قطر تعتمد على الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء لتزيد من صادراتها الهيدروكربونية

تتطلع قطر إلى تعزيز الطاقة الشمسية في قطاع الطاقة للإستفادة منها في قطاع الكهرباء، وقد أدخلتها في معظم مشاريعها الجديدة الكبيرة، الأمر الذي سيجعلها توجه موادها الهيدروكربونية إلى التصدير.

مدينة لوسيل القطرية: الطاقة الشمسية ستنير لياليها

الدوحة – سمير خيرالله

بهدف إنتاج 20 في المئة من الكهرباء من طريق الطاقة الشمسية بحلول العام 2030، فإن سلسلة من الاستثمارات العامة والخاصة تدفع المشاريع الجديدة في قطاع الطاقة الشمسية في قطر.
في نهاية آذار (مارس) الفائت، أعلنت شركة قطر للطاقة الشمسية – وهي مشروع مشترك بين شركة قطر للطاقة الشمسية (التابعة لمؤسسة قطر)، وشركة “سولار وورلد” الألمانية، وبنك قطر للتنمية – عن إنتاج أول “بولي سيليكون” في مصنع إنتاجها الجديد في مدينة راس لفان الصناعية، على بعد 80 كلم شمال الدوحة. إن “بولي سيليكون” هو مادة عالية النقاء من السيليكون ومكوّن رئيسي في مجموعة من التقنيات الضوئية الشمسية.
إن المصنع، الذي هو حالياً في مراحله الأخيرة قبل إفتتاحه كلياً، سيبلغ حجم إنتاجه السنوي 8000 طن، ومن المتوقع أن يبدأ التصدير في وقت لاحق من هذا العام.
وقال خالد الهاجري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “قطر لتقنيات الطاقة الشمسية”، بأن ال”بولي سيليكون” في المصنع سيكون في البداية للتصدير لتلبية الطلب العالمي على ال”بولي سيليكون” الممتاز عالي النقاوة.
ويضيف الهاجري بأنه يرى القدرة الإنتاجية الأولية للمرفق كمرحلة أولى فقط، ويتوقع أن تتحرك صعداً للوصول إلى 50,0000 طن سنوياً مع مرور الوقت.
وقد تم تصميم المصنع أيضاً مع أخذ االإستدامة في الإعتبار، حيث يمتلك 1.1 ميغاواط من طاقة التوليد من الطاقة الشمسية ومرافق معالجة النفايات لإعادة تدوير الغازات الزائدة والمياه.
“أنا متفائل جداً بشأن إمكانات نمو الطاقة الشمسية والبحوث في قطر وعبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لدينا الظروف المناخية المثالية، وقد أظهرت الحكومة الرغبة في تنويع مزيج الطاقة”، على حد قول الهاجري.

الطلب على التقنيات الكهروضوئية

من المرجح أن يقابل الزيادة المتوقعة في إنتاج ال”بولي سيليكون”، مع مرور الوقت، طلباً متزايداً على تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية. ووفقاً لآخر “توقعات صناعة الطاقة العالمية” الصادرة عن شركة الإستشارات البحثية “فروست آند سوليفان”، فإن الطاقة الشمسية الضوئية ستكون أعلى نمواً في المنطقة في قطاع الطاقة هذا العام، مع توقع أن يزداد الاستثمار في قطاعها بنسبة 11.5٪ ليصل إلى 141.6 مليار يورو.
وتُعدّ منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا في حد ذاتها سوقاً قوية للمنتجات الكهروضوئية، حيث أدت زيادة الوعي بضرورة تنويع مزيج الطاقة إلى زيادة الإستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية من 160 مليون دولار في العام 2010 إلى 3.5 مليارات دولار في العام 2015.

رؤية أوسع

من جهتها ستتطلع قطر إلى الحفاظ على هذا الزخم في توليد الطاقة المتجددة، حيث تواصل تنفيذ إستراتيجيتها الطويلة الأجل المتمثلة ب”رؤية قطر الوطنية 2030″ التي تهدف إلى سد النمو المُتوقَّع في الطلب على الطاقة، مع زيادة إستدامة مزيج الطاقة في الوقت نفسه.
بين عامي 2006 و2016، سجّل مُعدّل إستهلاك الطاقة والمياه نمواً بلغ 10.4٪ و 7.7٪ سنوياً على التوالي، وفقاً للبيانات الصادرة عن المؤسسة الوطنية القطرية للكهرباء والماء (كهرَماء)، وهي الجهة التنظيمية الرئيسية في البلاد.
وعلاوة على ذلك، أظهرت الأبحاث التي أجرتها المؤسسة العربية للإستثمارات البترولية في العام الماضي أن قطر سوف تحتاج إلى جذب 9 مليارات دولار إلى قطاع الطاقة لديها بين عامي 2016 و2020 لمواكبة الطلب على الكهرباء.

مزوّد الطاقة

واحدٌ من المشاريع المُقبلة المطلوبة لتحقيق جزء من هذه الحاجة هو مشروع محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط يتم تطويرها من قبل شركة “سيراج باور”، وهي شركة مشتركة بين “كهرَماء” و”قطر للبترول”، والتي وفرت 500 مليون دولار من رأس المال الأولي للمشروع.
ومن المقرر أن يبدأ تشييد المرفق في حزيران (يونيو)، مع وجود خطط لتوسيع طاقة المشروع إلى 500 ميغاواط في المستقبل.
إن الإستمرار في إجتذاب إستثمارات بهذا الحجم لا ينبغي أن يُشكّل عقبة بالغة الصعوبة، حيث أن موقع قطر يُعتبَر مثالياً لمشاريع الطاقة الشمسية المستقبلية. ووفقاً ل”مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ” (Climate Technology Centre and Network)، فإن إمكانات الطاقة الشمسية السنوية لكل كيلومتر مربع من التربة القطرية تعادل 1.5 مليون برميل من النفط.

تطبيقات مُتعددة

وتشجع قطر أيضاً إستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في البيئة الحضرية. وتقوم مشاريع جديدة عدة واسعة النطاق بنشر منشآت شمسية على السطوح كجزء من البنية التحتية للطاقة، بما فيها مشروع “مشيرب قلب الدوحة”، وهو مشروع مستدام لتجديد وسط المدينة؛ ومدينة لوسيل، وهي مدينة مخطط لها على الساحل الشمالي للدوحة؛ ومدينة الطاقة، وهي مركز طاقة متكامل بين مدينة لوسيل والعاصمة.
ومن المقرر أيضاً أن تستضيف خمسة من ملاعب كأس العالم لكرة القدم في 2022 تكنولوجيا تبريد رائدة تعمل بالطاقة الشمسية.
من جهته، أكد خالد السباعي، المدير التنفيذي بالنيابة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، في حديث لوسائل الإعلام في تموز (يوليو) 2016، على إمكانات حلول الطاقة الشمسية على السطوح في قطر، حيث يلاحق الطلب على الكهرباء بشكل قريب كثافة الطاقة الشمسية خلال أحرّ أشهر السنة.
“وبالتالي، فإن الطاقة الشمسية على السطوح تصبح فعّالة جداً من خلال خفض الطلب على الكهرباء، وهو أمرٌ مهم جداً لمرافق قطر”، قال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى