جبران خليل جبران في قلب قبرص

“زرعني بِأرضو أنا زرعتو بْكِل الدني” …
لعله الوصف الاكثر دقة الذي كتبه العلّامة الراحل منصور الرحباني في الفيلسوف اللبناني العالمي جبران خليل جبران، والذي ترجمه اللبنانيون في قبرص يوم العاشر من الشهر الجاري من خلال إقامة نصب تذكاري لصاحب “النبي” الذي أصبح مزروعاً في كل مكتبات العالم.
يوم العاشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري كان موعداً إستثنائياً على جادة مكاريوس في ليماسول التي تجمهر فيها حشد من اللبنانيين المهاجرين إنتظروا بحرارة قدوم الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس الذي رعى حفل إزاحة الستارة عن تمثال الأديب اللبناني بحضور سفير لبنان الدكتور يوسف صدقة والمطران يوسف سويف وعمدة مدينة ليماسول أندرياس كريستو وسفراء عدد من الدول العربية وجمهرة من رجال وسيدات الأعمال الذين ساهموا في تمويل مشروع إقامة النصب التذكاري.
ألقى السفير صدقة كلمة شكر فيها الرئيس القبرصي أناستاسياديس على دعمه ورعايته، ومنوّهاً بالتالي بتعاون عمدة مدينة ليماسول الذي وفّر كل التسهيلات لإيجاد الأرض الممنوحة من الدولة القبرصية.
بدوره، أثنى الرئيس القبرصي على العلاقات اللبنانية – القبرصية المميزة وعلى الدور الايجابي الذي يلعبه اللبنانيون في المجتمع القبرصي منذ الغزو التركي للجزيرة في العام 1974 حين فتح لبنان أبوابه للقبارصة الهاربين من خطر الحرب. لافتاً إلى أن قبرص قد بادلتهم بالمثل وقدمت للاجئين اليها إبان الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975 كافة التسهيلات، ومنهم من إختار البقاء لتصبح قبرص موطناً دائماً له.
وعبّر في كلمته عن سعادته في مشاركة اللبنانيين هذه المناسبة في إزاحة الستارة عن تمثال الفيلسوف والأديب اللبناني جبران خليل جبران الذي تأثر بفلسفته وأفكاره الملايين حول العالم.
ونوّه الرئيس اناستاسياديس بالاتفاقات الاقتصادية والسياحية والتربوية المعقودة بين البلدين ولا سيما إتفاقية التنقيب عن الغاز و مساعدة لبنان في ايجاد الطاقة البديلة.
وكانت مناسبة أيضاً وجّه فيها الرئيس القبرصي عبارات التهنئة الى العماد ميشال عون بإنتخابه رئيساً للبلاد، مؤكداً أنها خطوة ايجابية من شأنها ان تساعد لبنان على الإستقرار وترسيخ السلم الأهلي والنمو الإقتصادي.
في ختام كلمته، ردد الرئيس القبرصي قولاً شهيراً لجبران خليل جبران من كتاب “النبي” للتأكيد على حلمه بإعادة توحيد الجزيرة القبرصية: “ليس حلم الأمس سوى ذكرى اليوم والغد حلم يومنا هذا”.
وقبل إزاحة الستارة عن تمثال الأديب اللبناني، قدم السفير صدقة الى الرئيس القبرصي هدية تذكارية من الأرتيزانا اللبنانية عربون شكر ووفاء وتقدير.

لمشاهدة ما جرى أنقر على الفيديو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى