لماذا غيَّرت “جبهة النصرة” إسمها وكيف تُحقِّق إستراتيجية “القاعدة” الأصلية في سوريا

يعتقد خبراء الإرهاب أن تغيير تنظيم “جبهة النصرة” إسمه إلى “جبهة فتح الشام” وإعلان أميره أبو محمد الجولاني إنفصال التنظيم عن “القاعدة” قد صممه أيمن الظواهري ومساعدوه ضمن إستراتيجية أصلية كان يعتمدها سابقاً أسامة بن لادن، والتي تقوم على العمل السري بهدف تحقيق أهداف التنظيم الجهادي.

أبو محمد الجولاني: الإعلان عن تغيير إسم تنظيمه وإنفصاله عن "القاعدة"
أبو محمد الجولاني: الإعلان عن تغيير إسم تنظيمه وإنفصاله عن “القاعدة”

بيروت – باسم رحال

في 28 تموز (يوليو)، أعلن أبو محمد الجولاني (إسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي)، حتى ذلك الحين أمير تنظيم “جبهة النصرة” التابع لتنظيم “القاعدة”، على ما بدا موقفاً مهماً. على الرغم من أن الجولاني قد أغدق بالثناء على كلٍّ من تنظيم “القاعدة” وأميره أيمن الظواهري وسلفه أسامة بن لادن، فقد أشار الى تغييرين تنظيميين واضحين. كان الأول بأن تنظيم “جبهة النصرة” لم يعد كذلك: من الآن فصاعداً سوف يُعرف ويُسمّى “جبهة فتح الشام”. ثانياً، قال الجولاني أن المنظمة الجديدة الإسم لن يكون لها “أي إنتماء لأي جهة خارجية”.
إثر ذلك حفلت وسائل الإعلام العربية والغربية بالأخبار التي تفيد بأن الجولاني قد أعلن “إنفصال” منظمته وإستقلالها عن تنظيم “القاعدة”. مع ذلك فإن الجولاني لم يقل أبداً في الواقع أن مثل هذا الإنفصال حصل، وقراءة متأنية لبيانه يكشف العديد من المشاكل في هذا التفسير (على الرغم من أن بعض مسؤولي “جبهة النصرة” قد أكد الإنفصال نهائياً في مقابلات إعلامية). الأهم من ذلك، أن هذه القراءة تتجاهل ما نعرفه عن إستراتيجية تنظيم “القاعدة” الطويلة المدى. في الواقع، لقد أنتج تنظيم “القاعدة” تحليله الخاص لرسالة الجولاني إلى العالم في الصحيفة الإخبارية العربية التي يصدرها تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” “المسرى”.
بأخذهما معاً، يبدو الدليل واضحاً: إن تغيير إسم “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” لا يمثّل إنفصالاً حقيقياً عن تنظيم “القاعدة”. بدلاً من ذلك، فإنه يشير إلى عودة إلى خطة اللعبة الأصلية لتنظيم “القاعدة” في سوريا.

العودة إلى المربع الأول

لفهم تحركات “جبهة النصرة” في الآونة الأخيرة، من المهم أن ندرك أن تنظيم “القاعدة” لم يكن يريد أن يُعلِن للعالم عن دوره في الحرب الأهلية في سوريا. وتعتبر قيادة الجماعة أن تحقيق هدفها الطويل المدى – إستبدال نظام بشار الأسد بإمارة إسلامية – سوف يتطلب صبراً إستراتيجياً. لذلك، خلال العامين الأولين من الحرب، سعى تنظيم “القاعدة” إلى الحدّ والهروب من التدقيق والمراقبة الدوليين من طريق دمج نشطاء بارزين في صفوف “جبهة النصرة” والتنظيمات الجهادية الأخرى. لقد أراد الظواهري ومساعدوه توجيه هذه المجموعات سرياً وتعزيز تحالفاتها مع متمردين آخرين، من دون أن يُعلَن رسمياً عن تورط “القاعدة”. إن نمو مثل هذه التحالفات، إعتقد الظواهري وجماعته، من شأنه أن يكون أكثر صعوبة إذا كان تنظيم “القاعدة” موجوداً رسمياً في سوريا.
لكن صعود تنظيم “داعش” تحت قيادة أبو بكر البغدادي هو الذي أدّى بزعيم “جبهة النصرة”، الجولاني، لإعلان ولائه للظواهري. سابقاً – وعلى الرغم من تعيين وإعتبار تنظيم “جبهة النصرة” في العام 2012 من قبل وزارة الخارجية الأميركية بأنه “إسم آخر” لمجموعة البغدادي – فقد نجح الجولاني في جعل نفسه يبدو للسوريين بأنه جزء عضوي من نضالهم. بعد بيان وزارة الخارجية الأميركية، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز على سبيل المثال أن المتظاهرين في مختلف المدن السورية رفعوا لافتات كُتبت عليها شعارات مثل “لا للتدخل الأميركي، لأننا جميعاً “جبهة النصرة””. ببساطة، إستطاع تنظيم “جبهة النصرة” إكتساب إحترام السوريين بسبب قدرته على نقل المعركة إلى معاقل الأسد.
ولكن في 8 نيسان (إبريل) 2013، أصدر البغدادي رسالة صوتية يطالب فيها بإلغاء إسم “جبهة النصرة”، لأنها كانت “إمتداداً لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق” (كما كانت مجموعته معروفة في ذلك الوقت). وقال البغدادي بأن الجولاني كان مجرد “واحد من جنودنا”، وأن تنظيم “جبهة النصرة” حقق وجوده بفضل مساعدة رجال البغدادي ودعمه المالي. منذ ذلك اليوم فصاعداً، إعتبر البغدادي، من خلال إصدار قرار، بأن تنظيمي “الدولة الإسلامية في العراق” و”جبهة النصرة “سيكونان في كيان واحد يعُرف بإسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
بعد يومين، في 10 نيسان (إبريل)، رفض الجولاني قرار البغدادي. وفي رسالة صوتية له قال الجولاني بأن تنظيم “جبهة النصرة” سيواصل القتال تحت لوائه نائياً بالجبهة على ما يبدو عن إعلان البغدادي بأنها وتنظيم “الدولة الإسلامية في في العراق” توحدتا تحت إسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. الأهم من ذلك، أوضح الجولاني بأنه ورجاله يدينون بالولاء مباشرة إلى الظواهري، متجاوزاً بذلك البغدادي في سلسلة القيادة: “هذه بيعة من أبناء “جبهة النصرة” ومسؤولهم العام يجدّدها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري فإننا نبايع علي السمع والطاعة”. وقال الجولاني، مشيراً إلى إستخدام كلمة “تجديد”، أنه بالفعل كان تعهد سراً بالبيعة (يمين الولاء) للظواهري. وكان هذا أول إعتراف علني ل”جبهة النصرة” بأن تنظيمها كان جزءاً أو فرعاً من تنظيم “القاعدة”. في الأشهر التي تلت ذلك، أصبح من الواضح أن تنظيم “القاعدة” قد أرسل بعض عناصره المخضرمين، بمن في فيهم الجهاديين القدامى مثل أبو فراس السوري، إلى سوريا لقيادة “جبهة النصرة”.
بعد أسابيع قليلة، أصدر الظواهري حكمه بشأن النزاع بين البغدادي والجولاني في رسالة مؤرخة في 23 أيار (مايو) 2013، ونشرت في وقت لاحق عبر الإنترنت من خلال قناة “الجزيرة” الفضائية. قال الظواهري أنه يجب على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” “داعش” أن “ينحل”، وأن على رجال البغدادي العودة إلى العراق، حيث يعملون مرة أخرى بوصفهم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق”. وصار تنظيم “جبهة النصرة” في هذه الحال “كياناً مستقلاً”، والفرع الإقليمي لتنظيم “القاعدة” في سوريا، حيث صار تابعاً مباشرة للقيادة العامة لتنظيم “القاعدة”. على الرغم من أن قرار الظواهري كان أساسا توبيخاً للبغدادي، فإنه إنتقد الجولاني ل”إظهار صلاته ب”القاعدة” من دون الحصول على إذن أو مشورة، حتى من دون إعلامنا”. وهذا يعني أنه لم يكن من المُفترض أن يكشف الجولاني عن علاقته بتنظيم “القاعدة”.
البغدادي، بطبيعة الحال، عصى أمر الظواهري، وإستولى “داعش” على الرقة من “جبهة النصرة” وجماعات متمردة أخرى في صيف العام 2013. وأدّى ذلك إلى أقصى تنافس جهادي في التاريخ، كما ذهب “داعش” إلى غزو أراض في العراق وسوريا والفوز بأتباع في أماكن أخرى في جميع أنحاء العالم. بالنسبة إلى تنظيم “القاعدة”، فقد تسبّب نجاح “داعش” بمشاكل في كل مكان من غرب أفريقيا إلى جنوب آسيا، وإستطاعت الخلافة التي أعلنها البغدادي إستمالة وجذب مقاتلين، وفي بعض الأحيان تنظيمات جهادية بكاملها، بعيداً من التنظيم الأصلي السابق. ولكن أسوأ الأضرار التي لحقت بمصالح تنظيم “القاعدة” الإستراتيجية يمكن القول بأنها كانت في سوريا. بدلاً من النفوذ السري، صار لتنظيم “القاعدة” الآن فرع “جبهة النصرة” وكذلك منافساً جهادياً مارقاً رسمياً يتمثل في “داعش” الذي كان يسعى إلى تدمير تنظيم “القاعدة”. وهذا كان عكس ما أراده الظواهري وإستراتيجيوه.

جزء من الخطة

وقتها، كانت إستراتيجية “القاعدة” منذ فترة طويلة تسعى إلى الحفاظ على مسافة شعبية عامة من “جبهة النصرة” عندما يكون ذلك ممكناً. إن هذه الإستراتيجية هي وراء تغيير العلامة التجارية وتسمية “جبهة النصرة” وهي توضّحت أيضاً في مقال نُشر أخيراً في صحيفة “المسرى”، وهي النشرة الأسبوعية الصادرة عن تنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب التي تُعتَبر مصدراً أساسياً لفهم تفكير الجماعة. وتتضمن طبعة “المسرى” الصادرة في 9 آب (أغسطس) مقالة مطوّلة بعنوان “رسالة حول ما يتعلق بإنفصال “جبهة النصرة عن تنظيم “القاعدة””. كاتب هذه المقالة عُرّف بأنه أسامة بن صالح (على الأرجح إسم مستعار)، الذي إستخدم تصريحات أدلى بها كبار القادة في تنظيم “القاعدة”، فضلاً عن وثائق تنظيم “القاعدة”، لشرح تصاميم المجموعة في سوريا.
في جزء من رسالته بعنوان “ليس واقفاً خارجاً”، يكرر بن صالح بأن تنظيم “القاعدة” لم يكن يريد كياناً رسمياً في سوريا. وضمّن مقطعاً من شريط فيديو يعود إلى أيار (مايو) 2014 والذي قال فيه الظواهري أن “إتجاه القيادة العامة هو أننا يجب أن لا نُعلن عن أي وجود علني” في سوريا، وأنه “تم الإتفاق على هذه المسألة حتى مع الأشقاء في العراق”، وهذا يعني مجموعة البغدادي. “وقد فوجئنا”، تابع الظواهري، “بالإعلان الذي أعطى النظام السوري والولايات المتحدة فرصة كانوا يأملون بها وينتظرونها”. الإعلان الذي يشير اليه هو تشكيل البغدادي ل”داعش”، والذي إدّعى الظواهري بأنه جعل السوريين يتساءلون: ” لماذا يجلب تنظيم “القاعدة” الكوارث علينا؟ ألا يكفينا بشار؟ هل يريد جلب أميركا ضدنا؟”.
ويشير بن صالح أيضاً إلى رسالة تعود إلى آب (أغسطس) 2010 (نشرتها سابقاً الإدارة الأميركية) بعثها بن لادن إلى أحمد جودان، أمير الجماعة الجهادية حركة “الشباب” في الصومال. قال بن لادن لجودان أن “الوحدة” بين “الشباب” مع تنظيم “القاعدة” “ينبغي أن تحدث … من خلال رسائل سرية غير مُعلنة”. يمكن لجودان ورجاله أن ينشروا خبر توحيد “الشباب” مع تنظيم “القاعدة” “بين الشعب الصومالي”، ولكن لا ينبغي إصدار “أي إعلان رسمي” عن ولائهم. إذا سُئلوا عن “العلاقة مع تنظيم القاعدة”، كان قادة “الشباب” يقولون إنها “مجرد روابط إسلامية أخوية لا أكثر ولا أقل، الأمر الذي لا ينكر ولا يثبت” نوع العلاقة والرابط.
وكما أوضحت الرسالة إلى جودان، كانت حركة “الشباب” بالفعل جزءاً من تنظيم “القاعدة” في ذلك الوقت. ولكن بن لادن كان يعتقد بأن الغموض يشكّل ميزة إستراتيجية. بن صالح يقتبس مُطوَّلاً من خطاب بن لادن إلى جودان لتوضيح السبب. “إذا أصبح الأمر مُعلَناً وعلى الملأ، فإنه سيدفع الأعداء إلى تصعيد غضبهم والتعبئة ضدك”، كتب بن لادن. وعلى الرغم من أن بن لادن قد إعترف بأن “الأعداء سوف يعرفون الأمر حتماً في نهاية المطاف” لأن “هذه المسألة لا يمكن أن تكون مخفية”، فقد جادل بأن “الإعلان الرسمي سيكون دليلاً قاطعاً”، وأنه سيكون من الأسهل على “المُسلمين في المنطقة” دعم “الشباب” من دون ذلك.
لم يُعلِن “الشباب” وتنظيم “القاعدة” عن وحدتهما رسمياً إلّا بعد 18 شهراً، في شباط (فبراير) 2012، بعدما قُتل بن لادن. لكن التعامل السري لتنظيم “القاعدة” مع ذراعها في شرق أفريقيا وضع سابقة واضحة عن كيف يُمكن للتنظيم ان يرعى وينظم علاقته مع أحدث فرع له في بلاد الشام. بن صالح يؤكد هذه النقطة: “الإشارة إلى أن قيادة التنظيم (القاعدة) لم تكن متحمسة لإعلان علاقتها مع الفصائل الأخرى كان من أجل تجنب المواجهة مع الأعداء و… حرمانهم من الأعذار”.
وينبغي أن يُنظَر إلى تغيير تسمية “جبهة النصرة” إلى تنظيم “جبهة فتح الشام” في ضوء ذلك. لا يتوقع تنظيم “القاعدة” من الإدارة الأميركية إزالة “جبهة فتح الشام” من قائمة الإرهاب، أو وقف قصف أعضائها. بدلاً من ذلك، فإن المقصود من إطلاق العلامة التجارية الجديدة هو للقضاء على “عذر” أميركا بقصف المجموعة من طريق إزالة إرتباطها الرسمي بتنظيم “القاعدة”. وتهدف هذه الرسالة في المقام الأول السوريين، وبشكل ثانوي الشرق الأوسط الكبير. وفقاً لبن صالح، إن إنفصال “جبهة النصرة” سيعزز التوحيد والتعاون بين المسلحين في سوريا، كما أن مجموعات أخرى سوف لن يعود لديها العذر بأنها بتعاملها مع التنظيم بإسمه الجديد تدعم أعمال تنظيم “القاعدة”.
من ناحية أخرى، توفّر مقالة بن صالح رؤى أخرى حول تفكير تنظيم “القاعدة” أيضاً. ويكشف بأن خطوة الجولاني قد صُمِّمَت من قبل كبار قادة تنظيم “القاعدة”، كاتباً بأن “القيادة في المجموعة قد مهّدت الطريق قبل أن يُعلِن تنظيم “جبهة النصرة” الإنفصال”. ويشير أيضاً إلى رسالة “جبهة النصرة” التي أفرجت عنها من نائب الظواهري، وهو جهادي مخضرم يعرف بإسم أبو الخير المصري، قبل ساعات فقط من الإعلان عن الإنفصال. لقد أعطى المصري مباركته ل”جبهة النصرة للمضي قُدُماً في ما يحمي مصالح الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام”.
ولعل الأهم من ذلك، يؤكد بن صالح أن أهداف “جبهة فتح الشام” لا تختلف عن أهداف “جبهة النصرة”، والتي كانت هي أيضاً لا تختلف عن أهداف تنظيم “القاعدة. وكما قال الجولاني نفسه في مؤتمر صحافي عقده في العام الفائت: “نحن، إذا كنا مع تنظيم القاعدة أم لا، لن تتخلّى عن مبادئنا ومواقفنا. وسوف نواصل القول بأننا نريد إقامة الشريعة و… نستمر في الجهاد”.

غض الطرف

ومن الأهمية بمكان بالنسبة إلى الحكومات الغربية والعربية المعتدلة، وخصوصاً الولايات المتحدة، فضح إستراتيجية تنظيم “القاعدة”. وهذا، مع ذلك، من غير المرجح أن يحدث – فالولايات المتحدة، لسنوات، كانت بطيئة للغاية في إدراك نوايا تنظيم “القاعدة”، ناهيك عن الرد عليه. في الماضي، إهتمت الإداراة الأميركية بمناورات تنظيم “القاعدة” لأنها كانت تعتقد بأن التنظيم على وشك “هزيمة إستراتيجية”. اليوم، لقد أدّى الإعتقاد بأن تنظيم “القاعدة” لا يهدد الغرب إلى عدم إهتمام أكثر عمومية.
ومع ذلك، فإن الخطر يزداد. بالإضافة إلى القوة الإضافية التي يمكن أن يكسبها تنظيم “القاعدة”على غيره من الجماعات المتشددة في سوريا، فإن تنظيم “جبهة فتح الشام” قد صار في وضع يستطيع الحصول على مزيد من الدعم الخارجي. قبل إعادة تسمية نفسه، فقد تلقى تنظيم “جبهة النصرة” دعماً من قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا، على الرغم من إنتمائه المُعلَن إلى تنظيم “القاعدة”. (من بين أمور أخرى، هذه الدول السنية كلها حريصة على إطاحة بشار الأسد، الحليف القوي لمنافستها الشيعية إيران). والآن بعدما رفع عنه عبء الإرتباط بتنظيم “القاعدة” ولو صورياً عبر تغيير إسمه إلى تنظيم “جبهة فتح الشام”، فإن هذه الدول قد تبدأ زيادة دعمها للمجموعة مع إعتراض لا يُذكر من الحكومات الغربية.
الأهم من ذلك، ينبغي أن يُفهم تغيير إسم “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” في ضوء تاريخ تنظيم “القاعدة” القائم على محاولة طمس دوره في سوريا. يحاول كبار قادة تنظيم “القاعدة” الآن العودة إلى إستراتيجية سوريا الأصلية. إذا كان الغرب وحلفاؤه لا يعارضونه ويقاومونه بنشاط، فإنه قد يحقق هذه الإستراتيجة تحت أنظارهم، إن لم يكن بمساعدتهم، عبر “جبهة فتح الشام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى