المغرب يُغري الروس والصينيين لتعزيز صناعته السياحية

يتحوّل المغرب إلى أسواق جديدة مثل روسيا والصين لدعم صناعة السياحة الكبيرة في البلاد بعد إنخفاض عدد الزوار من الأسواق التقليدية.
والتنويع سيكون عاملاً رئيسياً لتحقيق أهداف خطة التنمية السياحية في المملكة المعنونة بـ”رؤية المغرب 2020″، والتي تهدف بشكل طموح إلى جذب 20 مليون سائح وزيادة عائدات السياحة إلى 140 مليار درهم مغربي (12.8 مليار دولار) بحلول نهاية العقد الحالي.
لقد إنخفضت إيرادات العام من السياحة بنسبة 1.4٪ في العام على أساس سنوي إلى 58.6 مليار درهم (5.4 مليارات دولار)، مع إستقبال البلد ما يزيد قليلاً على 10 ملايين زائر، مما يدل على ضخامة المهمة التي تنتظر حكومته.

خطوة نحو روسيا

أنفق السياح الروس في المغرب في العام الفائت 28 مليون درهم (2.6 مليوني دولار) فقط، لكن وزارة السياحة تبحث وتعمل على نحو متزايد لجعل روسيا من الأسواق الأولية.
في العام 2015 كان هناك ما يقرب من 40,000 زائر من روسيا، أقل من ال3.3 ملايين سائح أتوا من فرنسا، و2.1 مليوني شخص من اسبانيا و615,000 من ألمانيا، ولكن المكتب الوطني المغربي للسياحة يهدف إلى زيادة هذا الرقم إلى 800,000 بحلول العام 2020.
لدعم جهود وزارة السياحة، فإن الناقلة الوطنية للبلاد، الخطوط الملكية المغربية، التي أطلقت رحلات جوية مباشرة بين موسكو والدار البيضاء في العام 2011، قد بدأت خدمة جديدة من العاصمة الروسية إلى المنتجع الجنوبي “أغادير” في الربع الثاني من هذا العام. ووفقاً لبيانات المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن الناقلة تجري أيضاً حالياً محادثات لإقامة رحلات جوية مباشرة من ثاني أكبر مدينة في روسيا، سانت بطرسبورغ، إلى كل من أغادير ومراكش.
وقد أطلقت الحكومة أيضاً حملات تسويقية متقدمة. في وقت سابق من هذا العام إستضافت السلطات السياحية المغربية ممثلي 30 مؤسسة إعلامية روسية و400 وكالة سفر روسية في أغادير ومراكش والدار البيضاء للتسويق وزيادة إيضاح العروض السياحية في المملكة.
إن الإستراتيجية – التي تأتي فيما عدد الزيارات الروسية إلى وجهات أخرى منافسة في البحر الأبيض المتوسط، بما فيها مصر وتركيا، يتباطأ وينخفض – يبدو أنها تؤتي ثمارها.
في حين أن عدد السياح الوافدين إلى أغادير قد إنخفض خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى تموز (يوليو) بنسبة 3٪ على أساس سنوي إلى 473,000، على سبيل المثال – نتيجة إنخفاض عدد السياح من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا – فقد كان هناك إرتفاع بنسبة 4 أضعاف على أساس سنوي في عدد السياح الروس، مع زيارة 5,200 سائح روسي في تموز (يوليو) وحده.

التوجه شرقاً

وتعمل السلطات السياحية في المغرب أيضاً على جذب سياح إضافيين من الصين التي تُعتبَر السوق الأسرع نمواً في هذا المجال في العالم، مع توقع وصول عدد المسافرين منها إلى الخارج 133 مليون شخص في العام 2016، وفقاً لتقرير صادر عن أكاديمية السياحة الصينية.
وقد زار أكثر من 10,500 سائح صينى المغرب في العام الفائت، بزيادة قدرها 12٪ على أساس سنوي، ومع ذلك فإن هذا المعدل يحتاج إلى الإرتفاع بشكل أسرع من أجل تحقيق هدف ال100,000 زائر صيني بحلول العام 2018.
من ناحية أخرى تنخرط سلطات السياحة المغربية في عدد من المبادرات لتطوير السوق الصينية، بما في ذلك منح تأشيرة دخول مجانية للمواطنين الصينيين. كما أن وزارة السياحة أصدرت أيضاً منشورات ترويجية باللغة الصينية الفصحى، وزادت مشاركتها في المعارض السياحية في الصين، وعملت على تعليم اللغة الصينية للمرشدين السياحيين.

عكس المسار

في حين أن المغرب لا يزال الوجهة الأفريقية الأولى للسياح الأجانب – قبل مصر مع 9.6 ملايين زائر، وجنوب أفريقيا مع 9.4 ملايين في العام 2014 – فقد شهدت صناعة السياحة في البلاد تباطؤاً، مع إنخفاض الوافدين الدوليين في النصف الأول من العام بنسبة 5.6٪ على أساس سنوي.
ويأتي هذا خلف إنخفاض 1٪ على أساس سنوي في عدد الوافدين في العام الماضي، من 10.3 ملايين في العام 2014 إلى 10.2 ملايين، في جزء منه إنعكاساً لركود النمو المستمر في أوروبا.
وبالفعل، فإن منطقة اليورو تشكّل 82٪ من إجمالي زوار المملكة، مع رؤية إنخفاض في ثلاث من أسواق المغرب الخارجية في العام الماضي وهي: فرنسا (-5٪)، إيطاليا (-5٪) وبلجيكا (-2٪).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى