الخلاف السعودي – الإيراني يعرقل إستراتيجية “أوبيك”

أفادت مصادر في العاصمة النمسوية أن منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبيك” لم تتفق بعد على إستراتيجية طويلة المدى، وقت تعارض السعودية إقتراحاً من خصمها اللدود إيران لتعزيز سيطرة المنظمة على سوق النفط، الأمر الذي يشير إلى إشتداد الخلاف على النهج الذي تتبعه “أوبيك” في المستقبل. وإجتمع مجلس محافظي المنظمة أخيراً في فيينا للبحث في المسودة الجديدة لإستراتيجيتها الطويلة الأمد. وقال مصدران في “أوبيك” أنه بينما أحرز الأعضاء تقدّماً في بعض القضايا، لم توافق السعودية، أكبر منتج في “أوبيك”، على إقتراح طهران وضع “الإدارة الفعّالة للإنتاج” ضمن التحديات التي تواجه المنظمة. وأكد مصدر طلب عدم ذكر إسمه أن “إيران والسعودية لم تتفقا”.
وكانت إيران إقترحت تعديل أول التحديات العشرة التي وضعتها “أوبيك” لنفسها، وهي “الحفاظ على إستقرار سوق النفط”، لتشير عوض ذلك إلى إدارة الإمدادات، وفقاً لمسودة سابقة لإستراتيجية الأمد الطويل. وليس محسوماً بعد ما إذا كانت “أوبيك” ستضع دورها التقليدي المتمثّل في كبح الإمدادات لتعزيز الأسعار، وهو دور تفضله إيران وأعضاء آخرون مثل الجزائر، في مقدم جدول أعمالها وتراجع المنظمة عن محاولة إدارة السوق، في ضوء تزايد إمدادات المعروض من خارج المنظمة، وهي رؤية تتماشى مع طريقة تفكير السعودية التي قادت التحول في استراتيجية “أويبك” في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 حين أحجمت المنظمة عن خفض الإنتاج.
ولا يزال هذا التحول في السياسة يثير إنقساماً في المنظمة، إذ يختلف الأعضاء على الحاجة إلى دعم سعر عادل للنفط وتعزيز العائدات.
وتضمنت مسودة إستراتيجية الأمد الطويل التي إطلعت عليها “رويترز” في تشرين الثاني (نوفمبر) الفئت تعقيبات من إيران والجزائر على إجراءات لدعم الأسعار، مثل وضع هدف أو حد أدنى للأسعار وعودة “أوبيك” الى نظام الحصص. وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يجتمع مسؤولو “أوبيك” مجدداً هذه السنة، في مسعى للتوصل إلى اتفاق على استراتيجية الأمد الطويل. ووصف مصدران من المنظمة نقاط الخلاف بأنها ضئيلة نسبياً. ولا يزال إحتمال عودة المنظمة إلى إدارة الإنتاج ضعيفاً. ففي الشهر الماضي فشل المنتجون الكبار في “أوبيك” وخارجها في الاتفاق على تثبيت الإنتاج بعدما طالبت السعودية بمشاركة إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى