قطر تُطلق تدابير تأشيرة جديدة لجذب السياح

في خطتها الطموحة لتنويع إقتصادها تعمل دولة قطر على التركيز على القطاع السياحي من طريق تسهيل دخول الزوار والعابرين إلى الدول الأخرى بتدابير تأشرة جديدة للآتين جواً وبحراً بالإضافة إلى تدابير تحفيزية أخرى.

الهيئة العامة للسياحة في قطر: الطموحات كبيرة
الهيئة العامة للسياحة في قطر: الطموحات كبيرة

الدوحة – سمير خيرالله

أطلقت الهيئة العامة للسياحة في قطر مجموعة من التدابير تتعلق بتأشيرة جديدة لقيت ترحيباً واسعاً من قبل المتخصصين في القطاع السياحي، وكذلك العاملين في قطاعي الضيافة والتجزئة في البلاد.
الواقع أن تعزيز قطاع السياحة وتسهيل عملية الدخول إلى الإمارة يشكّلان أولوية ذات أهمية متزايدة في إطار سعي الإمارة إلى زيادة عدد السياح من 2.93 مليوني شخص في العام 2015 إلى ما بين 8 ملايين إلى عشرة ملايين سنوياً بحلول العام 2030، في حين أنها تستعد أيضاً لإستقبال عدد الزوار الضخم المُتوقّع أن يحضر نهائيات كأس العالم في العام 2022.
وتأتي التغييرات في التأشيرة الأخيرة مع إستثمارات متوقعة في البنية التحتية السياحية تصل إلى 40 – 45 مليار دولار حتى العام 2030، لَحَظَتها إستراتيجية الهيئة العامة للسياحة للقطاع السياحي الوطني التي تدعو إلى الإستثمار في تطوير المنتجات السياحية والخدمات والفنادق والمنتجعات في البلاد.

عدد السياح الوافدين

في تشرين الأول (أكتوبر) أصدرت الهيئة العامة للسياحة في الدوحة ملخص أداء الربع الثالث في قطاع السياحة، والذي أظهر أنه في حين أن أعداد الزوار قد إرتفعت إلى 780,000 في الربع الثالث من هذا العام بزيادة 35٪ من 577,374 في الربع الثاني، فقد كان المجموع حتى أيلول (سبتمبر) لا يزال أدنى من الفترة عينها من العام الفائت.
وشهدت الأشهر التسعة الأولى من العام 2015 وصول 2.25 مليوني وافد، في حين سجلت الفترة عينها من هذا العام ما مجموعه 2.18 مليوني زائر، بإنخفاض قدره 3٪.
من جهتهم يناقض المسؤولون في الهيئة العامة للسياحة هذا الأمر من خلال تأكيدهم بأن النمو في قطاع السياحة قد بلغ نسبة 8٪ في العام على أساس سنوى في البلاد في الفترات ذاتها في العام 2014 والعام 2015، مع تسليط الضوء أيضاً على أن معظم الانكماش في العام 2016 وقع في النصف الأول من العام، عندما إنخفضت الأعداد نحو 6٪.
وقد ساهمت عوامل عدة، مثل البداية المُبكرة لشهر رمضان التي أثّرت في عدد الوافدين في حزيران (يونيو)، والرياح المُعاكسة الإقتصادية في المنطقة الناجمة عن إنخفاض أسعار الطاقة، في الإنخفاض.

تسهيل الدخول

مع ذلك يمكن أن تشهد أرقام السياحة إنتعاشاً في الأشهر والسنوات المقبلة بفضل سلسلة من التدابير الجديدة المتعلقة بتأشيرة الدخول إلى البلاد التي من المقرر أن تؤدي ليس فقط إلى زيادة جاذبية قطر للزوار، ولكن أيضاً إلى تمكين البلاد من إستفادة أوفى من وضع الدوحة المتزايد كمحطة محورية للترانزيت.
في مؤتمر صحافي في آب (أغسطس) الفائت، أعلنت وزارة الداخلية بالإشتراك مع الهيئة العامة للسياحة والخطوط الجوية القطرية عن إطلاق تطبيق نظام تأشيرة بمسار سريع. إن النظام الجديد – الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع “في أف أس” (VFS) العالمية، المُزوِّدة الدولية لخدمات تجهيز التأشيرات – من المتوقع أن يكون جاهزاً بحلول الربع الأول أو الثاني من 2017.
وهناك خطوة ثانية عرضتها الهيئة العامة للسياحة وشركة الخطوط الجوية القطرية في أيلول (سبتمبر) الفائت سوف تسمح لجميع المسافرين على متن طائرات الخطوط القطرية العابرين عبر الدوحة، بغض النظر عن الجنسية، الحصول على تأشيرة عبور مجاناً لمدة أربعة أيام لتشجيعهم على التوقف في قطر. وقد بدأ تنفيذ نظام تأشيرة العبور الجديد في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
من جهتهم سيكون المسافرون قادرين على التقدم مباشرة للحصول على تأشيرة عبور من خلال مكتب الخطوط القطرية أو عبر الإنترنت، وبمجرد الموافقة عليها، فإن تأشيرة الدخول تصبح صالحة لمدة 90 يوماً، وفقاً لتقارير صحافية.
ولمزيد من الحوافز، فقد أتمت الخطوط القطرية إعادة هيكلة الأسعار لكي يتمكن الركاب من التوقف في الدوحة من دون تكبد أي رسوم تذكرة إضافية.
وفي الوقت عينه، أعلنت الشركة عن تدبير ثالث في أيلول (سبتمبر)، يسمح لركاب السفن البحرية السياحية إستخدام تأشيرة العبور الجديدة أيضاً.
كجزء من إجراءات التشغيل الجديدة – التي تتضمن إستخدام التقنية المتطورة والتعاون الوثيق بين مشغّلي الرحلات السياحية البحرية ومسؤولي الأمن – ينبغي تقاسم قائمة الركاب التي تحتوي على تفاصيل جوازات سفر الركاب وافراد الطاقم مع مسؤولي الهجرة قبل 48 ساعة من وصول السفينة إلى قطر.
وهذا سيسمح للسلطات معالجة كافة المعلومات ذات الصلة والسماح للركاب بالدخول قبل رسو السفن في المرفأ، مما يتيح للمسافرين النزول في غضون دقائق والبدء برحلاتهم البرية.
ويتوقع أهل الخبرة أن يُعطي هذا الإجراء دفعة مهمة لقطاع السياحة البحرية، والذي من المتوقع أن يجذب حوالي 50,000 زائر إلى شواطئ الدوحة خلال الموسم السياحي 2016 – 2017.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى