ماذا يعني الرئيس ترامب للقطاع المصرفي الأميركي؟

واشنطن – محمد زين الدين

ماذا يمكن للرئيس دونالد ترامب القيام به لشارع المال الأميركي “وول ستريت” والبنوك؟ في أسوأ سيناريو، فإن الولايات المتحدة سوف تصبح أكثر إنعزالية وان الوعد بمعدلات نمو 6٪ إلى 7٪ من المؤكد سوف تفشل بلاد العم سام في تحقيقها. وهذا من شأنه أن يكون سيئاً للجميع، بما في ذلك المصارف.
من ناحية أخرى قد يكون بعض المصرفيين في منتهى السعادة، مع ذلك، لأن ترامب قد تحدث عن مخاوفه بشأن قانون “دود – فرانك” الذي صدر على أثر الأزمة المالية الأخيرة في 2008. ولكن في حين أن مبادرة إصلاح قانون “دود-فرانك” قد تبدو جذابة بشكل سطحي، فإنها في الواقع قد خلقت إضطراباً هائلاً وعدم اليقين.
وقال ترامب لصحيفة “ذي هيل” في العام الماضي: “في ظل قانون “دود-فرانك”، فإن المنظمين هم الذين يديرون البنوك. المصرفيون يرتعبون من المنظمين. والمشكلة هي في أن البنوك لا تقرض المال للناس الذين سيخلقون فرص العمل”.
إن الخطر بالنسبة إلى البنوك هو أنه فيما تبدأ سياسات ترامب بالفشل، فإن المصارف يمكن أن تصبح كبش فداء. إن مهاجمة البنوك هي عملية رابحة سهلة بالنسبة إلى الساسة من جميع الأطراف، وقد أظهر ترامب مهارته في تشغيل النقاد و تكثير الإعتداء على معارضيه. إن إلقاء اللوم على البنوك لفشل الإقتصاد هو نهج قديم قدم الرأسمالية ومغرياً جداً لرفضه.
إن إحتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض يجعل الأسواق قلقة بقدر كبير لأنها تكره عدم اليقين أكثر من أي شيء آخر. من جهتهم يكافح المستثمرون لفهم ما يمكن أن تحمله رئاسة ترامب من حيث السياسات والشظايا القليلة التي يمكنهم ملاحظتها تبدو سلبية.
وقد وُصِف ترامب كأحدث وجه في سلسلة بلوتو-شعبوية للجمهوريين التي تربط فئة ثرية مع شعبوية يمينية، حسبما وصفها الصحافي في “الفايننشال تايمز”مارتن وولف.
كما هو الحال مع غيرها من الاقتصادات المتقدمة، فإن الولايات المتحدة تواجه صراعاً لكي تظل قادرة على المنافسة في عالم تسوده العولمة والتكنولوجيا الذكية. إن الوظائف الأميركية تختفي بالفعل في الخارج والفوارق في الأجور وعدم المساواة آخذة في الإرتفاع.
ولكن هل يمكن ل”ترامب –إيكونوميكس” – إذا إكتشف هذا الفرع الإقتصادي في العلم الكئيب – حل هذه المشاكل؟ الجواب مدوياً طبعاً “لا”. إن البدء بحرب تجارية مع الصين وقطع العمالة المكسيكية الرخيصة لن يؤديا إلّا إلى وضع الإقتصاد الأميركي على مسار تنازلي هبوطي.
الطريق الوحيد للولايات المتحدة لكي تصعد في كل المجالات هو الإستثمار في التعليم والمهارات. ومع ذلك، فقد تعهد ترامب بالتخلص من وزارة التربية وجعل التعليم محلي.
إذا، كما هو متوقع، كانت الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة هي منافسة بين ترامب وهيلاري كلينتون، فإن الشيء الذكي الذي ينبغي أن تفعله البنوك هو القيام بإسقاط ولائها المعتاد للجمهوريين ودعم الديموقراطيين.
لقد وعدت كلينتون بمزيد من التنظيم للخدمات المصرفية والأسواق، ولكن بعد ست أو سبع سنوات طويلة من التنظيم، فهذا هو عمل عادي روتيني كالمعتاد. على الأقل فسوف يكون لديها سياسة إقتصادية موثوقة وستبقي الولايات المتحدة مفتوحة للأعمال التجارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى