المملكة الخائفة

العائلة المالكة السعودية قلقة وخائفة من كل شيء، من تمدد الحروب الأهلية في الشرق الأوسط، من صعود إيران، إلى إنخفاض أسعار النفط… وواشنطن تنصحها بالتهدئة فقط الأمر الذي يجعلها أكثر غضباً. مدير مركز “سبان” لشؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينز الأميركي كينيث م. بولاك يشرح الأمر بتوسع في التحليل التالي:

إحتجاجات البحرين: إتهام سعودي بأن إيران خلفها
إحتجاجات البحرين: إتهام سعودي بأن إيران خلفها

واشنطن – كينيث م. بولاك*

المفاجأة الحقيقية للخلاف السعودي-الإيراني حول إعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر هي أنها أخذت الكثيرين على حين غرّة في المقام الأول. إن أي شخص يتابع شؤون المملكة العربية السعودية كان يعلم منذ فترة أن شيئاً من هذا القبيل آتٍ. للأسف، لم يكن هناك عدد كافٍ من الناس الذي أبدى إهتماماً إلّا بعد فوات الأوان.
من المستحيل فهم الوضع الحالي من دون الخوض في الشؤون السياسية والسياسة الخارجية في السعودية. ولكن من المهم أيضاً أن نكون صادقين حول حدود معرفتنا. إلى حد كبير مثل جمهورية إيران الإسلامية، فإنه من الصعب جداً على أي شخص خارج أعلى مستويات الدولة السعودية فهم وإدراك حقيقة مخاوفها وإستراتيجياتها. وكما حذّر صديقي الخبير “غريغ غوز” بإنتظام، بالنسبة إلى السياسة السعودية، “أولئك الذين يعرفون لا يتكلّمون، والذين يتكلّمون لا يعرفون”. إنه تحذيرٌ مهم.
حتى مع هذا التحذير كدليل، ماذا يمكن أن نقول عن التحوّلات الجذرية في السياسة السعودية.
أوّلاً، أعتقد أنه من الواضح أن السياسة السعودية لابدّ من أن تُفهَم على أنها تشابكٌ من المصالح الداخلية والخارجية السعودية، والآن تلك المصالح وبغالبية ساحقة يسكنها الخوف. إن التهديدات الخارجية كما تراها واشنطن هي أسهل لإعترافها بها من التهديدات الداخلية. ولكن ما يغيب عن بالنا غالباً هو كيف ينظر السعوديون إلى القضايا الخارجية التي تؤثّر في ظروفهم وأوضاعهم الداخلية وتولّد تهديدات محلية أكثر إثارة للخوف من التهديد الخارجي نفسه.
على الصعيد الأوسع، عندما ينظر السعوديون في الرياض إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حولهم، فهم يرون منطقة تخرج عن نطاق السيطرة. منذ العام 2011، فقد شهدوا إرتفاعاً كبيراً في عدم الإستقرار العام في جميع أنحاء المنطقة، حيث بدا “الشعب” أنه على إستعداد متزايد للإحتجاج أو حتى لإسقاط حكامه. إن الرضا و”الجمود” الشعبيين اللذين طبعا الشعوب العربية على مدى عقود قد ذهبا. وهذا الأمر يقلق بشكل واضح العائلة المالكة في المملكة، التي كانت تفضّل دائماً جماهير سهلة الإنقياد.
إن الحروب الأهلية تستعر في سوريا والعراق واليمن وليبيا، حيث تصدّر اللاجئين والإرهابيين والمسلّحين والأفكار المتطرفة القوية إلى جيرانها. بالفعل، لقد خلق تمدّد هذه الحروب الأهلية حروباً أهلية وليدة في مصر وتركيا. وهي تُضعِف إستقرار لبنان، والأردن، والجزائر، وتونس، وحتى الكويت. كما أنها خلقت فرصاً جديدة واسعة لإيران لزعزعة الإستقرار وإعادة ترتيب المنطقة لتناسب مصالحها الخاصة.
والواقع أن الحروب الأهلية والتمدّد الناتج منها قد أنتجت بدورها أيضاً التعبئة العامة لدى الشيعة في منطقة الشرق الأوسط، بتحريض وقيادة إيران. وهذا يشمل الشيعة في المملكة العربية السعودية. ويشير مسؤولون في تصاريح خاصة وتقارير صحافية أن مئات من أفراد جهاز الأمن السعودي قد قُتلوا أو أصيبوا في عمليات في المنطقة الشرقية، موطن الغالبية العظمى من الشيعة في المملكة. ويميل الأميركيون إلى عدم الإلتفات إلى هذه العمليات لأنهم يرونها كدليل على أن السعوديين قابضون على زمام الأمور بشكل جيد؛ ولكن النظر بطريقة أخرى إلى ذلك يفيد بأن السعوديين يخوضون معارك ضارية مع عناصر في مدن المنطقة الشرقية. وبعبارة أخرى، يبدو أن هناك درجة عالية جداً من التعبئة والمواجهة العنيفة بين الشيعة السعوديين أكثر مما كان يظن ويُدرك معظم المراقبين.
ثم هناك مخاوف سعودية بشأن سوق النفط. يبدو أن الجميع يعتقدون أن السعوديين عمداً لا يخفّضون الإنتاج بهدف القضاء على منتجي النفط الصخري في أميركا الشمالية. ولكن هذا ليس تماماً ما يقوله السعوديون، سواء في السر أو العلن. بدلاً من ذلك، فهم يقولون بأنهم لم يعودوا قادرين على السيطرة على سوق النفط لأن هناك عدداً كبيراً جداً من مصادر أخرى وجميع دول “أوبك” تمارس الغش بشكل مجنون كلما حاولت الرياض التنسيق لخفض الإنتاج. وقد حدث ذلك مراراً وتكراراً على مدى 20-30 عاماً الماضية. إن السعوديين حاولوا سابقاً خفض الانتاج لمنع أسعار النفط من الإنخفاض، وكانت باقي الدول في “أوبك” تستفيد من الفرصة للضخّ بقدر ما تستطيع، على عكس ما وعدت به ووافقت عليه. والنتيجة كانت أنه لم يحدث أي تقليص للعرض الكلي والسعوديون فقدوا من حصتهم في السوق. هذه المرة، فقد صرحوا بأنهم لا يستطيعون السيطرة واقعياً على إمدادات نفط “أوبك”، ولذا لن يحاولوا أن يفعلوا شيئاً في هذا المجال. بدلاً من ذلك، فهم ذاهبون إلى القتال من أجل حصة في السوق. ولكن القيام بذلك يعني الحاجة إلى الفوز بأي سباق نحو القاع بالنسبة إلى الأسعار، ونتيجة لذلك فإن عائداتهم النفطية تتجه إلى الهبوط.
لذلك هذا هو عنصر آخر من الخوف بالنسبة إليهم: إنهم لم يَعُودوا قادرين على السيطرة على سوق النفط كما كانوا في السابق، ومن الواضح أن إنخفاض سعر النفط يقتلهم. فقد أصبح الوضع سيئاً للغاية إلى درجة أنهم يتحدّثون الآن عن التقشف الإقتصادي الحقيقي، بما في ذلك إلغاء الدعم عن البنزين وأنواع الوقود الأخرى التي يراها السعودي العادي الآن جزءاً من حقوقه كمواطن. إن إلغاء الإعانات وغيرها من تدابير التقشف هي دائماً خطوة لا تحظى بشعبية كبيرة، ويمكن أن تسبب إضطرابات شعبية على نطاق واسع بسهولة – يحتاج المرء هنا إلى أن يتذكر الأحداث في اليونان في العام الماضي فقط. إن حقيقة أن الحكومة السعودية الآن تشعر بأنها مُجبَرة ومضطرّة على إتخاذ هذا الطريق، تتحدث عن مدى يأس وضعها المالي – ونظراً إلى أن الخطوة قد تستحضر تهديد التعبئة الشعبية التي تجعل الوضع غير مستقر، فلا يمكن إلّا أن يجعل ذلك السعوديين اكثر تخوفاً وقلقاً.
في الوقت عينه، إن الحروب الأهلية في المنطقة تولّد خوفاً كبيراً لدى السعوديين لدرجة أنهم قد تدخّلوا فيها بطرق غير مسبوقة. لقد دفعوا عشرات، إن لم يكن مئات، المليارات من الدولارات في سوريا واليمن، وإلى حد أقل في العراق وليبيا. ويضخّون عشرات المليارات الإضافية إلى مصر، والأردن، والمغرب، والجزائر، والبحرين لدعم حكوماتها، ومنع إنهيار الدولة تحت وطأة إمتداد الحروب الأهلية المجاورة، وبالتالي منع الحروب الأهلية على حدودهم. ولكن هذه الزيادة في تكاليف السياسة الخارجية إلى جانب إنخفاض عائدات النفط أجبرت السعوديين على الإستفادة من صندوق الثروة السيادي بمعدل 12 ملياراً إلى 14 مليار دولار شهرياً – وتيرة من شأنها أن تُنهي تلك الإحتياطات في أقل من ثلاث سنوات، ولكنها من المحتمل أن تسبب مشاكل سياسية داخلية حادة (بما في ذلك الشقاق داخل العائلة المالكة) قبل ذلك بفترة طويلة.
وهنا تجلس إيران، عند تقاطع كل هذه المشاكل، من وجهة نظر السعوديين. تعتقد الرياض أن الإيرانيين هم المسؤولون عن الحروب الأهلية في سوريا واليمن، و(بدرجة أقل) في العراق، من خلال تعبئة الشيعة لزعزعة إستقرار المملكة وحلفائها من العرب السنّة. (وتلقي أيضاً باللوم على الولايات المتحدة في الحرب الأهلية العراقية، على نحو ملائم، أودّ أن أضيف). وهي ترى الإيرانيين كتهديد بضخّهم نفط جديد الى الأسواق لمحاربة السعوديين للحصول على حصة في السوق بغض النظر عن المدى الذي قد يصل إليه إنخفاض السعر؛ المسؤولون الإيرانيون قالوا علناً أن جميع الأموال التي سوف يتم الإفراج عنها أخيراً بعد رفع العقوبات النووية سيتم إستخدامها لتمكينهم من أخذ حصتهم في السوق من الرياض. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإيرانيين يشنّون الحروب بالوكالة ضد السعوديين في العراق وسوريا واليمن ومساعدة عناصر تخريبية في البحرين، والكويت، والمملكة نفسها. لذا، وكما يرى السعوديون الأمر، فإن طهران تساهم في تفاقم مشاكل الرياض المالية بخفض الإيرادات السعودية ورفع النفقات، وكلاهما يهدّد الإستقرار الداخلي في المملكة.
وعلى الرغم من أن الأميركيين قد يعتقدون بأن الرياض تبالغ على حد سواء بالنسبة إلى القدرات والنوايا الإيرانية، فإن السعوديين لديهم عدد من النقاط الجيدة عندما يتعلق الأمر بإيران. إن الإيرانيين يسعون إلى قلب النظام الإقليمي، وقد حاولوا مراراً وتكراراً الإطاحة بحكومات عربية (بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وإن كانت منذ عقود عدة مضت). يميل الإيرانيون إلى دعم السكان الشيعة، سواء كانوا في السلطة أو خارجها، غالبية أو أقلية. وهم في كثير من الأحيان يحرّضونهم على العنف ويوفّرون لهم المال الكافي للقيام بالمهمة. ونتيجة لذلك، أصبح الإيرانيون متورّطين بعمق في الحروب الأهلية في المنطقة. وأزعم أن مشاركتهم في كل من العراق وسوريا هي دفاعية في المقام الأول (يسعون إلى الحفاظ على السيطرة على الدولة من خلال حلفائهم)، ولكن في اليمن كانت بلا شك هجومية. ليس هناك تفسير آخر لتورّط إيران في اليمن غير إزعاج، وإضعاف، أو حتى تقويض السعوديين – كرافعة إستراتيجية أو محاولة حقيقية لتغيير النظام. والإيرانيون لا يجعلون الأمور أفضل حالاً برفضهم لخوف ومصالح العرب بغطرسة ووضع أنفسهم على مستوى أعلى من جيرانهم في منطقة الخليج العربي.
وأخيراً، يشعر السعوديون بالاحباط والتخلي من جانب الولايات المتحدة. كثيرون من السعوديين والعرب من دول الخليج الأخرى يعتبرون الرئيس باراك أوباما جاهلاً بعمق، إن لم يكن أحمق جداً، بالنسبة إلى العالم والشرق الأوسط. ويُظهرون إزدراء له وينتقدون سياساته. من وجهة نظرهم، إن الولايات المتحدة أدارت ظهرها لحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط. تقوم واشنطن بأقل ما في وسعها في العراق، وفعلياً لا شيء في ليبيا وسوريا، وكانت النتيجة أن أياً من تلك الصراعات لم يتحسّن. إذا كان أي شيء، فإنها تتحول في الواقع إلى الأسوأ. وعلاوة على ذلك، يبدو أن المملكة العربية السعودية تختلف حول ما إذا كان أوباما يستخدم الصفقة النووية الجديدة مع طهران عمداً في محاولة لتحويل الولايات المتحدة من الجانب السعودي الى الجانب الإيراني في الصراع الإقليمي الكبير أو اذا كان يسمح لذلك أن يحدث عن غير قصد. الموقف السعودي الأكثر شعبية لدى المسؤولين هو الأول، لأن ذلك يوحي بأن أوباما على الأقل يفهم ما يقوم به، حتى إذا كانوا يعتقدون أنه خطأ وخيانة. الرأي الأخير، للسعوديين، يراه بإعتباره أبله ظاهرياً يدمّر الشرق الأوسط من دون أي فهم أو إدراك.
إن عمق الغضب والإزدراء السعوديين للقيادة الأميركية الحالية مهم أن نفهمه لأنه عنصر حاسم آخر لنظرة السعوديين العالمية وسياساتهم. مع توجه الشرق الأوسط إلى التمزق إلى دويلات (حسب النظرة السعودية)، فإن الولايات المتحدة – المهيمنة الإقليمية التقليدية – لا تفعل شيئا لوقفه وحتى أنها تشجّع إيران على توسيع الشقوق. ولأن واشنطن لا تستطيع أو لا تريد أن تفعل أي شيء، فإن أحداً آخر يجب أن يقوم بالدور، وهذا “الأحد” لا يمكن إلّا أن يكون المملكة العربية السعودية. إن الزيادة الكبيرة في إستعداد الرياض للتدخل في الخارج، مع سلطتيها المالية والعسكرية، كان دافعها شعورها بأن المطلوب هو عمل درامي لمنع المنطقة من أن تذوب وتتشقق تماماً وأخذ المملكة معها.
وهذا هو السبب في أن السعوديين قد بالغوا في رد الفعل على الدوام للأحداث في عيون واشنطن. ينظر الأميركيون إلى البحرين ويرون أغلبية شيعية مضطهدة تبحث عن قدر من المشاركة السياسية والإستفادة الإقتصادية من نظام الأقلية السنية. أما السعوديون فيرون إنتفاضة جماهيرية مدعومة من إيران التي يمكن أن تنتشر إلى المملكة إذا كانت لتنجح – وهذا هو السبب أن الإيرانيين يساعدونها لكي تفعل ذلك. ينظر الأميركيون إلى الحرب الأهلية اليمنية ويرون مستنقعاً فقط مع دور إيراني بسيط وإحتمال ضئيل لزعزعة إستقرار المملكة العربية السعودية. أما السعوديون فيرون محاولة إيرانية لتقويض المملكة خلسة. يرى الأميركيون رجل دين شيعي سعودي شعبي سيصبح شهيداً إذا نُفّذ في حقه حكم الإعدام. أما السعوديون فيرونه جمرة ثورة مدعومة من إيران في المناطق المنتجة للنفط في بلادهم. في محادثات السلام السورية، يرى الأميركيون حاجة لجلب الإيرانيين إلى الطاولة بسبب دعمهم الحاسم لنظام بشار الأسد. أما السعوديون فيرون أن الولايات المتحدة تريد إضفاء الشرعية على حد سواء، على النفوذ الشيعي /الفارسي/ الإيراني في دولة عربية ذات غالبية سنية، وعلى النظام العلوي الأقلي القاتل. والقائمة تطول.
ولم تقم أميركا، القوة التي تعتمد عليها الرياض لمساعدتها على حل مشاكلها، في أيٍّ من هذه الحالات، بالشيء الكثير. فأين أميركا، إنها فقط في كثير من الأحيان نتعاطف مع إيران أو حتى معارضتها.
وعلى الرغم من أن كثيرين قد إفترضوا دائماً أن السعوديين ينظرون إلى الركب مجاناً في عربة من هو أقوى قوة في المنطقة، فإن التاريخ يفيدنا بالعكس تماماً. بدلاً من ذلك، فإن السعوديين قد خاضوا تقليدياً معارك ضد أي قوة عظمى لم تعجبهم – من الإتحاد السوفياتي إلى عراق صدام حسين – وإيران هي الآن من الواضح في رأس تلك القائمة.
لذا، فإن السعوديين يخشون من المدّ المتصاعد من التعبئة الشعبية والتعبئة الشيعية؛ إنهم خائفون من فقدانهم السيطرة على سوق النفط وما يتم إجبارهم على القيام به على الصعيد المحلي؛ إنهم خائفون من إمتداد الحروب الأهلية في المنطقة، والتكاليف التي يضطرون إلى تحمّلها في محاولة منع الإمتداد من التأثير عليهم؛ ويخافون من أن تتخلى أميركا عنهم لمصلحة إيران. عالم السعوديين، بعبارة أخرى، عالم خائف جداً. وطريقة عملهم اليوم هي نفسها كما كانت دائماً: إنتقاد ومحاولة صد التهديدات التي يرونها وإستعادة السيطرة على ظروفهم وأوضاعهم. من هنا كان تدخّلهم المذهل في اليمن، وتصعيدهم المستمر في سوريا، والآن أحدث تصعيد مع إيران.
ولهذا السبب أيضاً لماذا لن يكون للدعوات المستمرة الأميركية للسعوديين بالتهدئة أي تأثير سوى إثارة حفيظتهم أكثر. إلّا إذا كانت واشنطن تريد أن تأخذ بعضاً من هذه الأعباء عن السعوديين (خيارهم الأول، كما هو الحال دائماً)، عندها سوف لن يكون للأميركيين شيء يريده السعوديون. فقد يُضاف إلى الطين بلّة عندما ترفض واشنطن الإعتراف بالتهديدات التي يرونها، ولا تفعل شيئاً لمساعدتهم في تلك التهديدات، ومن ثم تحاول منعهم من القيام بما يعتقدون أنهم بحاجة إلى القيام به لمواجهة تلك التهديدات نفسها.
ولهذا السبب أيضاً لماذا ينبغي لنا أن نتوقع أن نرى أزمات أخرى مثل هذه في المستقبل. إن السعوديين سيستمرون في أخذ كل الإجراءات التي يرونها ضرورية لردع أو هزيمة ما يرونه جهوداً إيرانية لتقويض قوتهم الخارجية وإستقرارهم الداخلي. في منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة في مطلع القرن ال21، إن العدوانية سوف تكون لها آثار لا يمكن التنبؤ بها أبداً. ولكن ما يبدو فوضى من وجهة نظر واشنطن سيتواصل لأنه يبدو منطقياً تماماً من وجهة نظر المملكة العربية السعودية.

• كينيث م. بولاك هو مدير مركز “سابان” لسياسة الشرق الأوسط في معهد “بروكينغز” الأميركي.
• كُتِب المقال بالإنكليزية وعَرّبه قسم الدراسات والأبحاث في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى