وثائق حرب 1967 تكشف عن وجه إسرائيل القبيح

بقلم كابي طبراني

إن الإفراج عن جزء صغير من أرشيف إسرائيل عن حرب 1967 السيئة السمعة، (التي وقعت في 5 حزيران (يونيو) من ذلك العام)، قد سلّط الضوء على عقلية القادة الإسرائيليين خلال تلك الفترة، وهي واحدة تميّزت بالغطرسة ولكن مع تفكير مستقبلي للمضي قدماً. وقد أدّى الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية والمصرية خلال تلك الحرب التي دامت ستة أيام إلى تشجيع القادة الإسرائيليين وزيادة تعنّتهم وتعاليهم حيث كانوا يتباهون بالقول بأن “العالم يصفّق ويهلّل لنا”.
ولعلّ صمت العالم قد أعطى النظام الإسرائيلي الثقة للمضي قدماً في إتخاذ إجراءات غير قانونية للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإخضاع شعبها.
أكثر من 150,000 وثيقة تحتوي على معلومات حول ما حدث في أثناء الحرب وكيف سعى السياسيون الإسرائيليون في حينه إلى التعامل مع القضايا المُعقّدة، بما في ذلك كيفية التحايل على القوانين والإتفاقات الدولية التي تمنع بشكل واضح إسرائيل من إحتلالها اللاحق للأراضي والشعب الفلسطينيين – الذي يدخل الآن عامه الخمسين.
إن ما هو واضح من الوثائق الكاشفة أن الإحتلال لم يقع أو يحدث عشوائياً. وبدلاً، فقد كان تنفيذاً منهجياً للسياسات التي وضعها وناقشها السياسيون الإسرائيليون في ذلك الوقت.
لذا، فإن الحجج الإسرائيلية حول ما يُسمّى بالعقبات التي تعترض سبيل السلام هي في الأساس كاذبة وغير جديرة بالتصديق حيث تشير الوثائق إلى أن النظام بنى المستعمرات من دون وجود نيّة لديه لإعادة الأرض إلى دولة فلسطينية مستقبلية. وهذا يعني أن جميع مفاوضات السلام الفاشلة على مر السنين كانت مجرد تشتيت للحقيقة التي تتكشّف على أرض الواقع، التي كانت إسرائيل مضطرة إلى تنفيذها من أجل تحقيق هدفها النهائي المتمثّل في قيام دولة إسرائيلية في كلٍّ من “يهودا والسامرة” — التعبير التوراتي الذي يشير إلى القدس والضفة الغربية المحتلتين.
حتى الآن، فقد إتّخذت تل أبيب خطوات جذرية لتعزيز إحتلالها للقدس وضمّها رسمياً – وربما شجّعها دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثابت للدولة اليهودية ووعده خلال حملته الإنتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والتي تريد إسرائيل جعلها عاصمة دولة يهودية. ومنذ ذلك الحين، أجّل ترامب على ما يبدو مثل هذه الخطوة، ولكن المراقبين يستخلصون بأن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى الإدارة الأميركية الحالية بأنها مؤيّدة بشكل مفرط لإسرائيل. علماً بأن الدعم الأميركي لم يتراجع أبداً تجاه الدولة العبرية منذ إنشائها في العام 1948.
ومن المهم بالقدر عينه، كما كَشَفت وثائق المحفوظات، كان النقاش الذي دار آنذاك حول المصطلحات التي ينبغي إستخدامها بهدف الحدّ من قبح الإحتلال الإسرائيلي. لقد أوصى المستشارون السياسيون في ذلك الوقت بأن تمتنع إسرائيل عن إستخدام عبارات مثل “الأراضي المحتلة” لأن ذلك يعني أن الفلسطينيين ستكون لهم حقوق بموجب إتفاقية جنيف الرابعة. وبدلاً من ذلك، تشير إسرائيل إليها ب”الأراضي المُتنَازَع عليها”، الأمر الذي أدّى إلى تغطية إعلامية تَعرُض الصراع وتُغطّيه بطريقة تضع الفلسطينيين على قدم المساواة مع إسرائيل، في حين كانوا في الواقع ضعفاء وعاجزين.
لا شك بأن هذه الوثائق تكشف بكل وضوح عن وجه إسرائيل الحقيقي … القبيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى