نقاط الأحاديث الحكومية حول العالم. إيدان رايتشيل، وهو مغنٍّ وكاتب إسرائيلي مشهور وجد شهرة كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، غالباً ما يقوم بمهمات نيابة عن السفراء الإسرائيليين حيث يستخدم الإهتمام الإعلامي به للدفاع عن أفعال تل أبيب ويحشد الآراء ضد الفلسطينيين. وفي العام 2005، عندما نظّمت قطاعات مختلفة من المجتمع المدني الفلسطيني دعوة عالمية للمقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات، فقد إستهدفت العملية العديد من الفنانين الإسرائيليين. ولم يُستهدَف هؤلاء الفنانون ببساطة لأنهم إسرائيليون أو خدموا في الجيش. بدلاً من ذلك، فقد تم إختيار الفنانين بسبب شراكتهم مع المؤسسات الحكومية الرسمية وعملهم العام نيابة عن الحكومة الإسرائيلية.
هذه القضية تُثار مرة أخرى وترفع رأسها مع الدعوات في لبنان لحظر فيلم “المرأة الخارقة” (Wonder Woman) الجديد، الذي هو من بطولة الممثلة الإسرائيلية “غال غادوت” (Gal Gadot) التي خدمت في الجيش الإسرائيلي لمدة سنتين. في حين أن اللبنانيين لديهم تاريخ طويل في فرض الحظر على مثل هذه الأفلام من قبل، فإن هذه القضية بالذات تتوقف على أعمال الدعوة العامة التي تقوم بها “غادوت” نيابة عن الحكومة الإسرائيلية والعسكرية. إن حظر الفن هو دائماً عمل خطير. ومع ذلك، عندما يصبح الفنان شريكاً راغباً في دعاية الدولة، عندها يجب أن تبتعد المناقشة من الفن وتُحدَّد الأهداف السياسية الحقيقية للفنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى