هجمات إرهابية بعيدة من الإسلام

كابي طبراني

أكّدت سلسلة قاتلة ومثيرة من الأحداث خلال الأيام الماضية الخطر الجسيم الذي ما زال يشكّله الإرهاب على السلام والإستقرار في العالم. في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت سقطت طائرة روسية مدنية، بسبب إنفجار قنبلة وُضعت على متنها، بعد إقلاعها من مدينة شرم الشيخ المصرية في واحد من أسوأ الهجمات الإرهابية على مدنيين روس منذ سقوط الإتحاد السوفياتي؛ وفي 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وقع إنفجاران في سوق حاشد في برج البراجنة في ضاحية بيروت الحنوبية أسفرا عن مقتل 44 شخصاً وأكثر من 200 جريح، وأُحبط هجوم آخر على مسجد. وفي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، قام مسلحون إنتحاريون بسلسلة من الهجمات المنسّقة في العاصمة الفرنسية أدّت إلى مقتل أكثر من 127 شخصاً وأكثر من 300 جريح، والتي إعتبرت أسوأ هجمات عرفتها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإذا كان إسقاط الطائرة الروسية وتفجيرا الضاحية الجنوبية في بيروت لا تقل مأسوية عما وقع في باريس، فإن أحداث العاصمة الفرنسية تُعتبر أكثر أهمية سياسياً وأمنياً لما لها من تداعيات على مستقبل ما سيجري في سوريا وحتى العراق، وخصوصاً أن الدولة الفرنسية إعتبرتها بمثابة “إعلان حرب”.
في باريس، ضرب ثمانية على الأقل من المهاجمين أهدافاً سهلة، بما في ذلك قاعة “باتاكلان” المُحتشدة، وما لا يقل عن ثلاثة مطاعم والملعب الوطني الفرنسي، الذي كان مليئاً بالناس الذين أتوا لمشاهدة مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا وألمانيا والتي كان يحضرها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. لقد كانت ضربة صادمة وموجعة للأمة التي لا تزال تتعافى من هجمات كانون الثاني (يناير) الفائت على مكاتب الصحيفة الساخرة “شارلي إِيبدو”.
ليس من الصعب أن نسمّي ما حدث في شرم الشيخ والضاحية الجنوبية وباريس بما هو عليه. إنها مجرد هجمات شنيعة على مدنيين أبرياء من قبل متطرفين. إنه عمل إرهابي.
بغض النظر عن مدى الجهد الذي يبذله بعض المدافعين من أجل التوصل إلى “مبررات” رائعة وراء هذه الأعمال الإجرامية، فإن هذه الهجمات الجبانة لا يوجد ما يبررها. فهي جريمة ليست ضد روسيا أو لبنان أو فرنسا فحسب ولكن أيضاً ضد الشعب والدين اللذين يدّعي هؤلاء الإرهابيون المرضى بأنهم يمثلونهما.
يقول شهود عيان في أحداث باريس أن الإرهابيين قالوا بأنهم كانوا ينفّذون جريمتهم “بسبب ما يحدث في سوريا”. وقالوا بأن بعض القتلة كان يهتف “الله أكبر”.
إن الإسلام بالتأكيد لا يتسامح مع الإرهاب؛ ولا شعب سوريا. لقد كان السوريون ضحايا الإرهاب على مدى السنوات الخمس الماضية – فقد رُوِّعوا من قبل نظام وحشي ومجموعات إرهابية مُسلّحة تدّعي الجهاد ومحاربة هذا النظام.
ما حدث في بيروت وشرم الشيخ وباريس أخيراً لم يكن بإسم سوريا ولا الإسلام. كانت مجرد أعمال إرهابية إرتكبها مرضى تبنّوا عقيدة دينية غريبة لا علاقة لها أبداً بالإسلام الحقيقي. ينبغي على العالم اليوم أن يقف متّحداً في مواجهة الإرهاب وتحتاج البلدان المُسلمة أن تكون في طليعة تلك المعركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى