وداعاً إيلي صليبي

_MG_5643

فَقَد الإعلام اللبناني قامة كبيرة من الرعيل المؤسس للعصر الذهبي للمهنة.
صباح الأحد الفائت (10/11/2016)، لفظ الإعلامي والأديب إيلي صليبي أنفاسه الاخيرة إثر نوبة قلبية مفاجئة، لم يصمد أمامها سوى دقائق…
الزميل والإعلامي الكبير المولود في سوق الغرب في العام 1941 بدأ حياته الصحافية في جريدة “الصفا” اللبنانية قبل أن ينتقل إلى العمل التلفزيوني ليكون من مؤسسي تلفزيون لبنان وأستاذ معظم مذيعيه. وقد إنكفأ الأديب في فترة تقاعده، وراح يكتب ويكتب ويجود، حيث كان يكتب مقالاً شهرياً في مجلة “أسواق العرب”، ووضع كتباً عدة وخط على مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً الفايسبوك آلاف العبارات العبر.
عمل في الإعلام المرئي والمسموع منذ “شركة التلفزبون اللبنانية”، ثم بعد تحوّلها إلى “تلفزيون لبنان” في تلة الخياط في بيروت و”تلفزيون لبنان والمشرق” في الحازمية في عزّ حرب 1975 وما تلاها. ورافق المحطة الثانية مذيعاً للأخبار خلال أحلك أيامها، وكان من أوائل الذين تألّقوا مع رفاق له مثل جان خوري المذيع الأول والمسؤول عن الأخبار العربية منذ تأسيس التلفزيون في 1958 1959، ثم عادل مالك وجمال عباس وعرفان ملص. ثم كان مذيعاً ومقدماً ومنتجاً لمئات البرامج ذات الطابع الإخباري خصوصاً. ومن ثم إنضم إلى جوزف الهاشم وإبراهيم الخوري ليطلقوا معاً إذاعة “صوت لبنان” والتي كان فيها صليبي المدير التجاري حيث تمكن من إنهاض الإذاعة فأصبحت تضم 105 موظفين فبل تسليمها إلى حزب الكتائب.
وبعيد الحرب في لبنان إنتقل إلى تلفزيون “المؤسسة اللبنانية للإرسال” (أل بي سي) مديراً عاماً للأخبار والبرامج السياسية ومستشاراً إعلامياً. كذلك عمل في “تلفزيون اوربيت” معداً ومقدماً ومنتجاً.
ومما لا يعرفه كثيرون أن صليبي كان مُقدّماً لبرنامج “برلمان الشعب” الذي كان يُبَث من “بيت المستقبل” في النقاش الذي كان تابعاً لإقليم المتن الشمالي الكتائبي برئاسة (الرئيس) أمين الجميّل، وهذا التقديم من “بيت المستقبل” جاء نتيجة مساعٍ إلى تقارب حصل بين الشيخ أمين الجميّل وشقيقه قائد القوى النظامية في الكتائب الشيخ بشير الجميّل، وشارك فيها مسؤولون كتائبيون وسياسيون وديبلوماسيون و”عسكر”، وأثمرت إعلان بشير الجميّل الساعة الخامسة بعد ظهر السبت 24 تموز (يوليو) 1982 ترشحه لرئاسة الجمهورية من “بيت أمين” وكان مقدم البرنامج إيلي صليبي: “نعم أنا مرشح لرئاسة الجمهورية”.
وتجدر الإشارة إلى أن إيلي صليبي بدأ عمله في تلفزيون لبنان ممثلاً مع فرقة تمثيلية من الشبان والشابات من بينهم جاندارك أبو زيد فياض التي أصبحت لاحقاً إحدى المذيعات البارزات مع نهى الخطيب سعادة، ولاحقاً مع عدد من الإعلاميات الناجحات مثل سعاد قاروط العشي وغابي لطيف.
وإلى عمله كمذيع ومعدّ برامج ومعد نشرات أخبار، كتب إيلي صليبي الكثير وجمع بعض كتاباته في “موقف لحظة” و”مزامير ملاح في الزمن ” و”عودة النبي” وكتاب “آدم” ونيو سادوم” و”ماريكا المجدلية”.
وعندما تغيّر “شكل الإعلام” و”رسالته” الجميلة قرر إيلي صليبي ان يذيع يومياً عبر موقعه الإلكتروني الخاص ووسائل التواصل الإجتماعي وشهرياً عبر مجلة “أسواق العرب”، فنشط مطلقاً مئات الخواطر والأفكار مسجلاً مواقفه الثورية الناقدة الصارخة للتلفزيون والإذاعات قائلاً كلمته ناصحاً وواعظاً وعاتباً من دون خوف أو وَجَل.
وداعاً إيلي صليبي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى