غالية بن علي تُعرِّف أوروبا على أم كلثوم

بعيداً من محاولات تخفي الكثير من مطربي الجيل الجديد في تلافيف عباءة الفن الأصيل، إستطاعت المطربة البلجيكية – التونسية غالية بن علي إختراق حجب الماضي بأنماطه الغنائية الموروثة المحافظة، لتجد لنفسها عالماً شديد الخصوصية والجنون والطرب والفرحة.
وقد سحرت الجمهور المصري في حفلة فريدة أحيتها أخيراً على خشبة دار الأوبرا في الإسكندرية حيث تغني للمرة الأولى في هذا الصرح العريق. وكانت الفنانة التونسية الأصل أحيت حفلات في أوبرا دمنهور، وفي مهرجانات صيف مكتبة الاسكنردية أخيراً. أما الموعد المنتظر بالنسبة إليها فهو في 13 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في العاصمة الفرنسية باريس.
ويرى كثير من النقاد في أوروبا أن غالية هي احدى المفاجآت الموسيقية التي خرجت من العالم العربي في مطلع هذه الألفية، إذ أن ألبوماتها تباع بشكل لافت وكبير في فرنسا. فصوتها المتدفق وتراكيبها الموسيقية المختلفة مزجت بين مختلف الثقافات بدءاً من العربي الأصيل وصولاً الى تقاليد موسيقى الجاز والفلامينكو مروراً بالموسيقى الكلاسيكية الهندية والعربيّة والصوفيّة والإلكترونيّة.
على رغم رحلتها الطويلة بين الثقافات الموسيقية العالمية، فإنها آثرت الغناء باللغة العربية الفصحى.
لا تغني غالية، الملقبة ب”سفيرة الغناء العربي”، إلا بالعربية. وتقول: “عملت كثيراً على أغاني أم كلثوم، ولم أسعَ إلى تقليدها، فهي بالطبع بلا منافس، لكن حاولت شرح أهمية أم كلثوم لجمهور غربي يعشقها ولا يفهمها”.
تفيد السمراء ذات الأصول البربرية الأفريقية: “قدمت أم كلثوم كجدتي، لجمهور لم يجد المفاتيح الكافية ليعرف عنها أكثر… لا أملك بالضرورة قدرات صوتها العبقرية، لكن لدي إحساس بكل ما تقوله. وأتمتع بصوت يمكّنني من الإقتراب من محرابها، والحديث عنها وعن تاريخها وقصصها. لدي كثير من القصص مع الست”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى