“إسكوا” تحض لبنان على تعزيز الأمن الغذائي

يحتاج لبنان إلى إستراتيجية وطنية متكاملة للأمن الغذائي والتغذية لتحسينه في كل مجتمعاته، وهو يستورد 80 في المئة من حاجاته الغذائية، “ما يعرضه لصدمات الأسعار بل ويساهم في ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي”، وفق تقرير أصدرته “إسكوا” التي أكدت ضرورة “الإسراع في صوغ هذه الإستراتيجية”.
وأعدّت “إسكوا” بتكليف من برنامج الأغذية العالمي مراجعة استراتيجية لملف الأمن الغذائي في لبنان، وخرجت بتوصيات لدعم لبنان في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة، وتعزيز الزراعة المستدامة”. ولفت رئيس شعبة التكامل والتنمية الاقتصادية في “إسكوا” محمد مختار الحسن، إلى أن التقرير “يوصي بضرورة تضافر الجهود لتحقيق هذا الهدف”، موضحاً أن الأمم المتحدة “يمكنها من خلال إنتاج قاعدة المعرفة المطلوبة للعمل، تسهيل الإجراءات الواجب اتخاذها على المستويين السياسي والشعبي، لحماية لبنان من تدهور أمنه الغذائي والتغذية”.
وأمل المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان دومينيك هاينريش، بأن”«تساعد نتائج التقرير جميع الأطراف في معالجة القضايا المهمة المؤثرة في الأمن الغذائي في لبنان، خصوصاً في ظروف انعدامه على نطاق واسع في أوساط اللاجئين وتزايده في المجتمعات اللبنانية المضيفة”.
وعلى رغم اعتماد لبنان في شكل كبير على استيراد الأغذية، “لا يزال ينتج كمية كافية معقولة من الأطعمة المغذية”. لكن قطاعه الزراعي “لم يصل بعد إلى إمكاناته الكاملة، وذلك جزئياً بسبب غياب تخطيط استخدام الأراضي وعدم تطور سلسلة القيمة، وكلاهما يزيد تعرض البلد لصدمات أسعار الغذاء”.
ولاحظ التقرير أن اللبنانيين واللاجئين “يواجهون تحديات انعدام الأمن الغذائي، إذ أبدى 49 في المئة من اللبنانيين قلقهم من قدرتهم على الحصول على ما يكفي من الغذاء، فيما أعلن 31 في المئة منهم عجزهم عن تناول طعام صحي ومغذ على مدار سنة”. وإعتبر أن زيادة أسعار المواد الغذائية وتغير الأنماط الغذائية “تفرض تحديات جديدة، كنقص المغذيات الدقيقة وزيادة مستويات السمنة”.
وأوصى تقرير “إسكوا” بـ”بناء شراكة إستراتيجية بين الأطراف المعنيين المحليين والدوليين لمعالجة قضايا الأمن الغذائي والتغذية، واتخاذ تدابير كوضع استراتيجية وطنية للأمن الغذائي والتغذية، وتحديد أولويات للاستثمار الزراعي والتنمية الريفية، وتصميم شبكات ضمان اجتماعي وتوسيعها للحد من تضرر الفئات الضعيفة”. وحضّ على ضرورة “نشر الوعي وتعزيز أنماط الغذاء والحياة الصحية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى