لماذا يبتهج زعماء الخليج لفوز دونالد ترامب؟

عرفت العلاقات الخليجية – الأميركية على مدى السنوات الثماني الفائتة تراجعاً كبيراً، الأمر الذي نشر القلق بين القادة الخليجيين. ومع قرب رحيل باراك أوباما من البيت الأبيض وحلول دونالد ترامب مكانه في 20 كانون الأول (يناير) 2017 يأمل زعماء دول مجلس التعاون الخليجي أن تتخسن العلاقات مع واشنطن وتعود إلى سابق عهدها.

وزير الدفاع الأميركي آش كارتر: لهجته كانت فوقية
وزير الدفاع الأميركي آش كارتر: لهجته كانت فوقية

المنامة – أليزابيث ديكِنسون*

أوضح لي مرة أحد أفراد العائلة المالكة الكويتية لماذا لم يكن أحد في منطقته مولعاً كثيراً بباراك أوباما. بالتأكيد، القادة هنا كثيراً ما إختلفوا مع سياساته ووجدوه ساذجاً وغير راغب في ممارسة القوة الأميركية. ولكن ما حصل فعلاً ولم يرق لهم أبداً كانت طريقته في ممارسة الأعمال. الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أوضح، في كثير من الأحيان كان يتصل فقط ليلقي التحية، ويبعث برسائل تهنئة عندما كان يفوز فريق كرة القدم المُفضّل لدى الأمير في الدوري الممتاز. أما اوباما فلم يكن يتصل إلّا إذا كان يريد شيئاً.
بعد ثلاث سنوات على تلك المحادثة، لا ينبغي أن يكون مفاجئاً بأن الأنظمة الملكية العربية في الخليج تهتف وتبتهج لإنتخاب دونالد ترامب. مثلما يريد أنصار ترامب في أميركا “تجفيف المستنقع” وقلب ثماني سنوات من سياسات عهد أوباما، فإن حلفاء أميركا في الشرق الأوسط يأملون بشيء مماثل – إلغاء سياسة خارجية يصفها هنا المسؤولون والمثقفون غالباً بعبارات مثل ” كارثة تامة” و”فشل مدوٍ”.
في “حوار المنامة” الأخير (9 – 12 كانون الأول (ديسمبر)}، وهو مؤتمر أمني سنوي يستضيفه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي إجتذب العشرات من كبار صناع السياسة والمسؤولين العسكريين والإستخبارات من مختلف أنحاء المنطقة، كان المزاج منفرجاً وفرحاً إلى حد كبير. “هناك بالتأكيد شعور بأن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً أكثر من عهد أوباما” قال محمد اليحيى، وهو زميل غير مقيم في “المجلس الأطلسي” (Atlantic Council) والمستشار السابق للسفارة السعودية في لندن.
بعد أوباما، فإن أي تغيير في البيت الابيض سوف يلقى ترحيباً هنا. ولكن مواقف ترامب من الإضطرابات الراديكالية لم تجد إفتتاناً في الخليج العربي السني. ويأمل القادة هنا انه سوف يعيد كتابة سياسة واشنطن الإيرانية ومعاقبة طهران بسبب أنشطتها في جميع أنحاء العالم العربي، حيث دعمت الميليشيات والسياسيين والحكومات المارقة في العراق وسوريا واليمن، ويمكن القول البحرين مع درجات متفاوتة من الحماسة. إن أكثرهم على إستعداد للتغاضي عن خطاب كراهية الإسلام الذي صدر عن ترامب وإعتباره حماقة من الحملة الإنتخابية.
وقد أكدت تحركات ترامب الأولية في معظمها التوقعات الخليجية – ويبدو أن زعماء دول الخليج والمحللين على إستعداد لتجاهل أشلاء من المعلومات التي لا تتناسب مع توقعاتهم. وتشمل خيارات ترامب لحكومته العديد من المسؤولين الذين هم صراحة ضد إيران، بمن في ذلك قائد القيادة الوسطى السابق الجنرال جيمس ماتيس والجنرال المتقاعد مايكل فلين. “بالنسبة إلى السعوديين وأهل المنطقة، بعض خيارات ترامب تبعث على الإطمئنان جداً”، قال اليحيى. “كثيرون يعتقدون أن وجهات نظر الجنرال ماتيس بالنسبة إلى المنطقة معقولة جداً ورصينة وأن المرشح لإدارة وكالة المخابرات المركزية [مايك] بومبيو يرى الأمور بطريقة أكثر واقعية من إدارة أوباما”، على حد تعبيره.
ينبع حماس الخليجيين لترامب أيضاً من شخصيته كرجل أعمال. بدلاً من سمعة أوباما بإعتباره حذراً ومتردداً ومحترساً فكرياً، يُنظَر إلى ترامب كشخصية ينتعش بالصفقات والأسرة والسياسة”. رجال الأعمال دائماً يمكن التنبؤ بهم وبأفعالهم”، قال عبد الله المناعي، وهو كاتب عمود في الصحيفة البحرينية “أخبار الخليج”. “ما هي الخلاصة؟ وما هو الذي سيجعله يبدو جيداً؟”، يتساءل.
“كونه رجل أعمال والخليج على استعداد للقيام بأعمال تجارية”، يضيف المناعي، “يعني أن هناك إحتمالات بأن تكون دول الخليج قادرة على إقامة علاقات جيدة جداً مع ترامب”.
* * *
الواقع أن حماسة المسؤولين الخليجيين لترامب في نواح كثيرة ناتجة من خيبة أملهم من أوباما. مع إقتراب خروج الرئيس ال44 من البيت الأبيض، فإن قادة دول الخليج أخيراً على إستعداد للإعتراف والإعلان عن مدى إزدرائهم له.
إن قائمة الشكاوى لديهم طويلة ولكنها تركّز على خلاف أساسي حول دور أميركا في المنطقة. لقد إنتُخِب أوباما لسحب الولايات المتحدة من الحروب الإقليمية، وتحدّث بإستمرار عن حدود القوة الأميركية وقاوم دعواتٍ للعمليات العسكرية – لا سيما في سوريا. على النقيض من ذلك، فإن المسؤولين الخليجيين يرون القوة الأميركية كأمر واقع على الأرض بدلاً من موضوعٍ للنقاش الفكري، ويشهد على ذلك وجود أكثر من 58 ألف جندي أميركي متمركزين في المنطقة.
بإختياره عدم التحرك والتورط في سوريا، يقول هؤلاء المسؤولون، أعطى أوباما الضوء الأخضر لإيران وروسيا للتدخل من دون خوف من الإنتقام. وكما تُروى القصة هنا، لقد أدّى تخلي أميركا إلى تمدد خطير للنفوذ الإيراني، وأزمة إنسانية مدمّرة تنتشر في سوريا والعراق ونصف دزينة من دول المنطقة التي تتلقى الآن لاجئين.
فيما يتكشف حوار المنامة، فقد لفت الحضور الإنتباه إلى ما إعتبروه تتويجاً لهذا الفشل في السياسة الخارجية الأميركية: إسترداد قوات النظام السوري السيطرة على منطقة شرق حلب التي كان يسيطر عليها المتمردون، جنباً إلى جنب مع الحلفاء الروس والإيرانيين. وقد حوصر مئات الآلاف من المدنيين في المدينة منذ تشرين الأول (أكتوبر) تحت قصف عشوائي وحصار مروّع.
“أيّ تغيير هو تغييرٌ جيد”، قال أديب الشيشكلي، ممثل المعارضة السورية في مجلس التعاون الخليجي، على هامش الإجتماع. “لا يمكن أن يزداد الأمر سوءاً أكثر من إدارة أوباما”، مضيفاً.
في بعض النواحي، الشعور متبادل. لم يخفِ أوباما خيبة أمله من مخاوف دول الخليج من إيران، حتى بعدما فاوضت إدارته على إتفاق يهدف إلى الحد من أنشطة طهران النووية وباعت تكنولوجيا مضادة للصواريخ إلى خصوم إيران.
“إن المنافسة بين السعوديين والإيرانيين … يتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة إلى إيجاد وسيلة فعالة للعيش كجيران”، قال أوباما في مقابلة صحافية مع جيفري غولدبيرغ نشرتها مجلة “أطلنتيك” في نيسان (إبريل)، والتي أشار فيها إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي “حرة تماماً”.
إن “النهج الذي يقول لأصدقائنا ” أنتم على حق بأن إيران هي مصدر جميع المشاكل، ونحن سوف ندعمكم في التعامل معها سوف يعني أساساً بأن هذه الصراعات الطائفية سوف تستمر”، أضاف الرئيس.
ويبدو أيضاً أن البيت الأبيض إتخذ موقفاً جديداً من دعم عملية التحالف التي تقودها السعودية في اليمن، التي هدفت الى دحر المتمردين الحوثيين التي تدعمهم إيران وإخراجهم من العاصمة. وقد دمّرت الغارات الجوية السعودية على مدى عام ونصف العام البلد وولّدت كارثة إنسانية، ولكن في الأشهر الأخيرة نادراً ما تزحزحت خطوط المعركة. في 13 كانون الأول (ديسمبر)، ذكرت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة ستوقف بعض مبيعات الأسلحة إلى المملكة وتعيد التركيز على تدريب القوات الجوية السعودية لتحسين عمليات الإستهداف – وهي المهارات نفسها التي قد تجنّب سقوط ضحايا من المدنيين في المستقبل.
في رحلته الأخيرة إلى المنطقة كوزير للدفاع، إنتقد آش كارتر المسؤولين العسكريين الخليجيين ل”شكواهم” لنظرائهم في الولايات المتحدة بأن واشنطن يجب أن تفعل أكثر من ذلك. “أود أن أطلب منكم أن تتخيلوا ما يفكر به القادة العسكريون ووزارة الدفاع الاميركية عندما يستمعون بعض الأحيان إلى شكاوى تقول بأن علينا أن نفعل أكثر من ذلك، عندما يكون من السهل أن نرى أنه في كثير من الأحيان، أن الذين يشتكون هم أنفسهم لا يفعلون ما يكفي”، قال في خطابه العام ل”حوار المنامة”.
ورداً على أسئلة، بدا صوت كارتر في كثير من الأحيان يحمل إزدراء، مذكّراً الحضور مرات عدة بأنه قد أجاب فعلياً عن الاستفسارات التي طرحوها. ولكنه عندما تحدث عن التوترات الداخلية بين دول مجلس التعاون الخليجي بدا إحباطه عارياً. “الحقيقة هي، إذا كانت بلدان المنطقة قلقة حول أنشطة إيران لزعزعة الإستقرار – وهو مصدر قلق تشاركها فيه الولايات المتحدة – فهي تحتاج إلى دخول اللعبة. وهذا يعني التعامل بجدية والتعاون أكثر مع بعضها البعض”، قال. وقد ترك الخطاب الحضور من الخليجيين إما يهزون رؤوسهم غير مصدقين اللهجة المتغطرسة أو الغمز واللمز ل”بئس المصير” لإدارة أوباما.
* * *
إن الأمل المركزي لدى المسؤولين في الخليج بالنسبة إلى ترامب وإدارته هو أنهما سوف يؤديان إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة. الإتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست أدى إلى تفاقم سلوك طهران السيىء، كما يصر كبار المسؤولين هنا. “إن ايران لم تثبت بأنها بلد مسالم الذي يريد التعاون مع جيرانه”، قال رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي بن فيصل آل سعود للجنة إفتتاح “حوار المنامة”. “على العكس من ذلك، لقد زاد نشاطها”، على حد قوله.
وقد ردد ترامب تلك الآراء. إن الإتفاق “عزز قوة إيران”، قال لشبكة “فوكس نيوز” في كانون الثاني (يناير) الفائت. “الحبر لم يجف بعد، وإنتهكت بالفعل الصفقة”، متابعاً.
وإتخذ مستشاروه مواقف أقوى. في شهادته أمام اللجان الفرعية للجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة في مجلس النواب في العام 2015، وصف مستشار الأمن القومي المُختار من ترامب، فلين، إيران بأنها “خطر واضح وقائم على المنطقة وفي نهاية المطاف على العالم”.
إن تعامُل ترامب مع السلوك الإيراني – الذي كشف القليل منه – يبدو أيضاً وكأنه شيء يمكن للخليج أن يتعايش معه. في المقابلة عينها مع “فوكس نيوز” في كانون الثاني (يناير)، إقترح ترامب بأنه ينبغي على المملكة العربية السعودية أن “تساعدنا إقتصادياً” في مقابل حمايتها من إيران.
“العلاقات الإقتصادية ستكون بسيطة جداً: إدفع لي وسوف أحميك من إيران”، قال المناعي. “إنها معادلة بسيطة: أعطِني ما تستطيع وسأعطيك شيئاً في المقابل”، مضيفاً.
بإعتبارها واحدة من أغنى المناطق حسب دخل الفرد في العالم، فإن دول الخليج لديها الكثير لتقدمه. ويمكن أن تعقد صفقات دفاعية جديدة مربحة، والإستثمار في البنية التحتية في الولايات المتحدة التي تعهد الرئيس المنتخب ببنائها، أو حتى نقل أصول مالية من منطقة الخليج إلى أميركا لإدارتها بواسطة البنوك الأميركية.
في المقابل، لدى قادة دول الخليج قائمة من الأزمات الإقليمية يريدون من ترامب معالجتها.
يأملون أن تحافظ الإدارة المقبلة على الإتفاق النووي مع إيران ولكن ينبغي ربط رفع إستمرار العقوبات بسلوك أفضل لإيران في المنطقة. وفي الوقت عينه، تريد دول الخليج إستخدام الجدول الزمني للصفقة التي تستمر 15 عاماً كفترة سماح لتعزيز أنظمة دفاعها التي ستشتريها من الولايات المتحدة بشكل كبير. “تحتاج بلدان المنطقة إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتوخّي الحذر بما فيه الكفاية للتحضير لليوم الذي سيأتي بعد هذا الاتفاق”، قال الأمير تركي. “نحن بحاجة إلى تحضير برنامج على مدى السنوات ال15 المقبلة”، حسب رأيه.
في سوريا، يأملون أن يجدوا أذناً صاغية لمقترحات تدعو إلى مواجهة النظام السوري وحليفته إيران، فضلاً عن “الدولة الإسلامية” في آنٍ واحد. “أستطيع أن أرى على الأقل هذين المجالين حيث يمكننا أن نتعاون فيهما” قال هادي البحرة، الرئيس السابق للائتلاف الوطني للثورة السورية وقوات المعارضة.
وبطبيعة الحال، فإن بيانات كثيرة أطلقها ترامب خلال الحملة ومنذ فوزه في الإنتخابات تبدو أنها تدحض مثل هذه التوقعات العالية. إن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أكثر تناقض لافت. في سوريا، تعمل موسكو مباشرة مع النظام ومع إيران لإستعادة الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. والقوات الجوية الروسية تقصف قوى المعارضة المدعومة من الخليج هناك على أساس شبه يومي.
لكن بعضهم هنا يصر على بطانة فضية: “نأمل إذا كانت [إدارة ترامب] هي أقرب إلى روسيا، ربما يمكن التوصل الى حل” في سوريا، قال الشيشكلي ممثل المعارضة السورية. “ربما يمكن للأميركيين إقناعها بالإبتعاد عن نظام الأسد”، يضيف.
لقد شكّك ترامب بالدعم الأميركي للمعارضة السورية، وقال لصحيفة “وول ستريت جورنال” في تشرين الثاني (نوفمبر): “ليست لدينا أي فكرة من هم هؤلاء الناس”. وتابع مقترحاً بأنه على الولايات المتحدة أن تتحالف مع كل من يقاتل “الدولة الإسلامية”، بما في ذلك روسيا والحكومة السورية.
“لا أعتقد أنه سيتخذ هذا القرار [لإنهاء المساعدات للمعارضة] بعد تسلمه منصبه” قال البحرة. “يمكننا أن نحكم حقاً على إستراتيجيته بعد أن يتسلم مهامه ويقرأ كل الحقائق وبعد ذلك سوف يكون قادراً على إتخاذ قرارات أكثر حكمة”، على حد قوله.
“ربما لم يكن ترامب على علم بما فيه الكفاية حول الوضع في سوريا”، قال الأمير تركي. “آمل أن يصبح على علم بعد تسلمه منصبه”، مضيفاً.
يريد زعماء دول الخليج أيضاً من ترامب دحر النفوذ الإيراني في العراق، حيث هناك العشرات من المليشيات الشيعية التي تأتمر بطهران. كما يأملون بأن يحشد التأييد للحرب التي تقودها السعودية في اليمن – أو على الأقل غض الطرف عنها.
إن الاعتقاد بأن ترامب يميل إلى التدخل على نطاق واسع وبشكل حاسم ضد إيران هو “الأمر الذي يشجعنا”، قال المناعي، “حيث نتوقع أن نرى ترامب يتخذ قرارات سريعة جداً التي قد تورط الولايات المتحدة أكثر في المستقبل ولكنها ستحل مشاكلنا وقضايانا”.
إن تورطاً عسكرياً آخراً في المنطقة يمكن أن يكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كما إعترف. لكن منطقة الخليج يمكنها أن تستفيد، على حد قوله. “حظا سعيداً لك، ولكن نحن سعداء”، يقول.
* * *
هذا لا يعني أنه لا توجد مخاوف بشأن مواقف ترامب بالنسبة إلى الإسلاموفوبيا. ولكن على الأقل بعض المسؤولين هنا على إستعداد للتغاضي عن مواقف ترامب تجاه الإسلام كما آراء مسؤولي الأمن القومي في إدارته – طالما أن تصرفات الرئيس المقبل تخدم مصالحهم الوطنية، التي يعتقدون أنها سوف تكون كذلك. إن القادة السياسيين في الخليج هم أكثر واقعية: “إنهم يدركون أن الكثير من ذلك كان مجرد خطابات في حملة إنتخابية”، قال أحد المحللين في الخليج الذي رفض الكشف عن إسمه بسبب الحساسيات السياسية تجاه الإدارة المقبلة.
ومع ذلك، إنتشر الهمس على هامش الحوار الذي يفيد بأن هناك بعض صناع القرار هنا هم أيضاً قلقون. ترامب ليس أوباما – ولكن لا أحد متأكد بالضبط أي نوع من الرؤساء سيكون.
“المخاوف قد تكون من إندفاع وتهور ترامب”، قال الدكتور البدر الشاطري، وهو أستاذ في كلية الدفاع الوطني لدولة الإمارات في أبو ظبي. “ترامب يحيط نفسه بالصقور. والأسوأ من ذلك، كثيرون من بين مستشاريه معادون للاسلام ومضادون للمسلمين. هذه التعيينات هي بمثابة تعيين معادين للسامية في مناصب عالية في الحكومة”، حسب تعبيره.
لكن بغض النظر عن أين تلتقي السياسات أو لا تلتقي، فهناك شيء واحد يبدو واضحاً: من المرجح أن تكون العلاقات الشخصية بين زعماء دول الخليج وترامب أفضل مما كانت مع أوباما. إن فن الصفقة هو على قيد الحياة وبصحة جيدة هنا.
“نحن تجارٌ بطبيعتنا”، قال المناعي. “الاوروبيون لا يفهمون ذلك لأنهم جميعاً مُركِّزين على حقوق الإنسان وأنواع المساواة في الحكم والنفوذ الأخلاقي – ونحن عمليون. سنأخذ ما يمكننا الحصول عليه”، مضيفاً.

• إليزابيث ديكنسون صحافية متخصصة في شؤون منطقة الخليج. وهي تكتب في مجلة “فورين بوليسي”. كما تنشر مقالاتها أيضاً في مطبوعات عدة بينها نيويوركر، الايكونومست، وبوليتيكو، مونوكل، كريستيان ساينس مونيتور، وول ستريت جورنال، نيويورك تايمز، وفاينانشال تايمز.
• كُتب المقال بالإنكليزية وعرّبه قسم الدراسات والأبحاث في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى